تعيش مجموعة من الأسر القاطنة بدوار (فيدات) بسيدي يحيى زعير، التابع لنفوذ عمالة الصخيراتتمارة، أوضاعا صعبة تزيد من حدتها الظروف المناخية السيئة، بعد أن تعرضت للطرد من البراريك التي كانت تقطن فيها، مما اضطرها إلى نصب خيام للاحتجاج على ما اعتبرته تعسفا في حقها من قبل مالكي الأرض التي اشتغل فيها أفرادها كفلاحين لسنوات طويلة. وأكد المحتجون، في شكاية توصلت "المساء" بنسخة منها مرفوقة بعريضة توقيعات، أنهم تعرضوا للطرد بشكل تعسفي من قبل مشغليهم في الأراضي الفلاحية، وبدون سند قانوني، إذ تم رمي ملابسهم وأمتعتهم إلى الشارع دون إذن مسبق، علما أن منهم من قضى أزيد من 30 سنة من العمل. ولم يقف الأمر عند هذا الحد، تقول شكاية الأسر القاطنة بدور فيدات، بل تم اعتقال بعض أبنائهم من طرف رجال الدرك الملكي بسيدي يحيى زعير، كما تم تشريد عدد من الأسر بمن فيهم الأطفال والنساء، مما تسبب لهم في أضرار مادية ومعنوية وخيمة. إلى ذلك، أوضح محمد حيدة، أحد المتضررين، أن الأسر فوجئت بقرار الإفراغ بالقوة من طرف السلطات، والتهجم على بيوتهم ورمي أمتعتهم، قبل الشروع في عملية الهدم، مشيرا في حديثه ل"المساء" إلى أن الأسر وجدت نفسها بدون سكن، وتم تسجيل إغماءات في صفوف النساء أثناء تدخل رجال الدرك. وحسب المتحدث ذاته، فقد اضطر المطرودون من براريكهم إلى نصب خيام في الخلاء بالمنطقة، حيث يقضون بها الليل ويخرجون للعمل نهارا، من أجل جلب القوت لأبنائهم الصغار، لافتا إلى أن الساكنة لم تتوصل بأي وثيقة من المحكمة تقضي بالإفراغ في حقهم. حيدة، قال إن في إقدام القوات العمومية على إفراغهم ضرب للقوانين عرض الحائط، إذ أنه مباشرة بعد قطع الكهرباء على القاطنين بالدوار تمت عملية الهدم. من جهة أخرى، عبر المتضررون عن استيائهم من الأوضاع التي يعيشونها داخل الخيام التي نصبوها لعدم توفرهم على بديل، مطالبين الجهات الوصية بالتدخل العاجل لإنصافهم وإنقاذ الأطفال والنساء من الضياع والتشرد، خاصة بعد أن اضطرت الأوضاع عددا من الأطفال إلى الانقطاع عن متابعة الدراسة. إلى ذلك، كشفت مصادر من الدوار أن الأسر القاطنة بالخيام منذ ما يربو عن 15 يوما، تعتزم تكثيف احتجاجاتها بتنظيم وقفات ومسيرات غضب خلال الأيام القادمة، مشيرين إلى أن هناك هيئات وفعاليات جمعوية دخلت على الخط، للدفاع عن حقوق المطرودين، خاصة في ظل الأوضاع الصعبة الناتجة عن العيش داخل خيام تفتقر إلى أدنى شروط الحياة، فضلا عن حرمانهم من المياه والكهرباء، دون نسيان ما يعيشه الأطفال، باعتبارهم الفئة الأكثر تضررا، من مشاكل صحية بسبب قساوة المناخ في هذه الفترة من السنة.