كشفت وزارة الصحة عن رقم مفزع لضحايا حوادث السير الذين يفارقون الحياة قبل وصولهم إلى المستشفى، إذ أوضحت أن 83 في المائة من الوفيات الناجمة عن حوادث السير تحصل قبل الوصول إلى المؤسسات الاستشفائية، في الوقت الذي يمكن تجنب نسبة كبيرة منها. ودعا وزير الصحة، حسين الوردي، في افتتاح أشغال اللقاء الوطني الأول لمصالح الإسعاف الطبي الاستعجالي صباح أمس في الرباط، إلى تكاثف الجهود من أجل تطوير قطاع المستعجلات الطبية، وذلك في ظل عدد من التحديات المرتبطة بالنقص في الموارد البشرية، والإكراهات التي يعرفها مجال التدخل الطبي الاستعجالي على مستوى حوادث السير على الطرقات. وأوضح الوزير أن تنفيذ مخطط العمل للمستعجلات الطبية 2012-2016 مكن من بدء العمل تدريجيا بالوحدات المروحية للإسعاف، والتي استهدفت بعض المناطق المعزولة، إذ تم في مرحلة أولية استهداف عدد من المناطق بجهة مراكش، وتادلة أزيلال. وينتظر أن تعرف هذه السنة انطلاق العمل بالوحدات المروحية للإسعاف في الأقاليم الجنوبية والمنطقة الشرقية. وأوضحت الوزارة أنها عملت على إحداث رقم وطني «141» خاص بالاتصالات الطبية المستعجلة، إذ تم بدء العمل به تدريجيا كحل لكي يستفيد المواطنون من المساعدة والاستشارات الطبية، أو طلب خدمة طبية استعجالية. كما تم تعزيز حظيرة سيارات الإسعاف بإدخال الوزارة لسيارات إسعاف عالية التجهيز، من أجل تأمين نقل المرضى. أما على مستوى المؤسسات الصحية الاستعجالية، فتم إحداث عدد من مراكز الاستعجالات الطبية للقرب في بعض المناطق الجغرافية التي تعرف نقصا على مستوى الشبكة الاستشفائية، وأيضا إعادة هيكلة الخدمات الاستعجالية الاستشفائية من أجل الاستجابة الجيدة للحاجيات الاستعجالية للسكان. وذكرت المعطيات الرقمية الصادرة عن وزارة الصحة أن سنة 2013 عرفت اقتناء 136 سيارة إسعاف، من بينها 25 سيارة إسعاف رباعية الدفع للعمل بالوسط القروي، وبرمجة تشغيل 20 وحدة محلية للإسعاف الطبي بالوسط القروي خلال السنة نفسها. كما تم إحداث 15 وحدة للإنعاش الطبي، وتشغيل 4 مروحيات للنقل الطبي الاستعجالي، فضلا عن إحداث 80 وحدة للمستعجلات الطبية للقرب عبر التراب الوطني، 30 منها تم تشغيلها خلال سنة 2013، وتأهيل ودعم مصالح الإنعاش خاصة على المستوى الجهوي والمراكز الاستشفائية الجامعية، مع تطوير المستعجلات الطبية المتخصصة، ومنها شبكة العلاجات الاستعجالية للتوليد والمواليد، والمستعجلات الخاصة بالأمراض العقلية، ومراكز التكفل بالحرق، إضافة إلى مراكز التكفل بالرضوض والكسور.