الأطفال المغاربة المقيمون بإسبانيا لم يعد بإمكانهم العودة بشكل عادي إلى المملكة لزيارة ذويهم لوحدهم في حالة لم يكونوا مصحوبين بآبائهم. هكذا تقضي إسبانيا على ظاهرة قديمة متفشية بين المهاجرين المغاربة المتمثلة في قيام بعض الآباء بشكل مسبق بنقل أطفالهم في عطلة الصيف مع بعض أقاربهم أو أصدقائهم في المهجر إلى المغرب على أساس أن يلتحقوا بهم فيما بعد. في هذا الصدد، كشف منشور عممته الحكومة الإسبانية على مختلف مصالحها المختصة المعنية والذي تتوفر «أخبار اليوم» نسخة منه، أن القاصرين غير المصحوبين أو الذي يسافرون رفقة طرف ثالث (غير الأب والأم) يَجب أن يحصلوا على «إذن بالسفر» من الوالدين مصادق عليه من قبل الأمن أو المحكمة أو القنصليات. وأضاف أن الإجراء الجديد دخل حيز التنفيذ منذ فاتح شتنبر الجاري، ويهم الأطفال المقيمين والحاملين للجنسية على حد سواء. ويشمل الإجراء الجديد الأطفال الذين ينتقلون بين المدينتين المحتلتين سبتة ومليلية، بحيث لم يعد يكفي تقديم جواز السفر للدخول إلى المغرب بل يجب توفر إذن من الوالدين مستصدر من الجهات الرسمية المعنية. وبررت السلطات الإسبانية الإجراء الجديد بحرصها على حماية القاصرين من بعض التهديدات التي قد يكونون عرضة لها مثل الاختطاف، إلى جانب ضمان خروجهم بشكل آمن صوب الهدف لقضاء العطلة أو السياحة أو الدراسة أو المشاركة في منافسة رياضية. ويبقى المثير في الوثيقة التي اطلعت عليها «أخبار اليوم» هو أن شخصا (باستثناء الأبوين) يريد أن يصطحب طفلا قصيرا معه إلى المغرب سيكون عليه ملء استمارة تتضمن كل البيانات الشخصية للشخص والطفل، ما يطرح أكثر من تساؤل حول حماية البيانات الشخصية، كما تتضمن كذلك الوجهة والغرض وتاريخ العودة، أي كل تفاصيل الرحلة منذ مغادرة إسبانيا إلى تاريخ العودة إليها.