انتزع المنتخب الإيطالي لقب كأس الأمم الأوربية للمرة الثانية في تاريخه، عقب انتصاره قبل لحظات على نظيره الإنجليزي بركلات الترجيح بواقع 3/2، بعد انتهاء المباراة التي جرت أطوارها على أرضية ملعب ويمبلي، في أشواطها الأصلية والإضافية بالتعادل الإيجابي هدف لمثله. ودخل المنتخب الإنجليزي الجولة الأولى من اللقاء بدون مقدمات، بعدما تمكن من تسجيل الهدف الأول في الدقيقة الثانية عن طريق لوك شاو، مستغلا سوء التغطية من الدفاع الإيطالي الذي تأخر في الدخول إلى أجواء المباراة، فيما أفرح الهدف لاعب إنجلترا السابق ديفيد بيكهام رفقة الممثل توم كروز من المدرجات. وحاولت إيطاليا الدخول في المباراة، إلا أن النسق العالي الذي اختار الأسود الثلاثة اللعب به حال دون ذلك، ما جعله يرتكب عدة أخطاء في الدفاع، كاد أبناء ساوثجيت أن يستغلونها أحسن استغلال، لولا التسرع الذي سيطر على هاري كين، وسترلينغ في محاولاتهما التي كانت تفتقد للدقة في اللمسة الأخيرة. واستمر المنتخب الإنجليزي في ضغطه العالي، بحثا عن زيارة شباك دوناروما للمرة الثانية، فيما احتاج رفقاء إنسيني مرور 30 دقيقة للدخول إلى أجواء المباراة، حيث حاولوا إدراك التعادل قبل نهاية الجولة الأولى، إلا أن كل محاولاتهم باءت بالفشل، بسبب الوقوف الجيد لرفقاء كين، الذين يريدون حمل الكأس لأول مرة في تاريخهم، بعدما حققوا التأهل إلى النهائي لأول مرة كذلك. واستمرت الأمور على ماهي عليه فيما تبقى من دقائق الشوط الأولى، هجمة هنا وهناك مع أفضلية طفيفة لإيطاليا في العشر دقائق الأخيرة، دون الإفلاح في الوصول إلى الشباك، لينتهي النصف الأول من اللقاء بتقدم الإنجليز بهدف نظيف على الطاليان. وانتقلت السيطرة في الجولة الثانية إلى المنتخب الإيطالي الذي افتقد في الشوط الأول للنجاعة الهجومية، التي تميز بها طوال المنافسة من دور المجموعات، حيث نزل رفقاء فيراتي بكل ثقلهم على الدفاع الإنجليزي، بحثا عن تعديل النتيجة ومن تم محاولة مباغثة أبناء ساوثجيت بالهدف الثاني، لتكرار إنجاز 1968 عندما حقق الآزوري اللقب الأول له في البطولة الأوربية على حساب يوغوسلافيا. واضطرت إنجلترا إلى العودة للوراء بعد الضغط الذي فرضته إيطاليا، خوفا من تلقي هدفا قد يحول فرحة الجماهير واللاعبين والطاقم التقتي والفني إلى حسرة، على ضياع اللقب الذي طال انتظاره من الإنجليزيين، خوف ساوثجيت وأبنائه كان في محله، بعدما تمكن ليوناردو بونوتشي من تعديل النتيجة في الدقيقة 67، مستغلا عودة الكرة بعد ارتطامها بالقائم الأيسر، الذي ناب عن بيكفورد في التصدي لرأسية فيراتي. وبدى المنتخب الإنجليزي تائها في الملعب بعد هدف التعادل الذي سجلته إيطاليا بعدما نال منه التعب، ما جعل أبناء مانشيني يضغطون أكثر بغية تسجيل الهدف الثاني، وحسم المباراة لصالحهم ومن تم حرمان الإنجليز من لقبهم الأول، إلا أن محاولاتهم بأكملها كانت مجانبة لمرمى بيكفورد أو بين يديه، فيما ظلت إنجلترا تناور بين الفينة والأخرى وقتما سنحت لها الفرصة، دون التمكن من الوصول إلى شباك دوناروما، حيث استمرت الأوضاع على ماهي عليه، إلى حين صافرة الحكم بيورن كويبرز التي أعلنت عن انتقال الآزوري والأسود الثلاثة إلى الأشواط الإضافية، بعد انتهاء المباراة في شوطيها الأصليين بالتعادل الإيجابي هدف لمثله. ولم تشهد الأشواط الإضافية أي تغيير في عداد النتيجة، رغم بعض الفرص التي أتيحت للمنتخبين معا، مع أفضلية لإيطاليا التي كانت قريبة من إضافة الهدف الثاني، فيما تسلل العياء للاعبي إنجلترا، ما جعلهم يسيرون الثلاثين دقيقة بخبرتهم فقط، لتنتهي المباراة في أشواطها الأصلية والإضافية بالتعادل الإيجابي هدف لمثله، مر على إثرها الطرفان إلى الضربات الترجيحية، التي قادت منتخب إيطاليا إلى التتويج بلقبه الثاني في البطولة بعد الأول الذي حققه سنة 1968 على حساب يوغوسلافيا.