استعرض وزير الصناعة والتجارة والتكنولوجيات الجديدة٬ عبد القادر عمارة٬ مساء يوم الاثنين المنصرم، بنيويورك٬ الإمكانيات والمؤهلات التي يزخر بها المغرب كوجهة مفضلة للمستثمرين الأمريكيين٬ في إطار تعزيز العلاقات بين المغرب والولاياتالمتحدة. وخلال مائدة مستديرة نظمت بمبادرة من (بيزنيس كاونسيل فور إنترناشيونال إنديرستاندينغ)٬ وبمشاركة رؤساء المقاولات والزعماء الصناعيين الأمريكيين٬ أبرز عمارة مختلف الفرص التي يتيحها المغرب للمستثمرين الأمريكيين كأرض لاستقبال مشاريعهم الاستثمارية٬ وكأرضية للربط بين الأسواق الأمريكية والأوروبية. ويهدف هذا اللقاء إلى تعزيز علاقات التعاون بين المغرب والولاياتالمتحدة في العديد من المجالات٬ خصوصا قطاع السيارات٬ والملاحة الجوية٬ والإلكترونيك٬ والطاقات المتجددة٬ والمالية٬ وصناعة الأدوية٬ والصناعة الغذائية. وتمكن المغرب٬ الذي تربطه اتفاقية للتبادل الحر مع الولاياتالمتحدة دخلت حيز التنفيذ منذ سنة 2006، من الدخول لأول مرة في قائمة "أفضل خمس أسواق عربية" بالنسبة لواشنطن٬ بحجم واردات أمريكية تجاوز 2.86 مليار دولار سنة 2011، أي بارتفاع قدر ب 47 في المائة مقارنة مع سنة 2010. وحسب الغرفة العربية الأمريكية للتجارة، فإن المغرب يحتل المرتبة الرابعة في العالم العربي كوجهة للصادرات الأمريكية سنة 2011، بعد الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ومصر. وتتيح اتفاقية التبادل الحر٬ برأي العديد من المسؤولين الأمريكيين٬ "فرصا هائلة" للتبادل والاستثمار على جميع المستويات بالنسبة للبلدين٬ حيث تظل المملكة بالنظر إلى موقعها الجغرافي الاستراتيجي جسرا نحو منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا٬ وكذا نحو أوروبا. وحسب المصلحة التجارية الأمريكية، التابعة لوزارة التجارة الأمريكية، فإن المغرب يمثل بالنسبة للمستثمرين والمقاولات الأمريكية "نقطة عبور مثالية" للتصدير نحو أوروبا، والشرق الأوسط وإفريقيا، بفضل بنياته المينائية، خصوصا ميناء طنجة المتوسط، الذي يرتبط بشكل مباشر بالعديد من الموانئ الأمريكية. كما أن الصادرات المغربية نحو الولاياتالمتحدة شهدت، بدورها، نموا بلغت نسبته 56 في المائة خلال سنة 2012 مقارنة مع مستوياتها سنة 2009. وأكد مساعد كاتب الدولة الأمريكي المكلف بالشؤون الاقتصادية والطاقة، خوسيه فرنانديز، أن الولاياتالمتحدة "راضية جدا" إزاء علاقاتها الاقتصادية والتجارية مع المغرب، وتأمل في أن "تعزز (هذه العلاقات) بشكل أكبر". وأبرز المسؤول الأمريكي أن اتفاقية التبادل الحر تتيح إمكانيات في مجال الاستثمارات، فيما تعد الاتفاقية الموقعة مع حساب تحدي الألفية واعدة هي الأخرى بفرص لا تقل أهمية، خاصة من خلال جوانبها المرتبطة، من بين أمور أخرى، بالزراعة والصيد البحري. شارك في هذا اللقاء رشاد بوهلال، سفير المغرب بواشنطن٬ والعربي بلعربي، المختص في قطاع السيارات٬ وحميد بن براهيم، رئيس تجمع مهنيي صناعة الطيران٬ وعادل الشيخي، مدير التنمية بالوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات.