فيديوهات خلقت جوًّا من الهلع وسط المواطنين.. أمن طنجة يوقف سيدة نشرت ادعاءات كاذبة عن اختطاف الأطفال    العثور على جثث 13 عاملا بالبيرو    طنجة.. حملات أمنية متواصلة لمكافحة الدراجات النارية المخالفة والمعدّلة    ريال مدريد ينجو من ريمونتادا سيلتا فيغو    كأس أمم إفريقيا U20 .. المغرب يتعادل مع نيجيريا    الاحتفاء بالموسيقى الكلاسيكية خلال مسابقة دولية للبيانو بمراكش    احتفاء فريد من نوعه: مهرجان التوائم الدولي يجمع أكثر من ألف مشارك في جنوب غربي الصين    المغرب التطواني يحقق فوزًا ثمينًا على نهضة الزمامرة ويبتعد عن منطقة الخطر    شبكة نصب لتأشيرات الحج والعمرة    كأس إفريقيا لأقل من 20 سنة: تعادل سلبي بين المغرب ونيجيريا في قمة حذرة يحسم صدارة المجموعة الثانية مؤقتًا    اتهامات بالمحاباة والإقصاء تُفجّر جدل مباراة داخلية بمكتب الاستثمار الفلاحي للوكوس    تطوان تحتضن النسخة 16 من الأيام التجارية الجهوية لتعزيز الانفتاح والدينامية الاقتصادية بشمال المملكة    الدوري الألماني.. بايرن ميونخ يضمن اللقب ال34 في تاريخه بعد تعادل منافسه ليفركوزن    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الاثنين    جريمة بيئية مزعومة تثير جدلاً بمرتيل... ومستشار يراسل وزير الداخلية    طنجة تحتضن اللقاء الإقليمي التأسيسي لمنظمة النساء الاتحاديات    ملتقى بالقدس يشيد بجهود الملك    تحالف مغربي-صيني يفوز بعقد إنشاء نفق السكك الفائقة السرعة في قلب العاصمة الرباط    انخفاض جديد في أسعار الغازوال والبنزين في محطات الوقود    وزيرة تكشف عن مستجدات بشأن الانقطاع الكهربائي الذي عرفته إسبانيا    شركة بريطانية تطالب المغرب بتعويض ضخم بقيمة 2.2 مليار دولار    المغرب يتصدر قائمة مورّدي الأسمدة إلى الأرجنتين متفوقًا على قوى اقتصادية كبرى    الأميرة لالة حسناء تشارك كضيفة شرف في مهرجان السجاد الدولي بباكو... تجسيد حي للدبلوماسية الثقافية المغربية    الفن التشكلي يجمع طلاب بجامعة مولاي إسماعيل في رحلة إبداعية بمكناس    الخيط الناظم في لعبة بنكيران في البحث عن التفاوض مع الدولة: الهجوم على «تازة قبل غزة».. وإيمانويل ماكرون ودونالد ترامب!    الطالبي العلمي يمثل الملك محمد السادس في حفل تنصيب بريس كلوتير أوليغي نغيما رئيسا لجمهورية الغابون (صورة)    "البيجيدي" يؤكد انخراطه إلى جانب المعارضة في ملتمس "الرقابة" ضد حكومة أخنوش    المغرب يطلق برنامجًا وطنيًا بأكثر من 100 مليون دولار للحد من ظاهرة الكلاب الضالة بطريقة إنسانية    الناخب الوطني يعلن عن تشكيلة المنتخب المغربي لأقل من 20 سنة لمواجهة نيجيريا    الشرطة البرازيلية تحبط هجوما بالمتفجرات على حفل ليدي غاغا في ريو دي جانيرو    إسبانيا: تحديد أسباب انقطاع الكهرباء يتطلب "عدة أيام"    المغرب يجذب الاستثمارات الصينية: "سنتوري تاير" تتخلى عن إسبانيا وتضاعف رهانها على طنجة    مصادر جزائرية: النيجر تتراجع عن استكمال دراسات أنبوب الغاز العابر للصحراء    استشهاد 16 فلسطينيا بينهم أطفال ونساء في قصف إسرائيلي جديد على غزة    الحارس الأسبق للملك محمد السادس يقاضي هشام جيراندو    العداء الجزائري للإمارات تصعيد غير محسوب في زمن التحولات الجيوسياسية    معهد الموسيقى بتمارة يطلق الدورة السادسة لملتقى "أوتار"    بريطانيا تطلق رسمياً لقاح جديد واعد ضد السرطان    توقيف 17 شخصا على خلفية أعمال شغب بمحيط مباراة الوداد والجيش الملكي    حريق بمسجد "حمزة" يستنفر سلطات بركان    "الأونروا": الحصار الإسرائيلي الشامل يدفع غزة نحو كارثة إنسانية غير مسبوقة    علماء يطورون طلاء للأسنان يحمي من التسوس    المنتدى الدولي للبرلمانيين الشباب الاشتراكيين يعبر عن دعمه للوحدة الترابية للمغرب    نجم الراب "50 سنت" يغني في الرباط    من المثقف البروليتاري إلى الكأسمالي !    الداخلة.. أخنوش: حزب التجمع الوطني للأحرار ملتزم بتسريع تنزيل الأوراش الملكية وترسيخ أسس الدولة الاجتماعية    الشرطة البريطانية تعتقل خمسة أشخاص بينهم أربعة إيرانيين بشبهة التحضير لهجوم إرهابي    الجمعية المغربية لطب الأسرة تعقد مؤتمرها العاشر في دكار    دراسة: الشخير الليلي المتكرر قد يكون إنذارا مبكرا لارتفاع ضغط الدم ومشاكل القلب    وهبي: مهمة "أشبال الأطلس" معقدة    وداعاً لكلمة المرور.. مايكروسوفت تغيّر القواعد    مقتضيات قانونية تحظر القتل غير المبرر للحيوانات الضالة في المغرب    الموت يفجع الفنانة اللبنانية كارول سماحة بوفاة زوجها    التدين المزيف: حين يتحول الإيمان إلى سلعة    مصل يقتل ب40 طعنة على يد آخر قبيل صلاة الجمعة بفرنسا    كردية أشجع من دول عربية 3من3    وداعًا الأستاذ محمد الأشرافي إلى الأبد    قصة الخطاب القرآني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



شبكات المافيا الدولية كانت وراء سرقة الآثار العراقية
ماذا يفعل تمثال الملك السومري في نيويورك ؟
نشر في المساء يوم 31 - 08 - 2009

بلد الحضارات يبحث عن معالم حضارته، آلاف القطع الأثرية سرقت من متاحف العراق إبان الغزو الأمريكي وحليفاتها لبلاد الرافدين، تلك الآثار لا تزال تجوب أرجاء المعمورة تتناقلها مافيا تجارة الآثار لتستقر في يد من يدفع أكثر، رغم أنها لا تقدر
بثمن عند أصحابها الشرعيين !!
ما زلت أحتفظ بين طيات ذاكرتي بصور وصور عن تلك الرحلات المدرسية إلى المتحف العراقي في بغداد التي كنا نضيق بها ذرعا لأن القائمين على قاعات عرض روائع وشواهد حضارات العراق كانوا يخافون على تلك الآثار من (الهواء الطاير) كما يقول المثل العراقي الشهير، ولهذا فإنهم لا يغلقون عيونهم خوفا من عبثنا الصبياني مما يخلق في داخلنا ذلك الاستياء الصبياني اللذيذ الطعم عندما تغادرنا أيام الصبا. لذا آثرت أن تكون بداية موضوعي من قاعات عرض الآثار العراقية في المتحف العراقي تجاوزت أروقة المتحف على عجل ممتطيا خيالي علني استرجع أيام الصبا وتسلحت بواقع الحال تحسبا لما قد أراه من دمار رغم مضي نحو ثلاث سنوات عجاف على يوم الاحتلال المشؤوم، إلا أن ما رأيته يفوق تصوراتي التي كانت تهيمن على أفكاري، لقد أصبحت قاعة الحضارة بلا أبواب تحسبا من عملية سطو جديدة رغم آلاف الدبابات والمدرعات والدوريات الأمنية العراقية والأجنبية التي تجوب أرجاء بغداد ليل نهار، ورغم غلق أبواب القاعة إلا أن أبواب علامات الاستفهام لا تزال مفتوحة على مصراعيها لعل الدكتور دوني جورج رئيس الهيئة العامة للآثار والتراث العراقية يغلق بعضها ...
آثار بلا عنوان
> أين وصلت عملية استرجاع الآثار المسروقة من المتحف العراقي ؟
إن مسروقات المتحف العراقي تقدر ب (15000) قطعة أثرية تم استعادة (4000) قطعة أثرية تقريبا ولدينا أثار محفوظة لدى الدول المجاورة (الكويت والسعودية والأردن وسوريا ) وبعض الدول الأوربية (ايطاليا وهولندا واسبانيا ) وكذلك الولايات المتحدة الأمريكية وهي موثقة لدينا ولدى الأنتربول واليونسكو، إلا أن الوضع الأمني المتردي يعيق عملية استعادتها
> هذا يعني أنكم تعرفون مكان أغلب المسروقات وماذا عن القطع الأثرية التي لم يبلغ عنها رسميا ؟
هناك آثار مسروقة من المتحف العراقي في كل من تركيا وإيران لم يبلغ عنها رسميا بل وتنفي السلطات الأثرية في البلدين وجودها لكننا نملك معلومات دقيقه تؤكد وجودها وبعلم حكومتي البلدين.
> لماذا تنفي إيران وتركيا وجود الآثار العراقية ؟
إنها آثار ثمينة لا تقدر بثمن وترسم معالم أقدم الحضارات التي عرفتها البشرية لذا ربما يحتفظون بها لأسباب مادية أو سياسية لكني أتمنى أن تعود تلك الآثار إلى موطنها الأصلي لقيمتها الإنسانية والتاريخية الكبيرة.
ملك بلا بلاط
> ما حكاية تمثال الملك السومري الذي قبضت عليه السلطات الجمركية في مدينة نيويورك وكيف وصل إلى هناك وهل ستتم استعادته ؟
إنه تمثال سومري مهم جدا ومن القطع الأثرية المميزة وهو بحجم الإنسان البالغ ويدعى (انتمينا) وهو ثقيل الوزن مما يدعم نظرية أن من يقوم بعمليات المتاجرة في الآثار العراقية هم شبكات مافيا دولية متخصصة.
> وهل تمت مفاتحتكم لغرض استلامه؟
نعم لكنني شخصيا أفضل بقاءه في أمريكا لأن الوضع في العراق غير آمن لأن السرقات المنظمة ما زالت تحدث، وكان آخرها سرقة موجودات متحف اربيل في شمال العراق قبل أشهر ؟!
> لكننا نعلم جميعا أن المحافظات الثلاث في شمال العراق أو ما يعرف بإقليم كردستان تتمتع بالأمان والاستقرار فكيف حدثت عملية السرقة ؟
هل تصدق أننا عرفنا ذلك من خلال وسائل الإعلام ولم يتم تبليغنا رسميا ليتسنى لنا القيام بالإجراءات الرسمية المتبعة بل وحتى لم يتم تزويدنا بقائمة بأسماء المسروقات لغرض تبليغ الأنتربول الدولي ؟
> يعني هذا أنهم غير تابعين لكم إداريا أم ما هو تفسيركم لذلك ؟
قانونيا كل متاحف العراق تابعة للهيئة العامة للآثار والتراث التي أترأسها، لكن لا مجيب لكتبنا الرسمية وحتى إن عددا من الآثار المسروقة تم إلقاء القبض عليها من قبل السلطات الأمنية في إقليم كردستان، إلا أنه لم يتم إبلاغنا عنها وتم إدراجها في متاحف الشمال بدون إعلامنا، كما أن هناك عامل الروتين الادراي السياسي حيث إن المخاطبات الرسمية بين الهيئة ومتاحفها في شمال العراق لا بد أن يمر بحلقات المخاطبات الوزارية بين وزارة الدولة العراقية ووزارة الإقليم مما يتسبب في تأخير الحصول على إجابات سريعة، كما أن وضع الهيئة مربك من الناحية الإدارية حيث إنها ترتبط بوزارتين مما يخلق نوعا من الروتين المعقد، فالأمور المالية تتم من خلال وزارة الثقافة والمسائل الإدارية تتم من خلال وزارة السياحة وهذا الوضع يعرقل الكثير من مشاريع الهيئة.
عودة بلا ثمن
> هل تدفع الهيئة أموالا لمن يعيد بعض الآثار ؟
بطبيعة الحال هناك مكافآت مجزية لمن يعيد الآثار المسروقة أو من يسلم الآثار غير المسجلة التي تم استخراجها بطرق غير مشروعة وقد ساهمت هذه الطريقة في عودة الكثير من الآثار كما أن الهيئة ستدون للتاريخ اسم الشخص الذي يعيد أي قطعة إلى جوار المعلومات التاريخية لتلك القطعة.
> هل المال الدافع الوحيد لرجوع الآثار أم أن هناك أناسا يعيدون المال لدوافع وطنية ؟
هناك الكثير من العراقيين أعادوا الآثار المسروقة بدون ثمن، بل وهناك بعض الشخصيات العراقية اشترت الآثار من مالها الخاص وأعادتها من دون أن يأخذوا ما دفعوه للحصول على الآثار، وأذكر لكم حادثة شخص يدعى (ح) من منطقة الرفاعي الجنوبية الذي أعاد أكثر من 1460 قطعة غير مسجلة بدون مقابل وكان يستطيع أن يصبح من الأغنياء لو فكر ببيعها، إلا أن الدافع الوطني تغلب على حب المال الفطري لدى الإنسان والشواهد كثيرة، بينما في الجانب الآخر هناك أناس آخرون ساهموا بخروج حاوية مليئة بالآثار والنقوش المسمارية النادرة لتجمع في دول مجاورة وتصدر إلى إسرائيل عبر مافيا تجارة الآثار، وأنكرت السلطات الجمركية في تل أبيب وجود تلك الآثار رغم علمنا وتأكدنا من وجودها حيث نشر على الأنترنيت أنه تم القبض على حاوية مليئة بالآثار العراقية في مطار بنكورل بون جمعت في إحدى دول الجوار وانتقلت إلى لندن، ومن ثم إلى تل أبيب
> هل تتوقع إرجاعها إلى العراق ؟
أتمنى ذلك لكن لم يتم إبلاغنا حتى الآن عنها أو إرسال قائمة بما تحتويه تلك الحاوية ؟!
> لقد كنت مديرا عاما للمتاحف بالعراق، ما هي أكثر قطعة تتألم لعدم معرفة مصيرها حتى هذه اللحظة ؟
نحن كأثريين لدينا تعلق بالآثار لأننا نعرف تاريخها وأكثر قطعة أثرت في نفسي لعدم معرفة مصيرها تدعى ( اللبؤة التي تفترس نوبي ) وهي قطعة محفورة ومطعمة بالأحجار الكريمة اكتشفت في مدينة النمرود من قبل فريق عمل عراقي وتعود إلى 750 سنة قبل الميلاد والنوبي يرجع إلى جنوب مصر.
حفر بلا استئذان
> من يقف وراء عمليات الحفر العشوائي التي تنتشر في المواقع الأثرية في جنوب العراق وهل هو حفر يتسم بالجهل أم حفر منظم يشرف عليه مختصون ؟
إن الحفر العشوائي والسرقات التي حدثت بالمواقع الأثرية الجنوبية كان وراءها عصابات دولية منظمة تهدف إلى تحقيق عمليات غسيل أموال كبيرة تديرها مافيا دولية، لأن التحقيقات الأولية تشير إلى أن دولا مثل إيران وتركيا تجند أناسا من أهل الاختصاص للتنقيب في مواقع معينة، والشيء بالشيء يذكر، هل تعلم أن أكثر من (17000) قطعة غير مسجلة في المتحف العراقي تم الاستيلاء عليها قبل تهريبها خارج العراق من قبل أجهزة الدولة المختلفة، يعني أن عمليات تنقيب غير مشروعة تحدث في العراق وربما الرقم الذي أفلت من قبضة السلطات الأمنية العراقية أكثر من هذا بكثير.
> المعلومات الصحفية التي لدي تشير إلى عمليات الحفر العشوائي بقصد السرقة تصاحبها عمليات هدم وتدمير للمواقع الأثرية ؟
كلامك للأسف صحيح وخطورة عمليات الهدم والتدمير تكمن في أن تجار الآثار لا يكتفون بتحطيم الآثار التي لا يرغبون فيها، وإنما يحطمون الموقع الأثري بالكامل مما يتسبب في فقدان إحدى الحلقات الأثرية المهمة التي ربما تساهم مستقبلا في العثور على اكتشافات أثرية مهمة لأن عمليات التنقيب العلمية أشبه ما يكون بالكتاب الذي يفقد قيمته كلما كثرت الصفحات المنتزعة والممزقة منه.
مدينة بلا حقوق
> لا يزال الحديث حول مصير مدينة بابل الأثرية يلفه الغموض فأين وصلت مساعي الهيئة لإدراج المدينة ضمن قائمة التراث العالمي ؟
لم تدخل بابل قائمة التراث العالمي والتي يصدرها مجلس التراث العالمي التابع لمنظمة اليونسكو بسبب عمليات الصيانة المبالغ فيها وإضافة مباني وفنادق حديثة، مما غير شكل ومعالم المدينة الأثرية وذلك في عهد نظام صدام، وكذلك بسبب الأضرار الجسيمة التي لحقت بالمدينة جراء دخول القوات الأمريكية بآلياتها العسكرية الضخمة داخل أسوار المدينة، حيث حولت القوات الأمريكية مدينة بابل الأثرية بكل تاريخها إلى معسكر لها يزخر بالدبابات والمدرعات كما أصبح جزء من المدينة مطارا لطائرات الهليكوبتر، إلا أن مساعينا مع اليونسكو ومجلس التراث العالمي لا تزال مستمرة لإدراج مدينة بابل ومواقع أثرية أخرى كمدينة سامراء الأثرية إلى قائمة التراث العالمي رغم كل هذا، وربما تسفر تلك المحاولات عن شيء في مصلحة العراق قريبا أن شاء الله.
> وما هي إجراءات الهيئة حيال تجاوز القوات المحتلة على مدينة بابل الأثرية ؟
تمت مفاتحة وزارة الثقافة لغرض إخراج القوات الأمريكية في دجنبر عام 2004 وتم إنشاء لجنة دولية تضم في عضويتها خبراء من كل من ألمانيا وإيطاليا واليابان وفرنسا وأمريكا وبريطانيا وبولونيا والعراق وستتم ترجمة التقرير وإرساله إلى اليونسكو لاتخاذ ما يلزم ؟!
جيوش بلا أخلاق
> هل تعقتد أن ما قامت به القوات الأمريكية تعمد أم غباء ؟
أعتقد أنه تعمد وعدم مبالاة بتاريخ العراق.
> هناك من يشير إلى أن تسلم القوات البولونية مدينة بابل يرجع إلى كون عدد كبير من جنود تلك القوات يدينون بالديانة اليهودية ويربطون وجود جنود يهود بقضايا تاريخية ما تعليقكم ؟
ربما هذا صحيح فقد أرسلت القوات البولونية بطلب بعثة أثرية بولونية من جامعة وارسو للتنقيب إلا أننا رفضنا ذلك وقلنا للقوات البولونية إن هذا العمل يقع ضمن إطار الأعمال الاستعمارية وأن أي عملية تنقيب يجب أن تكون من خلالنا لأننا نحن أصحاب الأرض.
> كونك خبير أثار هل تعتقد أن هناك دوافع تاريخية تتعلق بنبو خذ نصر والغزو البابلي الأول والثاني لتقوم القوات البولونية بعملية تنقيب في الخفاء وبدون أخذ موافقتكم ؟
لا أعرف لكن ما أعرفه أنه لا يحق لأحد أي كان أن ينقب في العراق دون اخذ موافقة الهيئة وبإشراف الهيئة ؟
هناك من يؤكد أن اختيار القوات البولونية لمدينة بابل يرجع لدوافع تاريخية ودينية يهودية ويذهبون إلى أكثر من ذلك معللين السبب بالبحث عن نقوش مسمارية لم تكتشف بعد فيها تفاصيل تاريخية عن الغزو البابلي الأول والثاني، ولقد التقيت بعدد من الباحثين الذين أكدوا ذلك الرأي لكنهم تحفظوا عن ذكر أسمائهم لدواعي أمنية.
> هل سرقت كنوز النمرود من خزانات البنك المركزي يوم 9/4/2003 أم لا؟
الكنوز موجودة وليطمئن كل العراقيين وقد حدثت محاولات للسرقة بواسطة تفجير باب الخزانة بقذائف ال ار بي جي، إلا أن ضيق المكان وصلابة الخزانة أدى إلى ارتداد القذائف ومقتل اللصوص وهناك حالة لابد أن أذكرها وهي أن تاريخ العراق وأثمن كنوزه وممتلكاته كانت بيد رجلين يملك كل منهما مفتاحا للخزانة الرئيسة ورقم سري والباب لا يفتح إلا باجتماع الرجلين فلما شاهدا أن سقوط النظام أصبح وشيكا ودخول القوات الأمريكية بدا مؤكدا هربا إلى جهتين مجهولتين مختلفتين بدون أن يعلم أحدهم الآخر بمكان وجوده بالاتفاق المسبق حتى يفوتا على أعداء العراق إمكانية الظفر بتاريخ وممتلكات كل العراقيين وأنا أدعوا كل المختصين إلى تكريم هذين الموظفين المخلصين لأمانتهما العالية.
* أخيرا هل من رسالة إلى كل من يحتفظ بقطعة أثرية عراقية ولم يعدها ؟
أود أولا أن أطلب مساعدة كل المنظمات العربية المهتمة بتاريخ العراق لإنقاذ تاريخ العراق الذي هو جزء من تاريخ البشرية وإعانة الهيئة على أداء مهمتها بشكل يتناسب والمهمة الملقاة على عاتقها وأوجه رسالة إلى كل من يمتلك جزءا من تاريخ العراق بأن أي قطعة أثرية هي ملك للعالم كله وكل قطعة هي أكبر من أن تبقى ملكا لشخص واحد بل يجب أن تكون ملكا للجميع لذا أقول رفقا بحضارة بلاد الرافدين.
حقائق
تشير التقارير الصحفية إلى أن التيار الصدري الشيعي وجيش المهدي يقومان بتطهير أقدم مؤسسة في العراق من علمائها الأثريين وبيع آثارها علنا من قبل مسؤولين فيها وهو ما أجبر الدكتور (دوني جورج) عالم الآثار العراقي على الاستقالة حيث لم يكن يتوقع الدكتور جورج المسيحي العراقي أن يقوم أحد أفراد دائرته بسرقة الآثار وتزويرها وبيع الأصلية في الخفاء إلى عصابات الجريمة المنظمة التي انتشرت في العراق بعد الاحتلال، وفي تحقيق شخصي أجري بطريقة سرية تامة من داخل وزارة السياحة والآثار ومن داخل المؤسسة المعنية اكتشفنا أنه تم إقصاء أفضل الأثريين الذين تمتد خبرتهم إلى أكثر من 40 عاما، وهؤلاء على علم بكافة ما يخص الآثار سواء التي كانت معروضة في المتحف أو التي في المخازن أو المواقع الأثرية المنتشرة في عموم القطر كما أن الرقم الطينية( ألواح طينية كتبت بالمسمارية) التي تسلم إلى المتحف العراقي هي غير أصلية بعد أن بيعت النسخ الأصلية إلى تجار الآثار والعصابات وتم تهريبها إلى الخارج وذلك بهدف جني ثروة
كبيرة.
عشرة آلاف قطعة أثرية منهوبة مازالت في عداد المفقودات
بحسب خبراء الآثار العراقيين ما أعيد إلى المتحف بلغ حوالي (17) ألف قطعة أثرية وهذا الرقم موزع على أساس إعادة حوالي (6) ألاف قطعة أثرية من مسروقات المتحف العراقي و(11) ألف قطعة أثرية مما سرق من المواقع الأثرية الأخرى، حيث أعيد الإناء النذري والقيثارة الذهبية أو ما تسمى قيثارة أور ووجه الفتاة السومرية، وكذلك أختام أسطوانية ومنبسطة وألواح عليها كتابات سومرية مهمة. وهربت كثير من الآثار عبر الحدود الدولية مع سوريا والأردن والكويت والسعودية وإيران وتركيا، حيث سلمت سوريا (701) قطعة أثرية إلى المتحف العراقي في نيسان عام 2008، كما سلمت الأردن في أيار من العام نفسه (2466) قطعة أثرية، وسلمت كل من إسبانيا والسويد وهولندا وايطاليا والبيرو قطعا أثرية ضبطت من قبل شرطة الجمارك على أراضيها، وسلمت الولايات المتحدة الأمريكية (1046) قطعة أثرية عام 2008 إلى السفارة العراقية في واشنطن.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.