نظمت فيدرالية جمعيات آباء وأمهات التلاميذ بعمالة آنفا وقفة احتجاجية، صباح يوم الجمعة المنصرم، أمام مقر نيابة وزارة التربية الوطنية بعمالة آنفا بشارع الزرقطوني بالدارالبيضاء، ضد هدر الزمن المدرسي جانب من وقفة آباء وأولياء التلاميذ أمام مقر نيابة آنفا (خاض) ودعت الفيدرالية، ضمن مطالبها، إلى ضرورة التدخل من أجل حل ملفات نساء ورجال التعليم العالقة، للحد من الإضرابات، التي يروح ضحيتها التلاميذ بالدرجة الأولى. وردد آباء وأمهات التلاميذ، خلال الوقفة الاحتجاجية، شعارات تندد بالإضرابات المتكررة، التي يروح ضحيتها التلاميذ بالدرجة الأولى، إذ قالت إحدى الأمهات، في توضيح ل"المغربية"، "نطالب بتعليم جيد لأبنائنا، وبمدرسة عمومية توفر معايير التحصيل العلمي الجيد". كما أكد أحد الآباء، ل"المغربية"، أن "إضرابات التعليم هذه السنة ضيعت على التلاميذ فرص التحصيل، وأن تعويض ما ضاع خلال أسبوع غير كاف" وعبر الأب عن تخوفه من تنظيم إضرابات أخرى بالقطاع تهدد ما تبقى من السنة الدراسية الحالية. واعتبر محمد كنوش، رئيس "الفيدرالية الوطنية لجمعيات آباء وأمهات وأولياء التلاميذ"، الوقفة "تعبيرا عن غضب آباء وأمهات التلاميذ على ما آلت إليه أوضاع المدرسة العمومية". وقال كنوش، في تصريح ل"المغربية"، "إننا نرفض اتخاذ بناتنا وأبنائنا رهانا للنزاع الاجتماعي بين وزارة التربية الوطنية ونساء ورجال التعليم ونقاباتهم وتنسيقياتهم، ونوجه رسالة إلى المسؤولين عن القطاع للتدخل لحل الملفات العالقة لرجال ونساء التعليم، تفاديا لما لا تحمد عقباه". وأضاف كنوش أنه، "من خلال هذه الوقفة نوجه، أيضا، رسالة للأسر لتحمل مسؤوليتها في تتبع عملية تمدرس أبنائها". وأشار كنوش إلى أن وزير التربية الوطنية تحدث، منذ ثلاثة أسابيع، أمام مجلس المستشارين عن 48 يوم من الإضراب بقطاع التعليم، فيما تحدثت كاتبة الدولة المكلفة عن هدر 6 أو 7 في المائة من الزمن المدرسي، فيما أن الحقيقة تشير إلى أكثر من ذلك، لأن هناك 26 إضرابا وطنيا، إضافة إلى إضرابات جهوية، ومنها الإضراب المفتوح، الذي مس المدرسة العمومية ببعض المناطق الجنوبية. وقال كنوش إن عدد الساعات، التي ضاعت من الزمن المدرسي، هذه السنة، قدرت، حسب مصادر من الوزارة المعنية نفسها، بحوالي 15 مليون ساعة. وتحدث كنوش عن مطالبة عمالة آنفا بالتدخل لدى المفتشين العاملين بالقطاع من أجل إتمام المقرر الدراسي لهذه السنة، من أجل التحصيل الجيد، فيما أفاد مسؤول بالنيابة نفسها، في حديثه مع ل"المغربية"، أن النيابة كلفت عددا من اللجان للاتصال بآباء وأولياء التلاميذ، وإخبارهم بعمليات إتمام المقررات المدرسية، كما أوضح أن النيابة غير معنية بالوقفة، التي نظمت أمام مقرها، وأن الاحتجاج موجه للمسؤولين بالوزارة للتدخل من أجل تلبية مطالب الشغيلة التعليمية، تفاديا للمزيد من الإضرابات. ووعدت هيئات نقابية بقطاع التعليم بالتراجع عن الإضرابات في حالة تلبية مطالبها، بعد اللقاءات، التي كانت من المقرر أن تنطلق، بعد ظهر الاثنين الماضي، بالرباط، إذ أوضح نقابي من التنسيقية الوطنية للسلم 9، في اتصال مع "المغربية"، أن هناك استعدادا للعمل بنفس قوي، لاستكمال ما تبقى من المقررات الدراسية، للسنة الجارية، وتقديم الدعم للرفع من التحصيل الدراسي للتلاميذ، شريطة تلبية حقوق المرتبين في السلم التاسع باستفادتهم من حق الترقية. وذكر المصدر نفسه أن عدم تحسين وضعية فئات من أساتذة السلم 9 المادية والإدارية تؤثر على السير العادي للعمل داخل حجرات الدرس، خاصة أن هذه الفئة تشعر بالحيف، وتبحث عن السبل لتحسين دخلها، بالعمل خارج المدارس، لمواجهة غلاء المعيشة. وفي الوقت الذي أبدت التنسيقية الوطنية للسم 9 عن استعدادها للتراجع عن الإضراب، لوجود أمل في الوصول إلى حل يرضيها، أعلنت السكرتارية الوطنية لأساتذة 3 غشت، السبت الماضي، عن تمديد الإضراب الوطني إلى غاية يوم 4 يونيو الجاري مع خوض اعتصام يومي الأربعاء والخميس 1 و2 يونيو الجاري، بسبب ما وصفته في بلاغ، توصلت "المغربية" بنسخة منه، غياب حوار جدي ومسؤول لحل مشاكلها.