مساءلة وزير الفلاحة أمام البرلمان حول ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء وتوفير أضاحي العيد بأثمنة مناسبة    رئيس الوزراء الفلسطيني يعرب عن تقدير بلاده لمواقف المغرب الثابتة والداعمة لحقوق الشعب الفلسطيني    الشعباني: "سنواجه فريقا متمرسا في نهائي الكونفدرالية"    مقاييس الأمطار المسجلة بالمملكة خلال ال 24 ساعة الماضية    المفاوضات بشأن اتفاق الاستعداد للجوائح بمنظمة الصحة العالمية تدخل مرحلتها الأخيرة    نجاح كبير للدورة ال16 للملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب    عاجل.. رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز يقرر البقاء في منصبه    إدارة السجن المحلي بوجدة تنفي ما نقل عن والدة سجين بخصوص وجود آثار ضرب وجرح على وجهه    طلاب مغاربة يتضامنون مع نظرائهم الغربيين الداعمين لغزة    بيدرو سانشيز يكشف قراره النهائي بخصوص الاستمرار في منصبه    أبرزها الاستبعاد من بطولات إفريقيا.. العقوبات المنتظرة على اتحاد العاصمة بعد انسحابه أمام نهضة بركان    المنتخب المغربي يتأهل إلى نهائي البطولة العربية على حساب تونس    بنكيران: "مرشحو العدالة والتنمية لا تهزمهم المنافسة الشريفة بل استعمال المال ورئيس الحكومة يختبئ وراء الملك"    تيزنيت.. 5 نقابات صحية تدعو لفتح تحقيق معمّق بشأن شبكة المؤسسات الصحية    السكوري…المخاطر المهنية يمكن تفاديها بإرساء نظام فعال للسلامة وثقافة وقائية    للمنافسة عالميا.. جهود مغربية لتطوير صناعة الألعاب الإلكترونية    أسعار الذهب تتراجع مع انحسار آمال خفض سعر الفائدة الأمريكية    الدرهم يتراجع ب 0,46 في المائة مقابل الأورو    حكيمي يتوج رفقة باريس سان جيرمان بالدوري الفرنسي    ولي العهد الأمير مولاي الحسن يترأس الجائزة الكبرى لجلالة الملك محمد السادس للقفز على الحواجز بالرباط    مجلس المنافسة: 40 في المئة من الخضر والفواكه بالمغرب تتعرض للتلف    النفط يهبط 1% مع استمرار محادثات وقف إطلاق النار في غزة    توقعات أحوال الطقس اليوم الاثنين    حكواتيون من جامع الفنا يروون التاريخ المشترك بين المغرب وبريطانيا    تقرير: نمو "سياحة المغامرات" يتخطى 19% بحلول 2032    المشتبه فيه فقتل التلميذة "حورية" بصفرو قرقبو عليه بوليس فاس: العملية الأمنية شاركت فيها الديستي وها فين لقاو المجرم    النائب المرابط إلى وزير التربية الوطنية: إحداث ثانوية بجماعة بليونش ستكون له انعكاسات جد إيجابية تربويا واجتماعيا    واش يبقى ولا يستاقل. اليوم يتحدد مصير رئيس الحكومة الصبليوني. خدا ويكاند باش ياخد قرارو بعد اتهام مراتو بالفساد    منظمة المطبخ المركزي العالمي تستأنف عملها في غزة بعد مقتل سبعة من عمالها    بالفيديو.. الجيش الإسباني ينفذ تمارين عسكرية على الحدود مع الناظور    الحكومة والنقابات توقعات على زيادات عامة في الأجور وتخفيضات في الضريبة على الدخل    الصين: "بي إم دبليو" تستثمر 2,8 مليار دولار اضافية شمال شرق البلد    200 مليون مسلم في الهند، "أقلية غير مرئية" في عهد بهاراتيا جاناتا    تقرير: المغرب وإسرائيل يسعيان تعميق التعاون العسكري رغم الحرب في غزة    يوسفية برشيد يضع قدمه الأولى في القسم الثاني بعد التعادل مع تطوان    ماركا: المغرب يستغل الفرصة.. استعدادات متقدمة لنهائيات كأس العالم وسط فضائح الاتحاد الإسباني    رواد مركبة الفضاء الصينية "شنتشو-17" يعودون إلى الأرض في 30 أبريل    إدارة أولمبيك خريبكة تحتح على الحكام    "عشر دقائق فقط، لو تأخرت لما تمكنت من إخباركم قصتي اليوم" مراسل بي بي سي في غزة    "العدالة والتنمية" يندد بدعوات إلى استقالة ابن كيران بعد خسارة انتخابات جزئية    "العدالة والتنمية" ينتقد حديث أخنوش عن الملك خلال عرض حصيلته منددا بتصريح عن "ولاية مقبلة"    بايتاس: ولوج المغاربة للعلاج بات سريعا بفضل "أمو تضامن" عكس "راميد"    بعد كورونا .. جائحة جديدة تهدد العالم في المستقبل القريب    الأسير الفلسطيني باسم خندقجي يظفر بجائزة الرواية العربية في أبوظبي    الفيلم المغربي "كذب أبيض" يفوز بجائزة مهرجان مالمو للسينما العربية    دراسة: الكرياتين يحفز الدماغ عند الحرمان من النوم    التاريخ الجهوي وأسئلة المنهج    طنجة "واحة حرية" جذبت كبار موسيقيي الجاز    تتويج الفائزين بالجائزة الوطنية لفن الخطابة    هيئة كبار العلماء السعودية: لا يجوز الذهاب إلى الحج دون تصريح    مهرجان إثران للمسرح يعلن عن برنامج الدورة الثالثة    خبراء وباحثون يسلطون الضوء على المنهج النبوي في حل النزاعات في تكوين علمي بالرباط    السعودية: لا يجوز الحج في هذه الحالة.. ويأثم فاعله!    قبائل غمارة في مواجهة التدخل الإستعماري الأجنبي (8)    الأمثال العامية بتطوان... (584)    انتخابات الرئاسة الأمريكية تؤجل قرار حظر "سجائر المنثول"    كورونا يظهر مجدداً في جهة الشرق.. هذا عدد الاصابات لهذا الأسبوع    الأمثال العامية بتطوان... (583)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رئيس حزب رابطة أبناء اليمن الجفري لسنا قطيع أغنام لننضم إلى المعارضة
نشر في أسيف يوم 20 - 06 - 2007

أصرّ السياسي اليمني البارز ورئيس حزب رابطة أبناء اليمن الذي تأسس في خمسينات القرن الماضي، عبد الرحمن الجفري الذي عاد إلى اليمن في أيلول (سبتمبر) الماضي بعد 12 عامًا في المنفى، على أن يترك ما حدث صيف 1994، عندما أعلن الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني علي سالم البيض قيام دولة انفصالية في جنوب اليمن، وكان يمثل "الجفري" نائبًا لرئيس الجمهورية ، وأصر أن يترك الحديث عن تلك المرحلة كاملة إلى التاريخ رافضًا الخوض في أي تفاصيل عنها، لأن هناك العديد من الملابسات التي لن يجدي الحديث عنها في الوقت الراهن، على حد رأيه.
وقال الجفري في هذا الحوار الخاص ب "إيلاف"، إنه خرج من مدينة عدن ظهر يوم الخميس 7/7/1994، وهو يوم النصر بالنسبة إلى القوات الشرعية التي كان يقودها الرئيس علي عبدالله صالح، مشيرًا إلى انه صعد إلى السفينة التي أقلت 201 شخصًا آخر تلك المجموعة، وإن الحنين إلى الوطن تملكه منذ تلك اللحظة، ولو كان يرى أن هناك إمكانية في بقائه لبقي لكن الوقت كان في غير صالحه.وتطرق الجفري في هذا الحوار إلى العديد من القضايا والموضوعات المتعلقة بحزبه ومشاركته في الجمهورية التي أعلنت من طرف واحد في 27/4/94، إضافة إلى علاقته بنجله الداعية الإسلامي المعروف علي زين العابدين الجفري وقصة منعه من دخول جمهورية مصر العربية.ونفى الجفري أن يكون لديه الجنسية السعودية التي قال إنهم لم يمنحوه إياها، وإن نفيه عدم حملها ليس مفاخرة ولكنه الواقع، لا سيما أن الدستور اليمني يسمح بإزدواجية الجنسية. كما تحدث عن علاقته بالبيض بعد 94 والمهندس حيدر أبوبكر العطاس الذين قال إنه تواصل معهما والتقاهما في السعودية ، كما أرسل رسالة خاصة عبر إيلاف إلى فخامة الرئيس علي عبدالله صالح، إلى غيرها من القضايا الكثيرة التي تطرق إليها الحوار التالي : - نبدأ من قبل 94 وأسأل لماذا انضم الأستاذ عبد الرحمن الجفري إلى الطرف الآخر أي إلى الحزب الاشتراكي الذي حاول الانفصال عن اليمن بعد 4 سنوات من الوحدة؟- أرحب بشبكة إيلاف الإخبارية التي بلا شك أصبحت هي الأهم بين الشبكات الإخبارية العربية.. بالنسبة إلى هذا الموضوع، اتفقنا على أن نتركه للتاريخ، هناك ملابسات كثيرة، والحديث فيه لن يُجدي، وليس فيه أي منفعة لبلادنا وهو المقياس الذي نقيس به الأمور دائمًا، وبالتالي نفضل ألا نخوض فيه، ونتركه للتاريخ وللمؤرخين المنصفين ليقرؤوا كل ملابساته ويكتبوا عنه دون تحيز أو مؤثرات. لكن هناك من يقول بأن الأستاذ الجفري انتقم من الحزب الاشتراكي بطريقته الخاصة عندما انضم إليهم .. أي انه كان يعرف أنها نهايتهم ؟ نحن لم يربنا أهلنا ولا حزبنا على الانتقام، وأقول لك إن ابن عمنا علي عبد الرحمن الجفري سُحل في عدن ظلمًا وعدوانًا، ليس من الاشتراكي بل من طرف آخر نعرفه جيدًا.. والذين سحلوه جاءوا إلى الخارج، وأنا من كفلهم لإقامتهم هناك لأننا نؤمن أن الموضوع انتهى تمامًا، وهم يعلمون أننا نعلم بأنهم من سحلوا ابن عمنا.نحن نتجاوز الأمر إذا كان قد انتهى ولم تعد له ذيول، والإخوان في الحزب الاشتراكي لم تعد هناك ذيول لأعمالهم السابقة، لقد قالوا نقفل الملفات فرضينا بذلك صادقين.. ولكني أؤكد هنا أننا لا ننسى لكننا لا نحاسب ولا ننتقم، وحين نقول لا ننسى فليس ذلك من منطلق الحقد بل حتى لا تتكرر تجارب أخرى .. لكننا لا نرغب في فتح أبواب للمحاسبات والمشاحنات لأننا ندرك خطرها على البلد. متى خرجت تحديدًا من مدينة عدن أثناء حرب صيف 1994؟ خرجت من عدن في آخر يوم أي يوم الخميس 7 تموز (يوليو)، حيث وصلتُ إلى رصيف الميناء في المعلا حوالى الساعة الواحدة والنصف، وكانت هناك باخرة كبيرة لأحدهم في الرصيف واستغرقت منا حوالى ساعتين للخروج من خليج عدن نفسه وكنا 201 شخصًا حيث كان ضممنا الكثير من العائلات. إلى أين كانت وجهتكم؟ إلى جيبوتي. هل حصلتم على تسهيلات من الطرف الحكومي اليمني؟ كان هناك تسهيل من رب السماء. أصحاب جيبوتي استقبلوكم استقبالاً...؟ نعم.. ولهم كل الشكر. بعدها انتقلتم إلى السعودية؟ نعم ...الجنسية السعودية يقال إن لديكم الجنسية السعودية؟ يا ليتهم يعطوننا إياها، وفي الحقيقة أننا لم نطلبها وهذا ليس مجال فخر فلا يعيب أي يمني أن يحمل أي جنسية عربية، وأذكرك بأن نصف مسؤولينا لديهم الجنسية الأميركية هم وأولادهم، أو جنسيات دول أخرى، وهذا ليس عيبًا كما قلت، ودستور اليمن وهذا أمر راق يسمح للمواطن بأن يكون لديه أكثر من جنسية. وأؤكد لك فقط كمعلومة أنه ليس من أسرتنا إلا شخص واحد لديه الجنسية السعودية لأنه وصل إلى درجة مدير عام في مؤسسة "بترومين" فمنحه الأخوة في السعودية الجنسية، وأعني هنا الأستاذ هاشم حسن الجفري، وهو متواجد الآن في عدن لمتابعة أملاكه وأملاك أهله، ولم يحصل عليها حتى الآن.علي سالم البيض والعطاس وحركة موج هل تواصلتم مع علي سالم البيض بعد أحداث 1994؟ نعم تواصلنا وتقابلت معه مرتين في السعودية. هل كان تواصلاً سياسيًا أو شخصيًا؟ الاثنين معًا... فنحن لا نقفل مع أحد لا الشخصي ولا السياسي إلا إذا أقفل هو... فنترك من يقفل على راحته ولا نحرجه في شيء. هل صحيح انه اعتزل السياسة بعد عام 1994؟ لا استطيع أن أقول إنه اعتزل السياسة، يقول هو إن كان اعتزل.. أما أنا فلم يبلغني هو أو غيره أنه أعتزل. ألم يشارك معكم في "موج"؟ لا... كان يعمل مستقلاً. عن "إيلاف" تأسيس "موج"، هل كان بموافقة أطراف إقليمية في المنطقة؟ على الإطلاق... إنما بعلمهم بعد ذلك نعم، وأرسلنا نسخة من بيان التأسيس لكل الأطراف الإقليمية.. لكننا لم نأخذ موافقة أحد لأنهم كانوا يتحاشوا أن يكونوا طرفًا في هذه القضية، ولو كان هناك شيء لأعلناه. لماذا تم إلغاؤها (موج)؟ هي عمل جبهوي تحالفي، وكما تم إلغاء مجلس التنسيق للأحزاب ألغيت الجبهة.. فأي عمل تحالفي ليس عملاً أبديًا بل يقام لمرحلة ولأسباب وبانتهاء الأسباب وعدم رغبة أطرافه في الاستمرار ينتهي. هل قمتم بجهود لإعادة البيض والعطاس لليمن؟ لا... لم أقم بهذا الجهد فأنا لم أكلف ولم يطلب مني لا منهم ولا من غيرهم ولا أدعي هذا الشرف. ألا يوجد تواصل لك معهم منذ عودتك إلى اليمن؟ أتواصل مع الأخ حيدر أما الأخ البيض فلا يتواصل مع أحد، نادرًا ما يتواصل مع أحد. كان قد أعلن عن عودة قريبة لحيدر العطاس ثم يبدو أنه صرف النظر.. ألم تناقش هذا معه في اتصالاتكما؟ لم أسمع بهذا الأمر إطلاقًا... حينما قررنا العودة كرابطة أبلغت جميع الزملاء بقرار عودتنا ومن بينهم الأخ حيدر العطاس؟ هل لديك وجهة نظر حول منح جنسية عمانية للبيض؟ هذا كلام سمعناه... لكنني لا أعرف حقيقته. اعتقد أن الخبر حقيقي وهناك مرسوم سلطاني نشر، فهل لك رأي حوله خاصة وأنه قيل بأنه إشترطت عليه شروط ضمنها عدم ممارسة السياسة؟ بلادنا تسمح بأن يجمع اليمني بين جنسيتين.. أما شرط عدم ممارسته السياسية فهذا شأنه ما دام قبل بذلك. وهو أدرى بنفسه أكثر مني. العودة إلى ارض الوطن متى بدأتم بالتفكير في العودة إلى الوطن؟ منذ كنت على الرصيف في المعلا.. لأني وقفت على الرصيف منفردًا حتى اكتمل صعود الجميع.. وصدقني لو كان بإمكاني البقاء ما صعدت إلى الباخرة، لكنت أديت مهمتي، وأمنت زملائي وبقيت في الوطن، لكن لم يكن بالإمكان ذلك. توقيت عودتكم إلى عدن... هل كان مخططًا له منذ فترة ؟ نحن كنا منذ فترة طويلة، منذ سنين، نطرح رؤانا عن الإصلاحات الشاملة، وحينها هوجمنا من أحزاب المعارضة، أو فلنقل من بعض قيادات في أحزاب المعارضة، قالوا ماذا يريد هؤلاء؟ إنهم يريدون السلطة.. وكأنه عيب أن يسعى الحزب المعارض للسلطة.. وحينما كنا نطرح رؤيتنا للإصلاحات في كل أدبياتنا وأحاديثنا الصحفية، كنا نقول فيها إذا رأينا أن الرئيس علي عبدالله صالح سيقود عملية إصلاحات شاملة فنحن معه، هكذا بوضوح، وكل زائر التقى بنا في الخارج من الزملاء في المعارضة أو من غير المعارضة وفتحنا معه الحديث في هذه المسائل كنا نقول هذا الكلام... ونسمعهم رأينا القائل بأن الأقل كلفة لبلادنا أن يقود الإصلاحات الشاملة الأخ الرئيس شرط أن تكون إصلاحات جادة، لأن الإصلاحات في نظرنا أمر حتمي، ولا مجال إطلاقًا للهروب أو التهرب منها.. وهذا معناه أننا أمام خيارين، إما أن يقود الإصلاحات الرئيس علي عبدالله صالح وهذا أقل كلفة لأنه سيوفر على الأمة وعلى البلد المصائب أو أن تأتي الإصلاحات من غيره، وهي لا بد من أن تأتي، لكنها سوف تكون مكلفة على البلد، وبلادنا يكفيها ما دفعت من تكاليف حتى الآن. لم تجبني على سؤالي ومع ذلك هل جئتم على اتفاق مكتوب أو نقاط متفق عليها؟ في حقيقة الأمر الصدفة هنا قامت بدور.. أو فلنقل القدر، وأنا أعتبرها قدر.. نحن حسبنا الأمر سياسيًا أن نعود "عودة سياسية" بمعنى أن تكون ضمن توجه سياسي، ضمن موقف سياسي، أي ألا نعود باحثين عن بيت أو سيارة، أو مصالح شخصية أو حزبية.ما حصل بالضبط، هو أن هناك تصرفات صدرت من بعض الأخوان في المؤتمر الشعبي العام أثناء الحملة الانتخابية للانتخابات الرئاسية بشكل أزعجنا، وبلغنا ذلك فاتصلت بأحد الأصدقاء من السفراء اعتبره من العقلانيين الذين يدركون مصلحة البلد أكثر من غيرهم، وأبلغته بما حدث وقلت له ليس بيننا والرئيس أي عداء أو خصومة بل خلاف سياسي، فنحن لم نكرهه أو نحقد عليه، وهذا الكلام نقوله الآن وكنا نقوله ونحن في عدن، وهؤلاء الذين يحاولون الإساءة وطلبنا منه أن يبلغ الرئيس بأنه إذا استمروا هكذا سيجبرونا على اتخاذ موقف لا نريده.. لأننا كنا قد أصدرنا لأعضائنا وأنصارنا تعميمًا بأن موقفنا سيكون مع الجهة التي تطرح ما هو أقرب إلى مشروع حزبنا للإصلاحات الشاملة (وهو المشروع التفصيلي الأشمل ويكون مع ملحقاته أكثر من 430 صفحة ونشرناه وأرسلناه لجميع الأحزاب)... وعلى الرغم من انشغالات الرئيس بحملته الانتخابية إلا أنه اتصل بنا بعد أقل من ساعة، ولم تكن عنده تفاصيل ما يحدث من قبل أولئك المسيئين فغضب لما جرى.هذا الموقف فتح الباب لنقاش جاد تولاه مع الأخ الرئيس في البداية الأخ محسن بن فريد أمين عام الحزب، واتفقوا على أن تتوقف تلك الأعمال المسيئة وقال له الأمين العام: "نحن في حزب الرابطة حينما نتخذ موقفًا لا نطلب ثمنًا شخصيًا لنا أو لحزبنا..." ونحن نعتقد أن الأنسب لبلادنا أن يستمر علي عبد الله صالح في قيادة المرحلة شرط أن يقود عملية إصلاحات شاملة، وهذا ما توصلنا إليه من خلال عملية تواصل آنية وسريعة جرت بين قيادات الحزب في الداخل والخارج، ويتوافق تمامًا مع ما طرحناه في السنوات الماضية.. وأضاف الأخ محسن للرئيس، إذا كان لنا من طلب فهو طلب عام وهو أن تقودوا عملية إصلاحات شاملة، فرحب الرئيس بهذا واتفقوا على أن أتصل بالأخ الرئيس في المساء لأنني كنت ساعتها متوعكًا... واتصلت بالرئيس وأبلغته قرارنا بالعودة، وكررت القول بأننا لا نطلب ثمنًا وقلت له إن هذا ليس سذاجة سياسية، لأنه من الناحية السياسية ليس عيبًا أن أطلب لحزبي مكاسب طالما أن موقفي لا يتعارض مع المصلحة الوطنية، لكننا نرى أن الوقت ضيق وقناعاتنا وتربيتنا لا تقبل أن نستغل هذا الظرف... فقال الرئيس أهلاً وسهلاً بكم في بلدكم لكنني هذه الأيام مشغول بالانتخابات مارأيكم أن تأتوني بعد الانتخابات يوم 22 أيلول (سبتمبر) فإن فزت سأتحاور معكم من السلطة كرئيس لليمن، وإن لم أفز سأتحاور معكم من خارجها كرئيس لحزب المؤتمر الشعبي العام .. قلت له لا إشكال لكننا نفضل أن نعلن موقفنا من الداخل.. فقال أهلاً وسهلاً سأكون في عدن.. فقلت سنتدبر وسائل مواصلات ونصل فقال: استأجروا طائرة على حسابنا.. وبعد ساعة عاود الرئيس الاتصال وقال إنه استغنى عن طائرته الرئاسية الخاصة وسيرسلها لنا لنعود بها ، وسألني إلى أي بلد يرسلها لأن قياداتنا مشتتة في العديد من الدول فقلت له سأبلغك بعد ساعة وكان ذلك يوم الثلاثاء 12 أيلول (سبتمبر)، وبعد التواصل مع إخواننا هنا وهناك اتفقنا على أن تكون العودة من مدينة جده... وهكذا تم ووصلنا عدن.علي زين العابدين الجفري- بهذه الإجابة التفصيلية أضعت عليّ سؤال كنت أريد أن استوضحه منكم وهو هل لنجلكم رجل الدين علي زين العابدين الجفري أي دور في التواصل مع الرئيس.- أتمنى أن تدرك شيئًا مهمًا وهو أننا لا نخفي شيئًا، لأنه ليس لدينا شيء نخفيه.. وابني "علي زين العابدين الجفري" أصلاً يرفض التدخل في العمل السياسي نهائيًا.. هو يقول رأيه السياسي لكنه لايقبل أن يمارس عملاً سياسيًا لأنه يعتبر أن عالم الدين إذا عمل في السياسة وصار ينافس الآخرين في الميدان السياسي باسم الدين جعل الدين ينافس، وبالتالي جعل الدين محل قبول ورفض من الآخرين، وهذا أمر لا يجوز شرعًا.- معروف أن له علاقات واسعة مع شخصيات سياسية كبيرة ألا يوظفها لعلاقاتكم؟- علاقاته مع الجميع، ولا يمكن أن يوظفها.. أولاً لن يقبل هو مطلقًا، وأنا أيضًا لن أقبل.. ولعلمك
حينما حاولت أن أضمه إلى حزب الرابطة عام 1990 رفض وقال: "لو كنت أنوي السياسة لما انضممت لغير الرابطة لأنني تربيت في وسطكم وأعرف توجهاتكم، وأخلاقكم... الخ لكنني لا يمكن أن أمارس السياسة وأنا ألبس العمامة..." وحينما ألحيت عليه، قال: "سأطيعك كأب فقط.. فقلت له الله يسهل عليك، إتبع قناعتك".- أين نقاط الالتقاء والاختلاف بينك ونجلك الحبيب علي بن زين العابدين؟- أنا كنت مختلفًا معه في هذا الموضوع لأنني كنت أعتبر أن عالم الدين الذي يتأفف من العمل في السياسة سلبي، وكان هذا رأيي الشخصي لأننا بهذا نكون قد تركنا ساحة العمل السياسي لأشخاص أقل، وكان رأيه مغايرًا حيث يقول إن هناك أناس جيدون وليسوا علماء دين.- هل لديكم أبناء غيره؟- نعم.. عبدالعزيز وعمره 32 سنة وهو عضو عادي في الرابطة ويمارس العمل التجاري، وهو متزوج من صنعاء من ابنة العلامة الكبير السيد محمد بن محمد المنصور.- بالنسبة إلى المواقف التي يتعرض لها نجلكم علي زين العابدين مثل منعه من دخول مصر مثلاً هل تتدخل فيها وتبحث عن الأسباب مثلاً؟- أنا ممنوع مثله من دخول مصر.- ألا يكون منع الولد أساسه منع الوالد؟- لا أعتقد... أنا أعرف سبب منعي إنما هو لم يفصح له عن سبب منعه حتى اليوم.وعود الرئاسة- فيما ظهرت وعود رئاسية مقدمة لكم بدأت السلطة بالتنصل عنها ابتداء من تشكيل الحكومة الحالية في مطلع نيسان (أبريل)؟- بأمانة وصدق نحن لم نطرح - سواء من الخارج أو الآن ونحن داخل الوطن- شيئًا خاصًا بنا كأشخاص أو خاصًا بحزبنا. وقبل أن أعلن موقفنا بصورة نهائية ورسمية في ميدان عدن، في مهرجان الرئيس الانتخابي، قبلها بساعات التقينا بالرئيس صباحًا في معاشيق، وفي اللقاء كان عدد من أركان الدولة فتحادثنا بكلام ترحيبي ومجاملات طيبة من تلك التي تتم بين أي يمني وآخر، وقبل أن ينتهي اللقاء انفردنا مع الرئيس في غرفة صغيرة وتحدثنا ونحن واقفين قال كلمتين.. وقلنا كلمتين ثم افترقنا.. الكلمتان التي قالهما: نحن قرأنا مشروع حزب الرابطة للإصلاحات، نحن سنتجه للإصلاحات ولن نختلف معكم أبدًا، وملف الماضي أقفل ولا نقاش فيه.والكلمتان التي قلناها: يا سيادة الرئيس إن قدت عملية الإصلاحات فستصبح في نظرنا وفي نظر غيرنا أهم رئيس في تاريخ اليمن كلها، بل ويمكن أهم رئيس في المنطقة العربية كلها في نظرنا.. قال ونحن نعد بذلك.. وأضاف: بعد الانتخابات تشكل لجنة من الطرفين ترأسها أنت، تأتي بمشروعكم للإصلاحات، وتأتي ببرنامجي الانتخابي وبرنامج المؤتمر الشعبي العام تدرسوها وما هو مشترك نحيده، وما هو مختلف عليه نناقشه.. اعتذرت له عن موضوع رئاسة اللجنة واعتبرت هذا هو الاتفاق بيننا.. وأنا كرئيس حزب الرابطة لم أكن أطالب بأكثر من هذا في تاريخنا كله.وفي المهرجان ألقيت كلمتي التي سمعتموها وطرحت فيها لماذا نؤيد الرئيس في هذه الانتخابات، وقلت إن الرئيس علي عبدالله صالح ليس ملاكًا طاهرًا ولا نبيًا مرسلاً، وهو كذلك ليس شيطانًا لكنه بشر يخطئ ويصيب وما زلنا مختلفين معه في الكثير من الأمور السياسية لكننا لا نجد حلاً لهذه الخلافات لا نحن ولا هو إلا بالحوار.وقال الرئيس في كلمته في المهرجان ذاته كلامًا جيدًا فاجأني به، حيث أكد أنه سيقود عملية إصلاحات شاملة سياسية، اقتصادي، اجتماعية، ثقافية.. وسنعالج جميع الاختلالات التي رافقت بناء دولة الوحدة منذ تأسيسها إلى اليوم.كلام مثل هذه اعتبرته وكأنه يرد على ما قلنا.. لكن بعض المشككين قالوا إن هذا كلام من الذي يقال في الحملات الانتخابية، وأنه سبق أن قال ولم ينفذ، من ذلك الكلام الذي يغلق كل الأبواب، ويجعلها كلها سوداء، وعلى الله يا بلاد انفجري.. فقلت لهم إن حساباتنا تقول غير هذا، فالموضوع حسابات سياسية.. فهو كلام صادر عن رئيس دولة، يجوز أن يكون قد وعد بأمور في مراحل سابقة والظرف لم يكن مواتيًا، لكن نحن حساباتنا تقول إن الظرف اليوم مواتٍ.- هل معنى هذا أنكم لم تحصلوا على أي وعود رئاسية عند عودتكم ؟- لو كانت موجودة لن نتركها أبدًا، لكن الواقع انه لا توجد أي وعود رئاسية وإننا عدنا كما سبق وشرحت لك في إجابتي السابقة.ً 9 أشهر مرت منذ قيل هذا الكلام، ما تقييمكم؟ لم يتغير علي عبدالله صالح وأدلل على ذلك بموقفين إعلاميين صدرا عنه بعد الانتخابات، الأول حينما أعلن في رمضان عن توجه بانتخاب المحافظين، وقامت ضده حينها زوبعة كبيرة من داخل المؤتمر الشعبي ذاته.. والثاني حينما حضر في عدن اجتماع المجالس المحلية لمحافظات عدن، لحج ،أبين، الضالع في 3 كانون الأول (ديسمبر)، وقال كلامًا اعتبره أنا ثورة وأهم ما قاله الرئيس علي عبدالله صالح في تاريخه السياسي، مخاطبًا قيادات المجالس المحلية بأنه كلما تنجحون سنعطيكم صلاحيات أكبر وإن توجهنا هو أن يأتي عام 2010، وقد تحولتم من مجالس محلية، إلى حكومات محلية تنتقل جميع الصلاحيات من المركز إليكم ما عدا الصلاحيات السيادية والأمن القومي.. وأنا حينما سمعت هذا التصريح -وكنت في الخارج- اندهشت ولم تصدق أذناي لأنني كنت حينما قامت ضده الزوبعة على موضوع انتخاب المحافظين في صنعاء وأدركت الأهمية الكبرى لما طرح وشجاعته في السير في توجهه.انتظرت ردات الفعل على هذا الكلام الكبير لكني فوجئت بأن أحدًا لم يهتم حتى الصحف الرسمية، وصحف المؤتمر.. كذلك المعارضة وكأنه لم يقل شيئًا.. وكنا نحن الحزب الوحيد الذي أصدر بلاغًا صحافيًا رحب بهذا الإعلان، وأنا شخصيًا اتصلت به وأبلغته بأن ما أطلقه كان ثورة بكل المعاني. المؤشران السابقان يؤكدان على أن الأمور تسير في مسارها الصحيح.. كذلك نحن في لقاءات مستمرة معهم. ألا يزال حوار حزب الرابطة مع المؤتمر جاريًا؟ حوارنا مع القيادة السياسية لمنظومة الحكم والمؤتمر الشعبي العام مستمر. ما الذي تم التوصل إليه حتى هذه اللحظة؟ الكثير.. نسبة كبيرة من القضايا المطروحة، ونحن لم نطرح فقط قضايا سياسية بل طرحنا أيضًا القضايا الاقتصادية والثقافية والاجتماعية وقضية التطرف، كل ما في مشروعنا للإصلاحات الشاملة في اليمن طرحناه، ويمكن القول إننا أنجزنا 60 70% من القضايا المطروحة.المعارضة اليمنية وقطيع الاغنام- تحدثنا كثيرًا عن الرئيس علي عبدالله صالح والمؤتمر الشعبي العام... المعارضة اليمنية هل تواصلت معكم قبيل الانتخابات؟ قبيل الانتخابات لا.. كان هناك تواصل قديم في محاولة للم صف المعارضة حيث جلسنا في لندن عام 1999 تقريبًا مع المرحوم جار الله عمر وعدد من قيادات المعارضة، وبطلب منهم قمنا بصياغة مشروع "رؤية لتضافر جهود المعارضة اليمنية". قبل تأسيس اللقاء المشترك؟ نعم قبل تأسيسه.. وقدمنا هذا المشروع إليهم وانتظرنا أن تصلنا آراؤهم حوله.. وإلى اليوم لم يرد علينا أحد.. أما بعد الانتخابات مباشرة فقد دعينا لحفل تكريم المهندس فيصل بن شملان (المنافس الأبرز للرئيس صالح على كرسي الرئاسة في انتخابات أيلول الماضي) ، كما التقينا بالإخوان في قيادة أحزاب المعارضة في ندوات وعزائم وجلسات.. ثم بعد ذلك دعانا الإخوان في اللقاء المشترك لجلسة حوار معهم ولبينا الدعوة حيث التقينا في منزل الدكتور ياسين سعيد نعمان فكانت جلسة جيدة وراقية لكنها كانت أولية وأريد أن أكرر التأكيد بأننا في حزب الرابطة لا نوصد أبواب الحوار مع أحد فأبواب الحوار لدينا مشرعة مع الجميع. طيب سيدي هل تستطيع كسياسي محنك أن تدلي برأيك في اللقاء المشترك ومجلس التنسيق الموجود؟ نعم وأقول رأيي لهم بشكل مباشر فليست وظيفتي التشهير بأحد ولا مدح أحد.. إذا رأيت السيئة أو السلبية قد أراها من زاوية معينة وحينما يوضح لي صاحب الشأن الأمر تصبح إيجابية والعكس صحيح.نحن لسنا من هواة انتقاد الآخر، لسنا من هواة الاعتقاد بأننا على صواب والآخر على خطأ.. بل نؤمن أننا قد نكون على خطأ.. نحن الوحيدون الذي طرحنا في مشروعنا للإصلاحات الشاملة بأن الإصلاحات المطلوبة ليست محصورة على منظومة السلطة بل هي شاملة المنظومة السياسية كلها (سلطة ومعارضة) وعندما حللنا الاختلالات في السلطة، قمنا بالأمر نفسه في المعارضة وشخصنا اختلالاتها وشملنا المعارضة بشكل عام والرابطة على وجه أخص.. رصدنا الاختلالات، والمشاكل، والعيوب الذاتية، والموضوعية، وكيف يمكن معالجتها. هل طبيعي أن يكون هناك تكتلان للمعارضة في اليمن؟ ليس هناك ما يمنع، فلدينا 22 حزبًا مصرح لها، فأن يكون هناك تكتلان أو ثلاثة أو أكثر، أو أحزاب منفردة ليس مهمًا.. لكن إن استطاعت جملة من الأحزاب أن تتفق على رؤية مشتركة أو مواقف مشتركة فهذا شيء إيجابي. هل عرض عليكم الانضمام إلى اللقاء المشترك؟ نحن لا نقبل "انضموا" لأننا لسنا قطيع أغنام ننضم إلى ..... !! ما هو المصطلح الصحيح بدلاً عن الانضمام؟- التوافق على رؤية مشتركة.. هل تؤسس كيانًا ثم تطلب مني أن أنضم إليه؟ هذه غير مقبولة سياسيًا.. فالقضية ليست مجاملة حتى ولو أعجبك الكيان.. هذه سياسة، ولست قطيعًا من الأغنام حتى يضموك. لأنه حين أقبل الانضمام معناه أن أقبل الرؤى كما هي، وليس لي أي رأي لأنني قبلت بما هو قائم ونحن حزب عريق لنا مواقفنا.. افتح موقع حزبنا على شبكة الانترنت، ولن تجد حزبًا في الساحة اليمنية قدم رؤى كالتي قدمنا.. بل إنك لو أحصيت ما تم تقديمه من رؤى من قبل جميع الأحزاب بما فيها الحزب الحاكم فأنك لن تجدها في مجموعها أكثر مما قدمنا من رؤى.. ليست هناك قضية إلا وطرحنا فيها رؤية، لم ننتقد شيئًا في سياسات السلطة إلا وقدمنا البديل. هل تعتقد أن هذا هو سر سكوت المشترك بعد أن كانوا قد طرحوا الأمر لفترة؟ أحدهم أحترمه جدًا، ويتمتع بذكاء ومهارة سياسية عالية حينما قلت له نحن لا يصلح أن ننضم.. أجاب : إذن ننضم نحن إليكم.. فأحرجني بهذه الكلمة السياسية الودودة الذكية. الخلاصة أنه من الممكن أن نتعاون مع بعضنا، أو ننسق، أو حتى أن نعمل معًا كيانًا.. لكن في السياسة لا يصلح الانضمام هكذا.. أذكرك بأننا سبق وأن طرحنا عليهم رؤيتنا لتضافر جهود المعارضة اليمنية، وقلنا إما أن تكون صالحة ونعمل بها، أو يكون لهم ملاحظات عليها فليتفضلوا بوضعها ولا اعتراض لنا عليها، أو أن تكون كلها غير صالحة فيوضحوا ذلك لنا ويأتوا بالبديل ونحن جاهزون للتعامل معه.معارضة الخارج معارضة الخارج.. كيف تنظرون إليها؟ نحن نحترم أي معارضة بلا عنف.- هل التقيتم بهم أيام كنتم في الخارج؟ نعم كلهم.. كنا نلتقي معهم دائمًا. السفير الحسني هل التقيت به؟- الحسني بعد أن استقر في لندن لم أره، لكنه إتصل بي هاتفيًا ولم نلتقِ لأنني حينما كنت في لندن كان هو خارج المدينة بمسافة طويلة جدًا.. أما الآخرون فجمعنا بهم مقيل كبير جدًا، حضره الجميع تقريبًا بما في ذلك أحد سفراء البلد، وحضرته الموالاة ومعارضة الخارج.. كان مجلسًا كما يلتقي الناس.. وحاول بعضهم أن يتذاكى ويجعل من المقيل بداية تشكيل كيان قلنا نحن لا علاقة لنا بهذا الكلام.والخلاصة أنه لنا رأينا في ما يطرحه الإخوان، لكننا نظل نحترم كل رأي يطرح حتى ولو تعارض مع رأينا، هناك اختلافات في الرأي مع احترامنا لآرائهم وحقهم في أن يعبروا عنها. هل هناك توافق في الرؤى بينكم ومعارضة الخارج؟ أقولها بوضوح.. لو كنا في رأي واحد لبقينا معهم وما عدنا.. نحن رأينا نطرحه بشجاعة. كنتم على علاقة جيدة معهم، عودتكم ألم تؤثر في هذه العلاقة؟ لا أدري، حقيقة أنه لم يسئ إليّ أحد منهم سوى مقالة نشرها أحدهم هاجمني فيها وهاجم قرار العودة .حزب رابطة أبناء اليمن بعد حرب صيف 1994، تأسس حزب الرابطة اليمنية.. هل كان بديلاً لحزب رابطة أبناء اليمن( رأي)؟ رحم الله عوض البترة كان في حزب الرابطة ثم جمدته قيادة الرابطة أواخر عام 1992، وفوجئنا بعد التجميد بأن يعقد له مؤتمر صحافي في مقر الغرفة التجارية وشكل حزب الرابطة اليمنية، لم يكن لديه أعضاء غير ولده أحمد حفظه الله فمده الأخوان بأعضاء.. فقلنا الله يفتح عليه.. لسنا ممن يتحسسوا، قبل وفاته بأسبوعين دعانا عنده إلى عزيمة غداء ومقيل وحضرناها، وحينما توفي شاركنا في عزائه رحمة الله عليه.*** مداخلة لأمين عام حزب الرابطة محسن بن فريد الذي قال إن البترة جاءه إلى مقر إقامته في مدينة جده، وطلب منه أن يعود إلى صفوف الرابطة، مشيرًا إلى انه رحب بذلك على شروط منها أن يقدم طلب انضمام ثانيا أن يحل الحزب الذي
أنشأه وان يأتي كشخص لا كحزب لأنه لا يمكن أن ينضم حزب إلى حزب آخر، وان البترة رجمه الله طلب منه وقت للتفكير لكنه لم يرد عليه. أين نستطيع تصنيف حزب رابطة أبناء اليمن، هل في المعارضة أو هو موالاة؟ وإلى أي التيارات ينتمي؟ هل إسلامي، ليبرالي..... عمر الحزب 60 عامًا حتى اليوم ألم تصنفه حتى الآن؟ نريد أن نعرف أولاً ما هي المعارضة؟ وماهي الموالاة؟ للأسف إن المعارضة في مفهوم كثيرين أنها أن يعارض كل شيء، ويرفض كل شيء، ولا يقبل شيء، وينتقد كل شيء، ويرفض أن يقول أي إيجابية في السلطة حتى ولو كانت كالشمس.. بهذا المعنى لسنا معارضة. ومفهوم آخرين للموالاة هي أن يقبل بكل شيء، ولا يرفض شيئًا، ولا ينتقد شيئًا، ويمدح كل شيء وبهذا المعنى أيضًا لسنا موالاة. نحن معارضة إيجابية، لسنا في السلطة، وليس لنا شيء فيها لا شركاء ولا غيره، لكنا المعارضة الايجابية.. إذا رأينا شيئًا إيجابيًا من السلطة أو في غيرها لا نتحرج أن نقول هذا إيجابي استمروا فيه وطوروه، وإن رأينا شيئًا سلبيًا ننتقده ونقدم البدائل، أما أن انتقد وأصرخ دون أن أقدم البدائل فهذه ليست إيجابية.. نحن نحرص على تشجيع أي إيجابية حتى و‘ن كانت صغيره، ونحاول الدفع بها ونجعل صاحبها يسعى لتنميتها. رفعت الرابطة في مرحلة من المراحل شعار عدن للعدنيين. على الإطلاق.. لم يحدث في مرحلة من المراحل على مدى التاريخ كله بل على العكس من ذلك، الرابطة وقفت ضد فكرة وشعار(عدن للعدنيين).. كان لدى الانجليز خطة أن تنفصل عدن عن الجنوب وتنضم إلى الكومنولث البريطاني وتكون لوحدها.. وكان الإخوان في عدن يحبذونها، هذا رأيهم ونحن نحترم رأيهم.. والرابطة هي التي وقفت ضد هذه الفكرة إلى أن ماتت ولم يقف ضدها أحد غير الرابطة. أحداث صعده بالنسبة إلى أحداث صعده كيف تنظرون إليها؟ وما دوركم الشخصي والحزبي؟ للأسف ليس لنا أي دور، نحن لا ندعي البطولات والقيام بأدوار لم نقم بها.. حقيقة الأمر لم نمارس أي دور مباشر. قمتم بدور غير مباشر؟ طرحنا آراء نشرت في الصحف وقلناها في أماكن متعددة.. وكان رأينا واضح منذ البداية، نحن ضد رفع السلاح في وجه الدولة، ومع حق كل إنسان في أن يقول راية بكل حرية مهما كان، لكن دون استخدام السلاح، لأنه حين تستخدم السلاح يصبح كأنه صراع بين هيبة الدولة وأناس ضد هيبة الدولة، وإذا سقطت هذه الهيبة فهي كارثة على البلد كلها.. وفي اعتقادنا أن حرب صعدة على نهاية الآن. هل تابعتم قضية العقيد ( الشحتور)؟ نتابع كل ما يجرى في بلادنا. ما رأيكم في حركته التي اسماها ثورة الجنوب في أبين؟ كما قلت لك.. نحن ضد أي عمل مسلح هذا من حيث المبدأ.. وكون هناك مظالم في الجنوب، نعم هناك مظالم.. لكن هل هذه طريقة حلها؟ أقول: لا.. بكل تأكيد. هل المظالم في الجنوب فقط؟ لا.. وأنا أقول دائمًا.. إن المظالم موجودة في كل اليمن، ولكن مظالم الجنوب جرح حديث(طري) ويحتاج إلى معالجات سريعة.. والشيء الآخر هو أن صاحب الجرح الحديث لم يعد قادرًا على الإحساس بجرح الآخر، لأنه قديم ولم يعد ألمه كبيرًا فيعتقد خطأ أنه ليس هناك مجروح سواه.هناك قضايا تبدأ صغيره وبالإمكان علاجها، وللأسف تترك دون معالجة، فتكبر وتتوسع وهناك قضايا كبيرة لليمن ككل تحتاج إلى علاج، وكل هذا موجود في مشروع حزب الرابطة للإصلاحات الشاملة في اليمن. فما يحدث من شحتور أو غيره دون ذكر أسماء متوقعة، نحذر منه ونشير إليه لأننا درسنا قضايا الوطن مجتمعة، شخصنا الأمراض، وبحثنا عن الأسباب، وحاولنا طرح معالجات لها.. وسبق لي أن طرحت في صحيفة 14 أكتوبر قبل ثلاثة أسابيع، وقلت ما لم تتم إصلاحات شاملة وصحيحة وعاجلة نبدأ فيها فورًا، فإن مجرد التفكير في ما سينتج في بلادنا مرعب.- كلمة أخيرة أو رسالة تحب أن توصلها عبر "إيلاف"؟- رسالتي التي أحب أن أوصلها أو أرسلها عبر "إيلاف" هي لفخامة الرئيس علي عبدالله صالح الذي لم ابغضه في أحلك الظروف والخلافات السياسية التي مرت في السابق، وأقول له إن المستقبل مبشر بكل الخير بقدر الإسراع في الاتجاه الجاد لقيادة مرحلة الإصلاحات الشاملة بحزم وثبات وفي مقدمتها الحكم المحلي كامل الصلاحيات، بحيث يأتي العام 2010 كما وعدت، وقد انتقلت كل الصلاحيات إلى الحكومات المحلية ولا يبقى للمركز سوى الصلاحيات السيادية والأمن القومي .. كذلك نظام الانتخابات بالقائمة النسبية .. ونظام الحكم الرئاسي واستقلال الإعلام والخدمة المدنية والقضاء، وأنت بعون الله قادر على ذلك وكل الخيرين من كل مناطق اليمن سيكونون عونًا لك.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.