1. الرئيسية 2. منوعات غواصات جزائرية تحرص "أسطول الصمود" بتونس المتجهة إلى غزة.. ما حقيقتها؟ الصحيفة - اسماعيل بويعقوبي السبت 13 شتنبر 2025 - 17:52 أثار مقطع فيديو جرى تداوله على نطاق واسع في منصات التواصل الاجتماعي خلال الساعات الأخيرة جدلا واسعا، بعدما زعمت حسابات أنه يوثق لظهور غواصات جزائرية قبالة السواحل التونسية في أعقاب حادثة استهداف سفن "أسطول الصمود" المتجهة إلى غزة. وحصد الفيديو مئات الآلاف من المشاهدات، مرفقا بتعليقات تزعم أن البحرية الجزائرية نشرت غواصات من طراز "الثقب الأسود" على مقربة من السواحل التونسية، استعدادا للتدخل من أجل حماية "أسطول الصمود"، الذي كانت سفينتان من ضمنه قد تعرضتا لهجومين بواسطة مسيّرات حارقة. غير أن التدقيق الإعلامي كشف زيف هذه الادعاءات، حيث أوضح برنامج "بي بي سي ترندينغ" أن المقطع قديم ولا علاقة له بالأحداث الجارية، مؤكدا أن الفيديو ظهر أول مرة في صفحات جزائرية بتاريخ 2 شتنبر الجاري، أي قبل أسبوع من الحوادث المرتبطة ب"أسطول الصمود"، وأن المشاهد تعود إلى استعراض عسكري نظمته القوات البحرية الجزائرية في خليج العاصمة يوم 1 نونبر 2024، بمناسبة الذكرى السبعين لثورة التحرير. ورغم وضوح أن المقطع لا يرتبط بالأحداث الراهنة، فقد أعيد تداوله على نطاق واسع داخل الجزائر، عبر منصات اجتماعية مختلفة، وبحسابات وهمية وأخرى لمؤثرين مقرّبين من النظام الجزائري، حيث يبدو أن الهدف من هذه الحملة الرقمية هو تكريس صورة دعائية توحي بأن الجزائر مستعدة للتدخل العسكري في تونس لحمايتها، بما يخلق انطباعا مٌوجِّها للرأي العام. ويأتي هذا الجدل بالتوازي مع الضجة التي أثارها تعرض سفن "أسطول الصمود العالمي" الذي كان متوجعا إلى غزة لكسر الحصار، لاعتداءين متتاليين أثناء رسوها في المياه التونسية يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين، حيث أكد الأسطول في بياناته أن قواربه تعرضت لهجمات إسرائيلية مباشرة، ما خلف حالة من الغضب الشعبي والتضامن الواسع في المنطقة. ورغم أن الوقائع الموثقة تشير إلى أن التركيز كان على الاعتداءات ضد الأسطول التضامني، حاولت الدعاية الجزائرية أن تحوّل الأنظار عبر إعادة تدوير فيديو قديم وتقديمه على أنه "رد عسكري" لحماية تونس التي اعتبرت الهجوم على سفينتي "أسطول الصمود " بأنه عمل مدبر.