ناصر الشادلي:عدم حسم إختياري النهائي لا يعني أني متردد

لقائي المرتقب مع ليكنس لا يعني أنني أسقطت الأسود من مفكرتي
مواجهة إيرلندا الشمالية أعطتني فكرة جميلة على الأسود
البعد عن عائلتي أثَر على مستواي في بداية مشواري بهولندا
إيطو إنتظرني طويلا بالمستودع ليهديني قميصه
لم ينتظر ناصر الشادلي الوافد الجديد على عرين الأسود طويلا ليؤكد أنه من اللاعبين الذين يمكن أن يعول عليهم داخل عرين الأسود، حيث كانت بيلفاست شاهدة على ميلاد لاعب موهوب وعنصر سيكون له شأن كبير في المنتخب المغربي، بعد أن قدم أمام إيرلندا الشمالية عرضا جيدا نال استحسان جميع المتتبعين، وبالرغم من أنه خاض أول مباراة له مع المنتخب المغربي إلا أن ذلك لم يمنعه من إبراز مواهبه، وأظهر ثقة كبيرة في اللعب وانسجاما سريعا وأداء رفيعا جعله يخطف الأضواء في هذه المواجهة.
أسلئة كثيرة أحاطت بناصر شادلي، ولعل أبرزها هو سبب عدم حسم اختيار حمل القميص الوطني رغم أنه قبل دعوة المدرب غيرتس، ومثلما كان صريحا في عدم تحديد موقفه النهائي فإنه أيضا كان صريحا في إجابته عن مختلف الأسئلة التي طرحتها عليه «المنتخب» ببيلفاست.
المنتخب: بداية أي شعور وأنت تحمل قميص المنتخب المغربي لأول مرة في مشوارك الكروي؟
ناصر الشادلي: هو شعور أي لاعب مغربي، يلعب لمنتخب بلده وأنا فخور لأني شاركت في هذه المباراة إلى جانب زملائي، حيث كانت الفرصة لأتعرف على مجموعة من اللاعبين ووقفت أيضا على الأجواء، كما تعرفت على المدرب الجديد، على العموم كانت تجربة جيدة ومفيدة قربتني أكثر من المنتخب المغربي وأعطتني فكرة عن الأسود، حيث وجدت أجواء رائعة وانسجاما كبيرا بين الجميع.
المنتخب: أكيد أن ما أثلج صدرك هو أن ظهورك الأول كان ناجحا نظير العرض الذي قدمته والذي استحسنه كل المتتبعين؟
ناصر الشادلي: لقد كان هذا الحضور من بين النقاط الأساسية التي كنت أود أن أسجلها في المباراة، فبغض النظر عن رغبتي في اكتشاف أجواء المنتخب المغربي كنت أراهن أيضا على تقديم عرض جيد يستحسنه كل المتتبعين، كنت أدرك أن الطاقم التقني والجمهور ينتظر مني الشيء الكثير خاصة أنها كانت أول مباراة لي رفقة الأسود، الحمد لله أن الأمور سارت بشكل جيد، إذ بالإضافة إلى رغبتي فإني وجدت كل الدعم من زملائي وكذا الطاقم التقني، وهي أشياء كانت مهمة بالنسبة لي لأقدم عرضا جيدا.
المنتخب: إضافة إلى رغبتك الجامحة، فقد أدهشتنا أيضا الثقة الكاملة التي لعبت بها طيلة أطوار المباراة؟
ناصر الشادلي: فعلا، لقد خضت المباراة بأريحية كبيرة وبكل ثقة، لأني أدرك أن القلق أو عدم الثقة من شأنهما أن يؤثرا على مردودي سلبا، لذلك آثرت أن ألعب بإمكانياتي وبكل هدوء رغم أني أخوض أول مباراة مع المنتخب المغربي، وأكرر أنني وجدت كل الدعم في محيط المنتخب المغربي الذي ساعدني على تقديم مباراة أترك لكم الحكم عليها، وإن كانت الأصداء التي وصلتني من اللاعبين والطاقم التقني والمسيرين قد أسعدتني كثيرا.
المنتخب: بالقدر الذي نجحت في اختبارك الأول، بالقدر الذي وقع أيضا المنتخب المغربي على مباراة في المستوى، أكيد أن عرض الأسود أسعدك أيضا؟
ناصر الشادلي: بالفعل، لقد قدمنا مباراة في المستوى وكنا الطرف الأفضل ونستحق أكثر من نتيجة التعادل وخلقنا فرصا كثيرة رغم الظروف التي لعبت فيها المباراة، حيث كانت الرياح والأمطار تشكلان نوعا ما بعض العراقيل على بناء العمليات وتمرير الكرة، والأكيد أن المنتخب المغربي قد ربح مجموعة من الأشياء في هذه المباراة، كما دون المدرب عدة نقاط وأخذ فكرة على فريقه، خاصة أنه يخوض هو الآخر أول مباراة له مع الأسود.
المنتخب: ثلاثة أيام تبقى فترة غير كافية للحكم على الأجواء، لكنها بالمقابل منحتك فكرة عن المنتخب المغربي، أليس كذلك؟
ناصر شادلي: كانت تجربة جيدة وهامة، فكما قلت منحتني فرصة التعرف على اللاعبين والطاقم التقني والمسؤولين، لم أشعر أني غريب على المنتخب المغربي، الكل كان لطيفا معي بعد أن وجدت كل أنواع الدعم والمساندة وهو ما سهل علي الانسجام مع أجواء المنتخب المغربي بسرعة وزاد من حماسي لأقدم مباراة جيدة، علما أن توالي المعسكرات والمباريات من شأنها أن تزيد من قربي أكثر من الأجواء واكتساب تجارب أخرى.
المنتخب: ما الذي أقنعك بقبول دعوة المنتخب المغربي والمشاركة في المباراة؟
ناصر شادلي: كانت لي إتصالات لي مع المدرب إيريك غيرتس وتحدثنا عن مجموعة من المواضيع، وأقنعني بالمشاركة في المواجهة الودية أمام منتخب إيرلندا الشمالية، أنا وجدتها فرصة للوقوف على أجواء عرين الأسود ولآخذ فكرة على محيطه قبل أي خطوة تهم مستقبلي مع المنتخب المغربي.
المنتخب: وما هي هذه الخطوات؟
ناصر شادلي: مثل تقرير مصيري مع الأسود.
المنتخب: هل معنى هذا أنك لم تحسم بعد اختيارك للمنتخب المغربي؟
ناصر شادلي: نعم، لم أحسم بعد الاختيار بين المنتخبين المغربي والبلجيكي، أنا هنا من أجل التعرف على الأجواء مع المنتخب المغربي ومشاركتي في مواجهة إيرلندا الشمالية لا تعني أني حسمت الأمر واخترت نهائيا اللعب لأسود الأطلس، لأني فكرت في أن أحسم الإختيار بعد أن أخوض المباراة، والأمر هنا يتعلق بخطوة تحتاج حتما إلى التريث وعدم التسرع في اتخاذ أي قرار.
المنتخب: ما أعرفه أنه بحكم مغربيتك فإن قرار الإختيار سيكون حاسما منذ الوهلة، إما بالرفض أو القبول مثلما فعل مجموعة من اللاعبين كالشماخ وبوصوفة وغيرهما؟
ناصر شادلي: كل واحد ينطلق من أمور يكون مقتنعا بها، حيث يجب أن يراعي مصلحته ولا يندم على خطوة يقدم عليها، مثلما فعل مجموعة من اللاعبين الذين لم يقتنعوا في أول الأمر بما فعلوه وبالتالي لم يظهروا بالصورة التي ينتظرها الجمهور، لذلك من الأفضل أن يكون هناك اقتناع بأي خطوة سأقدم عليها حتى لا أندم في آخر المطاف.
المنتخب: وما الذي يجعلك تتردد في اختيار المغرب بلدك الأصلي، خاصة أنك قبلت دعوة غيرتس؟
ناصر شادلي: مثلا المنتخب المغربي يشارك في نهائيات كأس أمم إفريقيا كل موسمين، وهذه المشاركة تسبب مشاكل مع الفريق الذي ألعب له على مستوى المنافسة والعلاقة مع المدرب، لذلك آثرت عدم اتخاذ أي خطوة على أن الأيام القادمة كفيلة بأن أحدد وجهتي للمنتخبين المغربي أو البلجيكي.
المنتخب: وماذا قررت أن تفعله مع المنتخب البلجيكي كخطوة قادمة؟
ناصر الشادلي: حاول ليكنس مدرب المنتخب البلجيكي أن يلتقي بي غير ما مرة، بيد أن مدرب فريقي توينتي الهولندي طلب منه تأجيل اللقاء لتفادي الضغط الذي تعرضت له مؤخرا وكذا لأركز أكثر على فريقي ولو أنه يتمنى أن أحسم الإختيار سريعا، ستكون لي جلسة مع مدرب المنتخب البلجيكي وفق ما طلبه مني وبعدها سأقرر.
المنتخب: ربما هذا القرار قد يغضب الجمهور المغربي، خاصة بعد أن قبلت دعوة المشاركة في المواجهة الودية أمام إيرلندا الشمالية؟
ناصر شادلي: أتمنى أن يتفهم الجمهور المغربي وضعيتي، أقدر رغبة الجماهير المغربية لأنها تتمنى دائما أن يلبي لاعبو المهجر دعوات المنتخب المغربي وأن يحملوا قميصه، لكن هناك ظروف يعيشها هذا اللاعب ومشاكل لا يعرفها الكثيرون، على أي سأقرر في مصيري مستقبلا، وأنا بدوري أتمنى أن أصل إلى القرار النهائي لأحمل القميص المغربي وأسعد الجماهير المغربية.
المنتخب: هل معنى هذا أنك متردد في اختيار المنتخب المغربي؟
ناصر الشادلي: لا ليس كذلك، كل ما في الأمر أني أريد أن آخذ بعض الوقت لأصل إلى القرار الصحيح، كما أكدت الأجواء أعجبتني كثيرا وكان لي حديث مع المدرب غيرتس وشرحت له موقفي، ذلك أن حضوري يحمل مجموعة من الدلالات كون أني متعلق ببلدي الأصلي ولي نية لألعب للأسود، لكني آثرت أن أضع لنفسي هامشا من التفكير قل اتخاذ أي قرار.
المنتخب: لنعرج إلى مسارك الكروي، كيف كانت البداية مع المستديرة؟
ناصر الشادلي: كنت مولعا بكرة القدم وأمارسها مع أقراني في الحي بلييج ببلجيكا، والواقع أني لم أخطط لأكون لاعبا لكرة القدم إلى أن قادني أخي الأكبر إلى مركز تكوين نادي ستاندار دو لييج وهناك تعلمت أبجديات كرة القدم ودخلت مجال اللعب المنظم، واستفدت كثيرا من دخول مركز الفريق، حيث تعلمت العديد من الأشياء حثما أفادتني كثيرا.
المنتخب: لكنك غادرت فجأة ستاندار دو لييج، ماذا حصل؟
ناصر شادلي: غادرت مكرها ستاندار دولييج المدير التقني لمركز التكوين لم يقتنع بمؤهلاتي رغم أني كنت في مقتبل العمر، القرار حزَ في نفسي كثيرا وأنا الذي كنت أخطط للبقاء في بلجيكا، حيث كنت مضطرا للرحيل وترك بلجيكا لأتجه نحو هولندا وإلتحقت بنادي ماستريخت وبعده لعبت بالقسم الثاني بنادي أغوو أبيلدورن، حيث وقعت على أول عقد احترافي لي.
المنتخب: رحلت وأنت صغير السن بعيدا عن عائلتك، ربما شعرت بنوع من الحزن في ظل الغياب عن دفء العائلة؟
ناصر الشادلي: غادرت العائلة وأنا صغير السن ولم يكن سهلا أن أتأقلم مع الأجواء في هولندا، وكان لزاما علي أن أصبر وأتسلح بكل أنواع العزيمة والإرادة من أجل تجاوز كل العراقيل، لذلك تأثر مستواي في بداية مشواري مع أغوو أبيلدورن ولم أقدم المستوى الذي كنت أتمنى أن أقدمه، لكن مع مرور الوقت بدأت أتأقلم مع المحيط وأدخل أجواء المنافسة وهو ما يفسر التطور الذي عرفته مع توالي المواسم.
المنتخب: أكيد أنك مقتنع بالبداية القوية التي وقعت عليها مع فريقك توينتي، ما الذي تغير في ناصر شادلي هذا الموسم؟
ناصر شادلي: التجارب التي مررت منها ساعدتني كثيرا على إبراز مواهبي، كنت بحاجة لأتأقلم مع الأجواء وأجتهد أكثر، ما شجعني أكثر على اختيار توينتي هو أنه فريق يلعب كرة جيدة ودخل هذا الموسم المنافسة كفريق بطل، ناهيك أيضا عن مشاركته في دوري أبطال أوروبا، الأرضية كانت مسطرة لي لأوقع على مستوى جيد على أني طبعا لن أقف عند هذه المحطة لأني ما زلت مصرا على تقديم أفضل العطاء.
المنتخب: تستشرف أيضا منافسة تحظى بقيمة كبيرة على الصعيد العالمي، ماذا تعني لك المشاركة في دوري أبطال أوروبا؟
ناصر شادلي: أستشرف هذه المسابقة لأول المرة، كما أكدت أنها كانت من بين الأسباب التي جعلتني أختار فريق توينتي، ستبقى مشاركتي في المنافسة لأول مرة في مشواري راسخة في ذاكرتي، حيث مكنتني من إغناء رصيدي الكروي، ذلك أن كل لاعب يتمنى أن يشارك في هذه المسابقة النفيسة، حيث أشعر بكل أنواع الفخر والإعتزاز وأنا أتجول في الملاعب الأوروبية.
المنتخب: ما يزيدك فخرا هو المسار الذي يوقع عليه توينتي في هذه المنافسة ذلك أنه يملك حظوظا للتأهل إلى الدور الموالي؟
ناصر شادلي: على العموم وقعنا على مسار جيد ولا زال الأمل أمامنا من أجل بلوغ الدور الثاني رغم أن مجموعتنا ليست سهلة بمشاركة أنتر ميلانو الإيطالي وطوطنهام الإنجليزي وبريمن الألماني، قبل الجولة الخامسة ومباراتنا أمام أنتير ميلان كنا نحتل المركز الثالث بفارق نقطتين عن المتصدرين.
المنتخب: هل يبقى نادي توينتي آخر طموح ناصر شادلي، أم أن هناك رغبة تحدوك لتغيير الأجواء؟
ناصر شادلي: لا بالطبع كباقي اللاعبين أتمنى أن أوقع لفريق بآفاق أرحب لإغناء رصيدي واللعب على طموحات أخرى، لكن أرى أن الوقت ما زال لم يحن بعد، ألعب لأول موسم في مستوى عال بالدرجة الأولى الهولندية وأشارك أيضا في دوري أبطال أوروبا وأستمتع بكل المباريات، لذلك تبقى هذه الخطوة هامة لا يجب الإنتقاص منها لأنها حتما ستقوي عودي وتؤكد أني أسير في المسار الصحيح.
المنتخب:هل تلقيت عروضا في الفترة الأخيرة، نظير المستوى الذي ظهرت به مع بداية الموسم؟
ناصر الشادلي: لا، لحد الآن ليس هناك من عروض حقيقية، أنا الآن أركز على فريقي توينتي و أترك الجواب للمستقبل.
حاوره ببيلفاست: عبداللطيف أبجاو عدسة: عبدالقادر بلمكي
الإسم الكامل: ناصر الشادلي
من مواليد: 2 غشت 1989 ببلجيكا
الطول: 1.87م
الوزن: 75 كلغ
المركز: جناح أيسر
النادي الحالي: توينتي الهولندي
رقم القميص: 22
مشواره:
لعب لنادي أغوف أبيلدرون من 2007 إلى 2010
90 مباراة وسجل له 29 هدفا
إلتحق بنادي توينتي في الموسم الحالي
لعب له 14 مباراة وسجل هدفين في بطولة هولندا
لعب له في عصبة الأبطال 4 مباريات وسجل هدفا.