أسعار النفط تهوي لأدنى مستوياتها منذ 2021 وسط تصاعد الحرب التجارية

لليوم الخامس على التوالي، تواصل أسعار النفط العالمية تراجعها الحاد، لتسجل أدنى مستوياتها منذ فبراير 2021، في ظل تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، أكبر اقتصادين في العالم، وما يرافقها من مخاوف بشأن تباطؤ الطلب العالمي على الطاقة، فضلاً عن توقعات بزيادة المعروض النفطي في الأسواق.
فقد سجلت العقود الآجلة لخام برنت هبوطًا جديدًا بقيمة 1.39 دولار، أي ما يعادل 2.21%، لتصل إلى 61.43 دولارًا للبرميل بحلول الساعة 06:55 صباحًا بتوقيت غرينتش. كما انخفض خام غرب تكساس الوسيط الأميركي بمقدار 1.50 دولار أو بنسبة 2.52% ليصل إلى 58.08 دولارًا للبرميل.
ورغم أن الانخفاضات اليومية بلغت نحو 4% خلال الجلسات، إلا أن الأسعار استعادت بعض عافيتها لاحقًا، لكنها ظلت في نطاق سلبي واضح.
ويرجع هذا التراجع الحاد بالأساس إلى إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب فرض رسوم جمركية بنسبة 104% على معظم الواردات الصينية، في خطوة تصعيدية ردًا على استمرار بكين في فرض رسوم انتقامية على السلع الأميركية. هذا التصعيد في الحرب التجارية بين القوتين الاقتصاديتين أثار مخاوف حقيقية من ركود اقتصادي عالمي، ما من شأنه أن ينعكس سلبًا على مستويات الطلب على النفط ومشتقاته.
من جهة أخرى، أظهرت بيانات السوق تغيرات ملموسة في الفروقات السعرية بين العقود، إذ انخفض الفارق بين سعر العقد الفوري لخام برنت والعقد الآجل بعد ستة أشهر إلى 98 سنتًا فقط للبرميل، وهو أدنى مستوى له منذ منتصف نوفمبر من العام الماضي.
ويُذكر أن هذا الفارق كان قد بلغ 3.53 دولارات في الثاني من أبريل، قبل تصاعد حدة النزاع التجاري.
ويعكس هذا التراجع في الفارق السعري مؤشرات واضحة على تزايد القلق من وفرة المعروض في الأسواق، بالتزامن مع مخاوف مستمرة من ضعف الطلب في ظل الأوضاع الاقتصادية العالمية المضطربة.
في ظل هذه المعطيات، يترقب المستثمرون والمحللون الخطوات المقبلة لكبار المنتجين، وخاصة منظمة "أوبك" وحلفائها، لمعرفة ما إذا كان سيتم اتخاذ إجراءات لكبح جماح الإنتاج ودعم الأسعار مجددًا، أم أن الأسواق ستواصل الانحدار نحو مزيد من التقلبات وعدم الاستقرار.