رداءة أحوال الطقس تزيد من معاناة أطفال الشوارع

ازدادت ‬معاناة ‬الأطفال ‬المشردين ‬في ‬أزقة ‬وشوارع ‬الدار ‬البيضاء، ‬بسبب ‬موجة ‬البرد ‬التي ‬تعرفها ‬المدينة ‬هذه ‬الأيام، ‬حيث ‬يعيشون ‬في ‬الشارع ‬يفترشون ‬الأرض ‬ويلتحفون ‬الكرتون ‬بحثا ‬عن ‬قليل ‬من ‬الدفء. ‬
فانتشار ‬المشردين ‬أضحى ‬أمرا ‬عاديا ‬في ‬الشوارع ‬أمام ‬مرأى ‬الناس، ‬في ‬شكل ‬جماعات ‬متآلفة ‬تحت ‬أسقف ‬العمارات ‬بالشوارع ‬الكبرى ‬وتحت ‬الشاحنات ‬أو ‬السيارات ‬وحتى ‬داخل ‬البيوت ‬المهجورة ‬وفي ‬الحدائق ‬العمومية، ‬في ‬ظل ‬عدم ‬وجود ‬مكان ‬يصون ‬كرامتهم ‬وبدون ‬أغطية ‬تحسسهم ‬بالدفء ‬وبدون ‬مأوى، ‬بحيث ‬تحول ‬طفولتهم ‬إلى ‬شقاء ‬مبكر ‬في ‬غياب ‬أي ‬مساندة ‬اجتماعية ‬تضمن ‬لهم ‬الحياة ‬الكريمة.‬
هذه ‬الظاهرة ‬انتشرت، ‬بحسب ‬المتتبعين، ‬نتيجة ‬مجموعة ‬من ‬العوامل ‬أهمها ‬التفكك ‬الأسري ‬وتفشي ‬ظاهرة ‬الأمهات ‬العازبات، ‬مما ‬يجعل ‬العديد ‬من ‬هؤلاء ‬الأطفال ‬يعانون ‬البؤس ‬والحرمان، ‬ويقومون ‬بأعمال ‬كمسح ‬الأحذية ‬وبيع ‬الأكياس ‬البلاستيكية ‬وغسل ‬السيارات ‬من ‬أجل ‬الحصول ‬على ‬قوت ‬يومهم.‬
وأشارت ‬مصادر ‬جمعوية ‬إلى ‬أن ‬هذه ‬الظاهرة ‬في ‬تصاعد ‬مستمر، ‬وتخلف ‬عددا ‬من ‬الأطفال ‬بدون ‬مأوى، ‬محرومين ‬من ‬الدفء ‬والحنان ‬الأسري.‬
وبحسب ‬شهادة ‬مصطفى ‬الذي ‬التقته "‬المساء"‬، ‬وهو ‬أحد ‬الأطفال ‬الذين ‬وجدوا ‬في ‬الشارع ‬مستقرا ‬لهم، ‬فإنه ‬عاش ‬مشاكل ‬عديدة ‬في ‬بيت ‬أبيه ‬نتيجة ‬وفاة ‬والدته ‬وتعرضه ‬مرارا ‬للتعنيف ‬على ‬يد ‬زوجة ‬والده.‬
وأضاف ‬مصطفى ‬بأنه ‬لم ‬يدخل ‬إلى ‬المدرسة ‬قط ‬ولم ‬ينل ‬نصيبه ‬من ‬التعليم ‬لذلك ‬قرر ‬الهروب ‬واللجوء ‬إلى ‬الشارع ‬بحثا ‬عن ‬ظروف ‬أقل ‬ضررا ‬وألما، ‬مما ‬كان ‬يعيشه ‬داخل ‬البيت، ‬فأصبح ‬يعيش ‬في ‬الشارع ‬تحت ‬البرد ‬القارس ‬وينام ‬في ‬الحدائق ‬وتحت ‬أسقف ‬العمارات ‬يحتمي ‬بعلب ‬الكرتون .‬
كما ‬تحدث ‬الطفل، ‬الذي ‬يبلغ ‬من ‬العمر ‬13 ‬سنة، ‬عن ‬الواقع ‬المرير ‬بالشارع ‬الذي ‬قد ‬يكلفه ‬حياته ‬لعدم ‬وجود ‬من ‬يحميه ‬من ‬المتشردين، ‬فضلا ‬عن ‬الاستغلال ‬والتعنيف "‬البشع" ‬الذي ‬قد ‬يتعرض ‬له ‬هؤلاء ‬الأطفال ‬من ‬قبل ‬البالغين.‬