على بعد أقل من شهرين على اجتماع مجلس الأمن لتجديد ولاية بعثة المينورسو بالصحراء المغربية المرتقب أن تنتهي متم شهر أكتوبر المقبل، زار القائم بأعمال السفارة الروسية بالمغرب البعثة بمقرها بالعيون. وأعلنت السفارة الروسية بالمغرب أن القائم بأعمال السفارة ماكسيم غانزي أجرى يوم الأربعاء الماضي لقاء مع اللواء الباكستاني ضياء الرحمن، قائد قوة بعثة الأممالمتحدة في الصحراء "المينورسو". وأضافت السفارة في بلاغ لها أن الجانبيان تباحثا بخصوص الوضع الحالي بالصحراء المغربية، فيما أشاد اللواء الباكستاني بمهنية الجنود الروس العاملين بالبعثة الأممية بالصحراء المغربية. Посольство России в Марокко - Ambassade de Russie au Maroc ويأتي هذا اللقاء في ظل الإهتمام المتزايد الذي تبديه موسكو لمتابعة تطورات نزاع الصحراء، حيث باتت تبدي صرامة غير عادية، ومطالبة بمعالجة دقيقة للملف، كما انتقدت في أكثر من مناسبة الطريقة التي يتعامل بها مجلس الأمن مع هذه القضية. وكانت مصادر من البعثة الدبلوماسية الألمانية بالأممالمتحدة أن الأمين العام للأمم المتحدة أنتونيو غوتيريس قد أكدت أن الأمين العام للأمم المتحدة قد أحال نهاية شهر يوليوز الماضي لائحة بالأسماء التي يقترحها لشغل منصب المبعوث الأممي الجديد بالصحراء، على ممثلي الدول الدائمة العضوية بمجلس الأمن. ويتعلق الأمر بكل من الصين ، فرنسا ، روسيا ، والمملكة المتحدة البريطانية و الولاياتالمتحدةالأمريكية. وتنص المسطرة الأممية الخاصة بتعيين المبعوث الأممي للصحراء، على أن المبعوث الأممي الجديد يقترحه الأمين العام للأمم المتحدة، ثم تصادق عليه الدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن، قبل أن يعرض للتصويت في إحدى الجلسات العامة لمجلس الأمن. وكان من المنتظر أن يتم إدراج المصادقة على المبعوث الأممي الجديد خلال الشهر الجاري، لكن ملف الصحراء غاب عن برنامج عمل مجلس الأمن الخاص بشهر شتنبر الجاري. الخبير في العلاقات الدولية الموساوي العجلاوي اعتبر في تصريح خاص لموقع القناة الثانية إن "غياب قضية الصحراء عن أجندة مجلس الأمن خلال هذا الشهر يُثبت عدم التوافق بين الدول الدائمة العضوية بالأممالمتحدة على المبعوث الأممي الجديد." العجلاوي قال إن هذا التأخر كان منتظرا، "لأنه لم تكن هناك أي مؤشرات على اقتراب الأمين العام للأمم المتحدة من تعيين مبعوث شخصي جديد بالصحراء المغربية. لقد كان هناك حديث عن بعض الشخصيات المحتملة لخلافة هورست كوهلر، لكنها بقيت تأويلات وافتراضات فقط. لكن لم يكن هناك أي مؤشر على أن ملف الصحراء بدأ يأخذ أهمية ضمن أجندات مجلس الأمن." وأرجع العجلاوي السبب إلى "انشغال المجلس بقضايا دولية أكثر راهنية وأكثر تعقيدا، بالخصوص في القارة الإفريقية." الأمر مرتبط أيضا بروسيا، التي تترأس مجلس الأمن خلال هذا الشهر،والتي أعدت أجندة وجدول أعمال المجلس طيلة شهر شتنبر، حسب العجلاوي، الذي أكد أن "روسيا منشغلة أكثر بقضايا أخرى غير قضية الصحراء أهمها الملف السوري والملف الإيراني وليبيا وبوركينا فاسو." وأشار العجلاوي إلى أنه "من المرتقب أن يقدم الأمين العام للأمم المتحدة تقريره حول الصحراء قبيل اجتماع مجلس الأمن المرتقب نهاية شهر أكتوبر المقبل، وهو التقرير الذي قد يتضمن توضيحات الأمين العام للأمم المتحدة بخصوص تعثر تعيين المبعوث الجديد للصحراء. ومن المرتقب أيضا أن يكشف الأمين العام للأمم المتحدة في هذا التقرير ملامح الشخصية المقبلة التي سوف يتم تعيينها في مكان هورست كوهلر الذي استقال من منصبه كمبعوث أممي للصحراء."