كأس الكونفدرالية الإفريقية.. نهضة بركان يتأهل للنهائي بعد انسحاب اتحاد العاصمة الجزائري    البطولة الوطنية الاحترافية "إنوي" للقسم الأول (الدورة ال27).. المغرب التطواني يتعادل مع ضيفه يوسفية برشيد 0-0    السيام 16 حطم روكور: كثر من مليون زائر    ماذا بعد استيراد أضاحي العيد؟!    ولي العهد الأمير مولاي الحسن يترأس الجائزة الكبرى لجلالة الملك للقفز على الحواجز    اتحاد العاصمة ما بغاوش يطلعو يديرو التسخينات قبل ماتش بركان.. واش ناويين ما يلعبوش    تعميم المنظومتين الإلكترونييتن الخاصتين بتحديد المواعيد والتمبر الإلكتروني الموجهة لمغاربة العالم    الدرهم يتراجع مقابل الأورو ويستقر أمام الدولار    أشرف حكيمي بطلا للدوري الفرنسي رفقة باريس سان جيرمان    طنجة تتصدر مقاييس التساقطات المطرية المسجلة خلال يوم واحد.. وهذه توقعات الإثنين    بعد كورونا .. جائحة جديدة تهدد العالم في المستقبل القريب    حماس تنفي خروج بعض قادتها من غزة ضمن "صفقة الهدنة"    الاستقلال يترك برلمانه مفتوحا حتى حسم أعضاء لجنته التنفيذية والفرفار: الرهان حارق (فيديو)    جمباز الجزائر يرفض التنافس في مراكش    احتجاج أبيض.. أطباء مغاربة يطالبون بحماية الأطقم الصحية في غزة    مقايس الامطار المسجلة بالحسيمة والناظور خلال 24 ساعة الماضية    طنجة.. توقيف شخص لتورطه في قضية تتعلق بالسرقة واعتراض السبيل وحيازة أقراص مخدرة    لتخفيف الاكتظاظ.. نقل 100 قاصر مغربي من مركز سبتة    الأسير الفلسطيني باسم خندقجي يظفر بجائزة الرواية العربية في أبوظبي    بيدرو سانشيز، لا ترحل..    محكمة لاهاي تستعد لإصدار مذكرة اعتقال ضد نتنياهو وفقا لصحيفة اسرائيلية    "البيغ" ينتقد "الإنترنت": "غادي نظمو كأس العالم بهاد النيفو؟"    الفيلم المغربي "كذب أبيض" يفوز بجائزة مهرجان مالمو للسينما العربية    اتفاق جديد بين الحكومة والنقابات لزيادة الأجور: 1000 درهم وتخفيض ضريبي متوقع    اعتقال مئات الطلاب الجامعيين في الولايات المتحدة مع استمرار المظاهرات المنددة بحرب إسرائيل على غزة    بلوكاج اللجنة التنفيذية فمؤتمر الاستقلال.. لائحة مهددة بالرفض غاتحط لأعضاء المجلس الوطني        بيع ساعة جَيب لأغنى ركاب "تايتانيك" ب1,46 مليون دولار    نصف ماراطون جاكرتا للإناث: المغرب يسيطر على منصة التتويج    دراسة: الكرياتين يحفز الدماغ عند الحرمان من النوم    توقيف مرشحة الرئاسة الأمريكية بسبب فلسطين    حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي على عزة ترتفع إلى 34454 شهيدا    الدورة 27 من البطولة الاحترافية الأولى :الحسنية تشعل الصراع على اللقب والجيش الملكي يحتج على التحكيم    التاريخ الجهوي وأسئلة المنهج    طنجة "واحة حرية" جذبت كبار موسيقيي الجاز    تتويج الفائزين بالجائزة الوطنية لفن الخطابة    شبح حظر "تيك توك" في أمريكا يطارد صناع المحتوى وملايين الشركات الصغرى    الفكُّوس وبوستحمّي وأزيزا .. تمور المغرب تحظى بالإقبال في معرض الفلاحة    المعرض الدولي للفلاحة 2024.. توزيع الجوائز على المربين الفائزين في مسابقات اختيار أفضل روؤس الماشية    نظام المطعمة بالمدارس العمومية، أية آفاق للدعم الاجتماعي بمنظومة التربية؟ -الجزء الأول-    مور انتخابو.. بركة: المسؤولية دبا هي نغيرو أسلوب العمل وحزبنا يتسع للجميع ومخصناش الحسابات الضيقة    خبراء "ديكريبطاج" يناقشون التضخم والحوار الاجتماعي ومشكل المحروقات مع الوزير بايتاس    الحبس النافذ للمعتدين على "فتيات القرآن" بشيشاوة    المغرب يشارك في الاجتماع الخاص للمنتدى الاقتصادي العالمي بالرياض    هيئة كبار العلماء السعودية: لا يجوز الذهاب إلى الحج دون تصريح    صديقي: المملكة قطعت أشواط كبيرة في تعبئة موارد السدود والتحكم في تقنيات السقي    مهرجان إثران للمسرح يعلن عن برنامج الدورة الثالثة    سيارة ترمي شخصا "منحورا" بباب مستشفى محمد الخامس بطنجة    خبراء وباحثون يسلطون الضوء على المنهج النبوي في حل النزاعات في تكوين علمي بالرباط    رسميا.. نزار بركة أمينا عاما لحزب الاستقلال لولاية ثانية    ابتدائية تنغير تصدر أحكاما بالحبس النافذ ضد 5 أشخاص تورطوا في الهجرة السرية    السعودية: لا يجوز الحج في هذه الحالة.. ويأثم فاعله!    قبائل غمارة في مواجهة التدخل الإستعماري الأجنبي (8)    الأمثال العامية بتطوان... (584)    انتخابات الرئاسة الأمريكية تؤجل قرار حظر "سجائر المنثول"    كورونا يظهر مجدداً في جهة الشرق.. هذا عدد الاصابات لهذا الأسبوع    الأمثال العامية بتطوان... (583)    بروفيسور عبد العزيز عيشان ل"رسالة24″: هناك علاج المناعي يخلص المريض من حساسية الربيع نهائيا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



من الحملة على علماء المغرب إلى الحملة على علماء المسلمين-الحلقة الثانية
نشر في التجديد يوم 11 - 08 - 2004


أخلاقيات ماسحي أحذية إسرائيل"
من الحملة على علماء المغرب إلى الحملة على علماء المسلمين-الحلقة الثانية
تناول الأستاذ محمد يتيم في رده على المدعو عبد الكريم الأمراني(في الحلقة الأولى) السياق الذي جاء فيه المقال المسموم للمعني بالأمر تحت عنوان "عن الأخلاق على الطريقة الريسونية!"، وذكر بالمقاصد التي قامت من أجلها صحيفة الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف، والتي لم تعد تخفى على أحد، من تشكيك متواصل في الإسلام وأهله، وتهجم على الأخلاق وسعي إلى تدميرها، مع تزيين الفاحشة وتصوير المجتمع المغربي على أنه ماخور يحكمه الجزء الأسفل، وسعي في الوشاية والإيقاع بمكونات من الحركة الإسلامية، وخاصة حركة التوحيد والإصلاح، وسعي إلى تشويه الرموز والقيادات الوطنية والإسلامية في الداخل والخارج، بشكل تجاوز كل الحدود وكل الضوابط والمعايير الخلقية والمهنية والسياسية التي تضبط الكتابة الصحفية والجدل السياسي والفكري. كما أوضح الأستاذ محمد يتيم الأخلاق التي عرف بها الدكتور الريسوني بين الأقربين والأبعدين، على خلاف الأخلاق التي يعرف بها من تهجم عليه.
والمسلم ليس باللعان ولا بالطعان ولا بالفاحش المتفحش في القول، إذ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث ابن مسعود: ليس المؤمن باللعان ولا بالطعان ولا بالفاحش ولا بالبذيء، ولكنه مطالب بالكشف عن حقيقة المخادعين الوالغين في الأعراض، الذين يتلذذون بتلطيخ سمعة الصادقين والنزهاء العقلاء، (أُولَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلًا بَلِيغًا).
لقد تجاوزت جريدة الأحداث المغربية المدى، وفقد كاتبها المهووس السابح ضد التيار عبد الكريم الأمراني صوابه إن كان له صواب، ولذلك، فإن التجديد قررت بعد صبر جميل وإعراض طويل أنها لن تسكت على هذه الاتهامات الباطلة والأكاذيب المفضوحة الصادرة عن منبر يتقطر بالحقد والكراهية، ويسيل بقذائف الزور والبهتان، المدجج بأسلحة الإرهاب الفكري والتحريض الأمني ضد كل من يخالفه الرأي والتوجه، المتخصص في تشويه الإسلاميين، كل الإسلاميين، والتدين والمتدينين في المغرب وخارج المغرب.
1
اعتبار مختلف مدرسي مادة التربية الإسلامية والمحجبات والتجار الذين تظهر عليهم علامات التدين منافقين يتحدثون للتلاميذ عن (خير أمة أخرجت للناس) وعن (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) بينما لا يتورعون عن توزيع النقط على التلاميذ عند أول امتحان دون أن يكلفوا أنفسهم عناء التصحيح، وأن المحجبة التي تعتبر حسب زعمه الحجاب فريضة سادسة تدخل إلى القاعة مسلحة بمختلف وسائل الغش من الحجابات إلى الهاتف المحمول، إلى القرض المضغوط (السي دي: أي والله السي دي في الغش) وأنها حين تضبط تبرر فعلها بالظروف القاهرة، كما أن المدرس الخطيب الذي يطلق لحيته ويرتدي الجلباب القصير يحدث الناس عن الأخلاق والقيم الإسلامية ويحثهم على الصدق مع النفس والإخلاص في العمل بينما يتغيب عن الحصة الأخيرة من الحادية عشرة إلى الثانية عشرة بدعوى الصلاة، والشيء نفسه بالنسبة للتاجر الذي يلبس لباس الورع والتقوى ويغلق دكانه عند كل أذان ويعدو بعد الصلاة لتشغيل آلة الاستنساخ لطوابير التلاميذ المشمرين على سواعد الغش والخداع التكنولوجي.
ونود قبل أن نقف مع أباطيل الأمراني الواردة في هذه الفقرة أن نشير إلى المسائل التالية:
إننا لا ننفي انتشار ظاهرة الغش في الامتحانات ولا وجود بعض المدرسين أو الموظفين ضعيفي الشعور بالمسؤولية، ممن قد يتذرعون بأداء واجبهم الديني يوم الجمعة سواء من المتدينين أو غير المتدينين، من مدرسي مادة التربية الإسلامية أو غيرها من المواد لكن الملفت للانتباه هو أن يركز صاحبنا على مدرسي التربية الإسلامية وعلى المحجبات وعلى صاحب الآلة الناسخة المتدين الذي يلبس لباس الورع والتقوى مما يعني أن المعني بالأمر لا تعنيه الظاهرة ذاتها ولكن يعنيه أن يربطها بمادة ترمز إلى الثقافة الإسلامية، ويعنيه أن يربطها أصلا بالتدين وأن يرسم صورة نمطية للمتدينين قائمة على أساس أن مظاهر التدين ليست سوى نفاق في نفاق. وليس غريبا من رجل كالأمراني أن يشتط غيظا من قدسية المادة.
أن المعني بالأمر يتهم ضمنيا الإدارة التربوية والمراقبة التربوية ومن ورائهما وزارة التربية الوطنية بالتواطؤ والسكوت على هؤلاء الذين لا يتورعون عن أكل الحصة الصباحية بدعوى الصلاة و يسوطون في فترة الظهر المبرر نفسه بما يفهم منه أن صلاة الجمعة سبب مباشر في ضياع الحصة الأخيرة من الصباح وفترة ما بعد الصلاة كذلك أي فترة ما بعد الظهر. ولا غرابة مادام صاحبنا يرى في كل شيء مؤامرة بما في ذلك الدولة التي دخلت في مؤامرة صمت وهي العليمة حسب زعمه بالدعم المادي الكبير الذي تتلقاه حركة التوحيد والإصلاح من التنظيم الأم ( ولكنها لا تحرك ساكنا لاعتبارات لا تخفى على أحد) حسب تعبيره، وهي وشاية واضحة هذه المرة بالدولة التي لا تتحرك لمراقبة حركة الأموال لدى أصحاب الوقت و أهل الزمان من السادة الأمريكان.
إن المعني بالأمر وهو يسوق هذه الأمثلة يوردها في سياق الحديث عما يسميه بواقع حال الأخلاق عند فرع التنظيم الدولي للإخوان المسلمين. الذي هو حسب زعمه حركة التوحيد والإصلاح و فترينتها السياسية حزب العدالة والتنمية حسب تعبيره بما يعنيه ذلك من أنه ينسب لحركة التوحيد والإصلاح شرفا لا تدعيه ولا تحرص عليه ألا وهو أن يكون كل من قصدهم من أساتذة التربية الإسلامية وخطباء الجمعة من رجال التعليم والتلميذات المحجبات والتجار المتدينين أعضاء في حركة التوحيد والإصلاح، اللهم إلا إذا كانت لدى المعني بالأمر ملفات لا توجد إلا لدى أصحاب الحال بالأسماء والعناوين، وعنوان السكن، والانتماء، وملفات جاهزة عن كل مدرس من مدرسي التربية الإسلامية، وعن كل تلميذة محجبة، وكل تاجر متدين تحصي حركاته وسكناته ومتى دخل وخرج من متجره أو قسمه ومتى تغيب أو حضر، وهو أمر لا يدعيه حتى أصحاب الحال المذكورون وكثير من ملفاتهم يثبت لديهم أنها تكون مبنية على ظنون مقدمين وشيوخ وعيون...
وبما أن ما أورده المعني بالأمر لا يعدو أن يكون مجرد ترهات تكشف عن عقدة مستحكمة عنده ضد كل ما له صلة بالدين ثقافة وتربية وسلوكا والتزاما ومجرد استيهامات مرضية تجعله يفتح النار على كل ما يقع في دائرة ما يقض مضجعه أي الثقافة الإسلامية أحكاما ومصادر ومرجعية وسلوكا وأشخاصا وتنظيمات ورموزا وتعبيرات شعبية تلقائية، فإننا نكتفي بأن نحيله على الممارسة اليومية لأعضاء الحركة وتلاميذها وطلبتها الذين نظموا حملة وطنية لمحاربة الغش هذه السنة وهي مبادرة لم يسبق إليها فصيل طلابي حسب علمنا، وعلي المصداقية التي يعرفها المواطنون في الأحياء في الإدارات، والزملاء من الأساتذة في المدارس والجامعات عند أعضاء الحركة ومناضلي الحزب قيادة وقواعد، وكفاها شهادة ميدانية تغني عن دجل المهرجين، وهي المصداقية التي لم تنل منها الحملات المنظمة ل لأحداث وللأمراني على الخصوص، وبعض وسائل الإعلام الرسمية بعد أحداث 16 ماي ولن تنال منها إن شاء الله، وهو ما يزيد صاحبنا ونظراءه غيظا فوق غيظ، ويجعله يهدد الدولة بالويل والثبور من مغبة التمادي بالسماح للحركة والحزب في حقهما في العمل في نطاق المشروعية الدستورية والقانونية للبلاد،
وهو الذي يريدها استئصالا بوليسيا على الطريقة التونسية.
2
أما عن النفاق وتعريفه فلم يكن الأمراني ونظراؤه أهلا لتعريفه، فهو مفهوم شرعي يعرفه الذين يتلون آيات القرآن الذي يقول (وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ) محمد .31 ويقول: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ. يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ. فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ،ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون. وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ. ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون. وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس قالوا أنومن كما آمن السفهاء، ألا غنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون. وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا، وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزءون. الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون. أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت
تجارتهم وما كانوا مهتدين}. البقرة .157 وقوله تعالى أيضا: ( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد. وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبيس المهاد) البقرة.204202 وقوله تعالى: (فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة. فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين) المائدة .54
والنبي صلى الله عليه وسلم عرف النفاق من خلال تعداد خصاله واعتبر أن من كانت فيه خصلة منها كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها وأن من اجتمعت فيه كان منافقا خالصا فقال صلى الله عليه وسلم:
أربع من كن فيه كان منافقا خالصا ،ومن كان فيه خصلة منهن كان فيه خصلة من النفاق حتى يدعها : إذا أؤتمن خان ، وإذا حدث كذب ، وإذا عاهد غدر ، وإذا خاصم فجر. رواه البخاري ومسلم.
ونحن نسرد هذه الآيات من القرآن الكريم وتعريف النبي صلى الله عليه وسلم، ليحكم القراء هل تنطبق الصفات الواردة فيها على العلماء والدعاة المتوضئين المصلين الذين يعمرون المساجد أم على الذين يسارعون في خصوم الأمة يتوددون إليهم يقولون بألسنتهم آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم ..
وإننا إذ لا نعطي لأنفسنا حقيقة الكشف عما في قلب المعني بالأمر فننسبه جزما إلى كفر أو نفاق فعلم ذلك عند الله سبحانه وتعالى بل إننا ندعو الله له بالهداية والتوبة من خلق الولغ في أعراض المواطنين دون أن يمنعنا ذلك بأن نقول له في نفسه قولا بليغا ونثبت له أننا لسنا حائطا قصيرا ، ولكننا نريد أن نبين أننا لا نخشى الإرهاب الفكري المتسربل تحت دعوى الحداثة، بل إنه يولد فينا التحدي، وأننا قادرون وعازمون على التصدي له بلغة الحجة والبرهان والجدال بما يناسب حالته.
لكن المتتبع لما يكتبه المعني بالأمر باستمرار والقارئ لما كتبه في المقال المذكور سيلحظ أنه لا يتورع عن الفجور في الخصومة (أربع كلمات سب في حق الريسوني في جملة واحدة: (الوقح المتطاوس المتطاول المتعالي، ووصف حركة دعوية تربوية أي حركة التوحيد والإصلاح بالدمل) ..
أما عن الكذب فحدث ولا حرج إذ أن الأمر، والكذب في الصحافة هو أيضا نوع من خيانة الأمانة على اعتبار أن الكلمة أمانة ومسؤولية.
فقد زعم الأمراني أن حركة التوحيد والإصلاح حركة تابعة للتنظيم الدولي للإخوان المسلمين. ونحن نعتز بمدرسة الإخوان المسلمين ودورها في الدفاع عن قضايا الأمة إذ كانت من أول الحركات التي تطوعت للجهاد في فلسطين في حرب 1948 كما أن حركات المقاومة الإسلامية التي تجاهد اليوم في فلسطين وعلى رأسها حركة حماس هي خريجة المدرسة الإخوانية، ونعتز بدورها في نشر الصحوة الإسلامية المباركة في العالم كله ولو كانت بالأوصاف التي ذكرها الأمراني لكسدت كما كسدت كثير من البضائع والإيديولوجيات المستوردة الفاسدة التي تخرج منها الأمراني وأمثاله. لكننا نتحداه أن يأتي بدليل واحد يثبت دعواه أي الارتباط بالتنظيم الدولي لإخوان ولو كان ذلك صحيحا لما خجلنا أن نعلنه. ولكن الذي يعلمه الجميع من تاريخ حركتنا ومن وثائقنا أننا منذ يوم أسسنا تجربة مغربية مستقلة ليس تقية أو تخوفا من الارتباط الدولي، ولكن اقتناعا من أن أهل مكة أدرى بشعابها. حتى صارت التجربة المغربية اليوم مثالا يدرس ويتأمل للاحتذاء والاعتبار من قبل العديد من الحركات الإسلامية في المشرق.
أما دعوى الحصول على دعم مالي ضخم من التنظيم الأم به مول مرشحوا حزب العدالة والتنمية حملاتهم الانتخابية على الطريقة الأمريكية (سبحان الله!!) وبه تمول الحركة الخسائر المترتبة عن الإصدار اليومي لجريدة التجديد الذي يقدر بعشرات الملايين شهريا!!! فإننا نتحداه أن يأتي بدليل واحد على ذلك. والمعروف والثابت أن حزب العدالة والتنمية ومرشحيه أقل الأحزاب والمرشحين إنفاقا في الحملات الانتخابية، وأكثرها اعتمادا على إنفاق المرشحين الضعيف أصلا وعلى تطوع المناضلين بسياراتهم وبيوتهم وهواتفهم، وعلى الاعتمادات التي تخصصها الدولة للأحزاب في إطار القانون وبعلم الجميع، مما شهد به مراقبون منصفون. وذلك مصدر قوة حملاته الانتخابية وسر التعاطف الجماهيري.
أما عن جريدة التجديد فإننا كنا ولا زلنا نرى أنها دون طموحنا حجما وشكلا ومضمونا، لأنها اختارت منذ اليوم الأول أن تعتمد على قرائها ودعم مناضلي حركة التوحيد والإصلاح وبعض الدعم الذي لا يسمن ولا يغني من جوع والذي لا يتجاوز شهريا 000,80 درهما كما قرر ذلك مجلس الشورى مؤخرا. التجديد لا تتلقى دعما من الدولة كما تتلقاه الأحداث المغربية، ولا تتلقى دعما من جهات متعددة بطرق مختلفة لأهداف معروفة. ومجمل الدعم الذي تتلقاه الجريدة من الحركة لا يصل إلى مبلغ الدعم الذي تتلقاه الأحداث من الدولة في خانة واحدة من خانات الدعم والذي يبلغ مئات الملايين. والتجديد لم تختر طريق دغدغة الغرائز ونشر أخبار الفاحشة والمتاجرة بالقذف والنميمة، والمتاجرة في أخباراالباغيات وصورهن ممن يحسبن على الفن والفن الحقيقي برئ منهن ..
3
أما القضية الثالثة والتي يبدو أنه على أساسها قد ركب المعني بالأمر مقاله كاملا، رغم أنها ظاهرا لم تحظ بالحيز الأكبر من العرض والتحليل فهي الادعاء سيرا على أسلوب الوشاية والتحريض الذي خاب مسعاه وبارت سلعته بأن حركة التوحيد والإصلاح وحزب العدالة والتنمية ليس لها ولاء وطني، وأنها امتداد لتنظيم عالمي أكبر وأوثق والدليل على ذلك حسب زعم الحركة باعتبارها امتداد للتنظيم العالمي المذكور كانت ممثلة في المؤتمر التأسيسي للاتحاد العالمي للعلماء المسلمين المنعقد بلندن في11 يوليوز الماضي تحت رئاسة الشيخ يوسف القرضاوي، وأن الدكتور الريسوني قد انتخب عضوا في لجنته التنفيذية ويبدو أن هذه القضية هي التي ملأت نفسه غصة وبسببها استهدف المعني بالأمر الدكتور أحمد الريسوني.
إن هذه الملاحظة ولو أنها جاءت كهامش من الهوامش المذيلة للمقال قد اتخذها المعني بالأمر دليلا على أن الحركة ليس لها ولاء وطني. ونحن نود أن نقف في هذا المجال على ثلاث ملاحظات:
الملاحظة الأولى:
تتعلق بالاتحاد العالمي للعلماء المسلمين والسعي لربطه بالتنظيم العالمي للإخوان المسلمين. فهذا الادعاء ليس سوى وجه من أوجه الحملة التي شنتها جهات متصهينة في بريطانيا (لاحظ تشابه المواقف) دعت إلى منع القرضاوي من الدخول إلى بريطانيا وكان على رأسها النائبة العمالية لويزالمان المعروفة في الأوساط السياسية والإعلامية بأنها تدعم دولة الاحتلال الصهيوني ولا تعترف بالحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني.
وكانت الحملة المذكورة قد جاءت على خلفية المواقف المعروفة للدكتور القرضاوي من نصرة القضايا الإسلامية في المشرق دعم المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الصهيوني، وبهدف زعزعة الرمزية التي يمتع بها أوساط المسلمين في العالم بما في ذلك أوساط المسلمين البريطانيين. كما كانت رد فعل من قبل جهات متصهينة على الحملة التي نظمتها قبل سنة ونصف رابطة مسلمي بريطانيا ضد شاؤول موفاز رئيس أركان الجيش الإسرائيلي في ذلك الوقت الذي كان في زيارة إلى بريطانيا وطالبت الرابطة حينذاك باعتقاله كمجرم حرب، مما اضطره إلى قطع زيارته والعودة إلى تل أبيب بناء على توصية من السفارة الإسرائيلية.
وها هو ذا الأمراني يطعن في الولاء الوطني لحركة التوحيد والإصلاح بدليل أنها ضبطت متلبسة بالمشاركة في المؤتمر المذكور من خلال الدكتور أحمد الريسوني. فالحركة حسب زعم الأمراني امتداد لتنظيم عالمي يقدم مصالح المسلمين في البوسنة وبلاد الأفغان والشيشان وبلاد تركيا.. على مصالح الوطن... وولاؤه لهذا التنظيم أكبر وأوثق وأعمق من ولائه للوطن (ثم يأتي الهامش المذكور كتدليل على ذلك أي مشاركة الدكتور أحمد الريسوني في المؤتمر) مع ملاحظة أن الكاتب أحس بالحرج فلم يذكر في مجال الاهتمام بقضايا المسلمين قضية فلسطين إلى جانب الشيشان والأفغان والبوسنة والهرسك!! فتأمل أيها القارئ).
الملاحظة الثانية:
إن المؤتمر المذكور لم يكن مؤتمر حركات وإنما كان مؤتمر علماء للمسلمين، والريسوني أو القرضاوي لم يشاركا فيه باعتبارهما ممثلين لحركتين وإنما باعتبار مكانتهما وشخصيتهما العلمية، وقد شارك من المغرب وغيره من البلاد الإسلامية شخصيات علمية لا تنتمي إلى تنظيمات، كما أن المؤتمر ولجنته التنفيذية ضم عدة شخصيات علمية مستقلة شعبية ورسمية، وسنية وشيعية، وهذا يكشف جانبا من جوانب الكذب والتهريج والمغالطة التي برع واختص فيهما الأمراني كما يكشف وقوف هذا الرجل ضد أي مبادرة لتوحيد جهود المسلمين.
وبدل أن يرحب المعني بالأمر بهذه المبادرة الرمزية في تجميع صفوف المسلمين من خلال تجميع علمائهم علما أن المؤتمر لم يضع نفسه بديلا للمنظمات الإسلامية الرسمية القائمة ولا في تعارض معها فإنه سيرا على نهجه قد استهدفه بسهام التشكيك، كما استهدفت جريدته المعلومة علماء المغرب في الداخل.
الملاحظة الثالثة:
إن الولاء للوطن لم يكن في يوم من الأيام متناقضا مع نصرة قضايا الأمة في البوسنة وأفغانستان أو العراق أو الشيشان. ولو كان ذلك صحيحا لكان انتماء المغرب لمنظمة المؤتمر الإسلامي أو للجامعة العربية أو رئاسته للجنة القدس والتقاء شخصيات وطنية وعلمية وفكرية وثقافية وسياسية مغربية من كل الأطياف في عدة مؤتمرات إقليمية أو دولية ولاء أعمق وأكبر لتلك المؤسسات أو المؤتمرات أو اللجان من الولاء للوطن.
وهذا منطق مقلوب وتفكير مردود لا يصدر إلا ممن كان مستعدا للتحالف مع الشيطان ضد أبناء وطنه لا لشيء إلا لأنهم يختلفون معه في المنطلقات الفكرية والسياسية أو إلا ممن وضع رجله في الضفة الأخرى بوعي أو بغير وعي، إنه المنطق الذي تقوم عليه ثقافة الاستئصال والوشاية ضد المخالفين والميل المرضي إلى تخوين الآخرين وشيطنتهم. أليس الأمراني هو القائل في حوار مع موقع إيلاف: إذا خيرتني أن أكون وزيرا في حكومة بها وزراء أصوليون وبين أن أكون ماسح أحذية في إسرائيل أفضل أن أكون ماسح أحذية في إسرائيل لأنه يمكنني بعد الانتهاء من عملي أن أمارس حريتي... ويضيف: في تل أبيب لن أمنع من أن أخرج إلى السينما أو إلى المسرح أو الاستماع إلى أغاني أم كلثوم وعبد الحليم والموسيقى التي أحب، فأخطر ما يتهدد الشعب المغربي هو وصول الأصوليين إلى الحكومة.
لاعجب إذن أن يتهجم الأمراني على الدكتور الريسوني بصفته عالما شارك في مؤتمر علمي عالمي أثار حنق جهات متصهينة في بريطانيا.. لاعجب إذن أن يعتبر نصرة قضايا الأمة الإسلامية خيانة وطنية . لا غرابة أن يعتبر أن استئصال الحركة الإسلامية ومحاربة الثقافة الإسلامية على الطريقة التونسية (تجفيف المنابع) أولى من التعاون مع أبناء وطنه لمجرد أن خالفوه الاختيار الفكري والإيديولوجي والسياسي.. إنها الأخلاقيات على الطريقة الاستئصالية.. أنها أخلاقيات ماسحي أحذية إسرائيل.
1 مع الاعتذار لبعض الصحفيين الشرفاء داخل الجريدة ممن ليسوا راضين على خطها العام


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.