الذهب يحلق فوق 3200 دولار للأوقية مدفوعًا بحرب الرسوم وتراجع الدولار

واصلت أسعار الذهب ارتفاعها اللافت خلال تعاملات اليوم الجمعة 11 أبريل، مسجلة مكاسب للجلسة الرابعة على التوالي. وارتفع المعدن الأصفر بنحو 58 دولارًا للأوقية، مدفوعًا بشكل رئيسي بالانخفاض الملحوظ في مؤشر العملة الأميركية.
تجاوز مستوى 3200 دولار للمرة الأولى
في إنجاز جديد، تمكن المعدن النفيس من تجاوز مستوى 3200 دولار للأوقية الحاسم للمرة الأولى في تاريخه. ويعزى هذا الارتفاع القوي إلى تصاعد حدة الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، الأمر الذي دفع المستثمرين إلى البحث عن ملاذات آمنة لحماية رؤوس أموالهم، ويُعتبر الذهب تقليديًا أحد أبرز هذه الملاذات.
تصعيد الرسوم الجمركية يزيد المخاوف
أقدم الرئيس الأميركي دونالد ترمب أمس الخميس على رفع الرسوم الجمركية المفروضة على الصين إلى 145%، وذلك حتى بعد إعلانه عن تعليق مؤقت للرسوم الجمركية الثقيلة على العديد من الشركاء التجاريين في وقت سابق من هذا الأسبوع. ولم تتأخر الصين في الرد، حيث أعلنت هي الأخرى عن فرض رسوم استيراد إضافية على السلع الأميركية، مما يزيد من حدة التوترات التجارية ويدفع المستثمرين نحو الأصول الآمنة.
أداء قوي في الجلسة السابقة يمهد الطريق
يُذكر أن أسعار الذهب قد أنهت تعاملات يوم أمس الخميس على ارتفاع قوي تجاوز 98 دولارًا، لتواصل بذلك سلسلة مكاسبها للجلسة الثالثة على التوالي، مدعومة بالهبوط الحاد في مؤشر العملة الأميركية.
الأسعار الآن: ارتفاع ملحوظ
بحلول الساعة 8:13 صباحًا بتوقيت غرينتش (11:13 مساءً بتوقيت مكة المكرمة)، سجلت العقود الآجلة لمعدن الذهب، تسليم يونيو/حزيران 2025، ارتفاعًا بنسبة 1.83%، أي ما يعادل 58.10 دولارًا، لتصل إلى 3235.60 دولارًا للأوقية. كما صعدت أسعار عقود التسليم الفوري للذهب بنسبة 1.54% لتصل إلى 3224.99 دولارًا للأوقية.
وفي سياق متصل، ارتفعت الأسعار الفورية لمعدن الفضة بنسبة 0.76% لتصل إلى 31.46 دولارًا للأوقية، وصعد سعر البلاتين الفوري بنسبة 1.21% إلى 947.16 دولارًا للأوقية، بينما زاد سعر البلاديوم الفوري بنسبة 0.92% ليسجل 926.59 دولارًا للأوقية.
هبوط الدولار يعزز جاذبية الذهب
في المقابل، انخفض مؤشر الدولار -الذي يقيس أداء العملة الأميركية أمام ست عملات رئيسة- بنسبة 1.04% ليصل إلى 99.82 نقطة. ويعتبر انخفاض قيمة الدولار عاملًا مساعدًا لارتفاع أسعار الذهب، حيث يصبح المعدن الأصفر أقل تكلفة بالنسبة للمستثمرين الذين يحملون عملات أخرى.
تحليل الأسعار: ضعف الدولار المحرك الرئيسي
يرى رئيس قسم الاقتصاد الكلي العالمي في تاتسي ليف (Tastylive)، إيليا سبيفاك، أن "الضعف السريع للدولار هو المحرك الرئيسي لانتعاش الذهب في الوقت الحالي". وأشار إلى أن هذا يعكس نزوحًا مستمرًا من الأصول المقومة بالدولار الأميركي، وسط عمليات بيع مكثفة للأسهم والسندات بسبب حالة عدم اليقين التي تكتنف سياسة التعرفات الجمركية.
الأسهم تتراجع وسط مخاوف الحرب التجارية
شهدت مؤشرات الأسهم الرئيسة انخفاضًا عقب قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب برفع الرسوم الجمركية على الواردات الصينية، على الرغم من إعلانه عن وقف مؤقت للرسوم الجمركية المعلنة سابقًا على العديد من الدول. وتخشى الأسواق من رد فعل صيني مماثل، حيث من المتوقع أن ترد بكين بفرض رسوم جمركية على الولايات المتحدة قد تتجاوز نسبتها الحالية البالغة 84%.
توقعات بمزيد من الارتفاعات مع وجود عقبات
قال محلل الأسواق المالية في كابيتال.كوم (Capital.com)، كايل رودا: "يُعتبر مستوى 3500 دولار للأوقية هو الرقم المتوقع، لكنني أعتقد أننا لن نصل إليه فورًا أو دون مواجهة بعض العقبات في الطريق".
عوامل متعددة تدعم صعود الذهب
بالإضافة إلى التوترات التجارية، ساهمت عوامل أخرى في ارتفاع سعر الذهب هذا العام، بما في ذلك طلب المصارف المركزية المتزايد على المعدن الأصفر، وتوقعات خفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، وعدم الاستقرار الجيوسياسي المتصاعد في منطقة الشرق الأوسط وأوروبا، وزيادة التدفقات الاستثمارية إلى صناديق المؤشرات المدعومة بالذهب.
بيانات التضخم وتوقعات الفائدة تحت المجهر
أظهرت البيانات الأخيرة انخفاضًا غير متوقع في أسعار المستهلك الأميركي خلال شهر مارس/آذار، إلا أن المخاوف بشأن مخاطر التضخم لا تزال قائمة. ويراهن المتداولون حاليًا على أن الاحتياطي الفيدرالي سيستأنف خفض أسعار الفائدة بحلول شهر يونيو/حزيران المقبل، وربما يخفضها بنقطة مئوية كاملة بحلول نهاية عام 2025.
وتعتبر توقعات خفض الفائدة عاملًا إضافيًا يدعم ارتفاع أسعار الذهب، حيث أن انخفاض تكلفة الاقتراض يقلل من جاذبية الأصول ذات العائد مثل السندات، ويعزز بالتالي جاذبية الأصول التي لا تدر عائدًا مثل الذهب.