1. الرئيسية 2. المغرب الكبير مفاوضات جارية مع الجزائر.. واشنطن عازمة على حل نزاع الصحراء بناء على الحكم الذاتي المغربي تزامنا مع اقتراب اجتماع مجلس الأمن الصحيفة من الرباط الأحد 24 غشت 2025 - 15:06 تواصل الولاياتالمتحدةالأمريكية، مساعيها لحل نزاع الصحراء، بناء على مقترح الحكم الذاتي الذي تقدمه الرباط كأعلى سقف لطي هذا الملف، وذلك منذ عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، حيث عبّر وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، في أكثر من مناسبة خلال الأشهر الأخيرة عن قناعة واشنطن بأن مقترح الحكم الذاتي المغربي يشكل أساس الحل الدائم لهذا النزاع الذي عمر لعقود. وكشفت صحيفة "أفريكا إنتيلجنس" في هذا السياق، أن الإدارة الأمريكية دخلت في مفاوضات مع الجزائر خلف الأبواب المغلقة، بغرض الدفع نحو مخرج سياسي للنزاع يقوم على الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، مشيرة إلى أن هذه المشاورات السرية تهدف إلى تجاوز حالة الجمود التي يعرفها الملف، وإقناع الجزائر بضرورة الانخراط بجدية في مسار التسوية الذي تقوده الأممالمتحدة. وكانت زيارة مسعد بولس، أحد أبرز المستشارين الأمريكيين في إدارة ترامب، إلى الجزائر خلال الأشهر الماضية قد ركزت على ملف الصحراء، حيث شكل الحكم الذاتي المغربي المحور الأبرز في محادثاته مع المسؤولين الجزائريين. وأدلى بولس لاحقا بحوار مع صحيفة جزائرية، أكد فيه بشكل صريح أن "الحل الوحيد" الذي تراه واشنطن للنزاع الإقليمي حول الصحراء يتمثل في مقترح الحكم الذاتي المغربي، معتبرا أن هذا المخرج يضمن الاستقرار الإقليمي. ويأتي هذا الحراك الأمريكي المكثف في وقت يقترب فيه مجلس الأمن الدولي من عقد اجتماعه السنوي في أكتوبر المقبل لبحث تطورات قضية الصحراء، وسط ترقب لما قد تحمله المداولات من مستجدات، وقد رجحت "أفريكا إنتيلجنس" في تقريرها أن يقوم المجلس بتمديد مهمة بعثة "المينورسو" لسنة إضافية، في خطوة اعتادت عليها الأممالمتحدة في ظل استمرار غياب التوصل إلى حل نهائي للنزاع. لكن المعطيات الجديدة التي تكشف عن وساطة أمريكية مباشرة مع الجزائر، تعطي الاجتماع المقبل لمجلس الأمن زخما إضافيا، قد يترجم إلى لغة أقوى في قرارات المنظمة الدولية بشأن دعم مقترح الحكم الذاتي، خاصة أن التحركات الأمريكية تشير إلى احتمالية حدوث منعطف هام في القضية. ويرى عدد من المهتمين بملف الصحراء المغربية، أن عودة ترامب إلى البيت الأبيض أطلقت دينامية جديدة في السياسة الخارجية الأمريكية تجاه المنطقة المغاربية، قوامها العمل على إنهاء النزاع وفق رؤية تعزز الاستقرار الإقليمي وتحد من نفوذ قوى أخرى. وتعتبر الجزائر الطرف الرئيسي الداعم لجبهة البوليساريو، وقد ظلت لعقود تعارض أي حل يقوم على الحكم الذاتي، متمسكة بخيار "تقرير المصير"، غير أن الضغوط الدولية المتزايدة تضعها أمام تحديات جديدة، ولا سيما في ظل تركيز واشنطن على مقترح الحكم الذاتي كحل وحيد. وتبقى الأنظار متجهة إلى اجتماع مجلس الأمن المقبل، حيث سيتضح إن كانت التحركات الأمريكية الراهنة ستترجم إلى قرارات أممية أكثر وضوحا، تُقرب النزاع من نهايته عبر تثبيت مقترح الحكم الذاتي المغربي كقاعدة للحل