ارتفع مؤشر الجريمة في غانا خلال نهائيات كأس إفريقيا للأمم، وتبين أن الهاجس الأمني لم يعد مرتبطا فقط بالتدابير الوقائية من آفة الشغب بل تعداه إلى المعيش اليومي للوفود المشاركة في العرس الإفريقي، وأكدت محطة البي بي سي نقلا عن مسؤول أمني بكوماسي التي تبعد عن العاصمة أكرا بحوالي 400 كيلومترا تنامي ظاهرة السرقة والارتشاء والجنس في المدينة بمناسبة استضافة العاصمة الاقتصادية لغانا لمنافسات كأس إفريقيا، وأوضح التقرير الصحفي وجود العديد من حالات السرقة في صفوف الزوار بالخصوص عن طريق النشل، وأضاف بأن بعض البلاغات التي يتقدم بها فئة من المتضررين تفتقد للمنطق إذ غالبا ما يتم الإقرار باختفاء مبالغ ضخمة، وأبرز العمليات التي تمت حصلت في الملاعب وفي بعض وسائل النقل، بينما اشتكى الوفد المصري من انسلال شخص ادعى أنه وكيل أعمال إلى إحدى الغرف وسطا على هاتف نقال وبعض الدولارات. ومن بين أكثر المتعرضين للسرقة الوكيل المغربي التاجموعتي المكلف بالسوق الأوكرانية والذي وضع شكاية لدى الدوائر الأمنية في أكرا بعد أن سرق منه مبلغ حدده في 16 ألف دولار. كما نشطت تجارة الجنس في الآونة الأخيرة خاصة وأن شبكات الدعارة قد استنفرت بضاعتها من أجل استغلال الحدث الذي لا يتكرر إلا نادرا، وقال مسؤول بالشرطة للمحطة الإذاعية إن مجموعة من بائعات الهوى اجتزن الحدود قادمات من دول مجاورة. وفي نفس السياق شوهدت فتيات مغربيات بالعاصمة أكرا وهن من المقيمات في هذا البلد حيث يمارس بعضهن أقدم المهن، لكنهن فضلن الانضمام لمشجعي الفريق الوطني المغربي خلال تواجده في أكرا، وقالت مصادرنا إن أغلبهن يوجدن في وضعية غير قانونية بل إن مصالح السفارة لا تعترف بهذه الفئة من المقيمات علما أن العدد الرسمي للجالية المغربية المقيمة في غانا كلها لا يتجاوز 25 فردا. وأضاف المصدر ذاته بأن سعر الجسد المغربي يوجد على رأس لائحة الأسعار خاصة أمام ندرته لأن الكثيرات يفضلن السوق الخليجية الأكثر استقطابا لهذا النوع من المهاجرات، ولم ينف المصدر ذاته وجود فتيات تم تضليلهن من طرف شبكات للدعارة حيث اعتقدن أن الأمر يتعلق بمهن ذات ارتباط بالسياحة. وعلى امتداد الأسبوع الأول من المنافسات ظل مقر الشرطة بأكرا يشتغل ليل نهار من أجل الاستجابة للشكايات العديدة المعروضة عليه، وأبرز هذه القضايا تلك المتعلقة بمحاولة الارتشاء والتي يتم التحقيق فيها بشكل معمق خاصة بعد أن طالب الاتحاد الإفريقي لكرة القدم من الأجهزة الأمنية تعميق البحث في محاولتي ارتشاء، الأولى كشف عنها مدرب منتخب البنين راينهارت فابيش حين أكد لوسائل الإعلام تعرضه لمحاولة ارتشاء من طرف شخص إفريقي الملامح من أجل التحكم المسبق في نتيجة مباراة المنتخبين البينيني والمالي، وهي المباراة التي خسرها البنين بهدف لصفر، وقال المدرب الألماني إنه مستعد للكشف عن اسم الشخص الراشي للاتحاد الإفريقي ورقم هاتفه خاصة وأنه ينتمي لإحدى شركات الرهان التي يوجد مقرها في سنغافورة. وعلى الرغم من تأكيدات لاعبي المنتخب الناميبي على وجود إغراءات مالية للتلاعب بنتيجة مباراتهم الأخيرة أمام غينيا، والكشف عن مبلغ الرشوة البالغ 30 ألف دولار لكل لاعب ناميبي، إلا أن الاتحاد الإفريقي حاول التخفيف من حجم المشكل، وأحال القضية على الشرطة الغانية لاستكمال البحث مع التلميح لغياب حالة التلبس، وكان محمد مفيد العضو الجامعي قد زار مقر اللجنة المنظمة في محاولة لمعرفة القرار المزمع اتخاذه من طرف اللجنة التأديبية إلا أنه فوجئ بإفراغ القضية من حمولاتها الإجرامية.