رفع ستة وعشرون إماما ومرشدة من فاس رسالة إلى الملك محمد السادس يلتمسون فيها إنصافهم ورفع الحيف والظلم عنهم، وبحسب الرسالة التي تتوفر «التجديد» على نسخة منها، فإن الأئمة المرشدون والمرشدات توصلوا بإنذار فيه تهديد بالطرد من العمل وذلك بعدما رفع المندوب الجهوي للشؤون الإسلامية بجهة فاس بولمان، للمصالح المركزية لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالرباط رسالة اتهمم فيها بالتغيب عن العمل. وكان المرشدون والمرشدات ال 26 قد راسلوا رئيس الحكومة ووزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية والوزارة المنتدبة لدى رئيس الحكومة المكلفة بالوظيفة العمومية وتحديث الإدارة يلتمسون التدخل لإنصافهم ورفع الظلم عنهم، وسحب الإنذارات من ملفاتهم الإدارية. وأكدوا في مراسلاتهم أنهم مستعدون للإدلاء بكل ما يمكن من تبرير عدم غيابهم عن العمل خلال الفترة المذكورة في الإنذارات الموجهة إليهم. وكانت مديرية الدراسات والشؤون العامة في وزارة الأوقاف قد وجهت إنذارات إلى 26 من الأئمة والمرشدات التابعين للمندوبية الجهوية لجهة فاس بولمان، آخذتهم فيها على التغيب عن العمل دون عذر مقبول أو إذن مكتوب، وذلك استنادا إلى رسالة بالاستفسارات التي وردت على مصالح الوزارة من طرف المندوب الجهوي للشؤون الإسلامية بجهة فاس بولمان والتي وجهها إليهم يتهمهم فيها بالغياب عن العمل.وبحسب رسالة توضيحية للأئمة والمرشدات المذكورين تتوفر «التجديد» على نسخة منها، فإن هذه الواقعة تعود تفاصيلها إلى أبريل الماضي عندما توصلوا من المندوب الجهوي للشؤون الإسلامية بفاس برسالة تذكير لكل واحد منهم يطلب فيها منهم الحضور في أيام العمل الإداري إلى مقر المندوبية ابتداء من الساعة 08.30 صباحا بقصد التوقيع على ورقة الحضور الخاصة بجميع الموظفين التابعين لها، متعللا في ذلك بمنشور رئيس الحكومة رقم 26/2012، لكن هذا الإجراء الإداري لم يستسغه المرشدون والمرشدات نظرا لكونه خاصا بالموظفين الذين يتوفرون على مكاتب إدارية فيما عمل هذه الفئة هو خارج الإدارة، فما كان من المندوب إلا أن وجه استفسارات إليهم يطلب فيها تبرير الغياب، فأوضح المرشدون والمرشدات في أجوبتهم على الاستفسارات «أنهم لم يتغيبوا خلال الفترة المذكورة وإنما لم يوقعوا في ورقة الحضور اليومي بمقر المندوبية كما طلب منهم المندوب، وذلك لأنهم ملزمون بتنفيذ البرنامج العلمي الذي يعدونه مع المجلس العلمي المحلي ويلتزمون بتنفيذه داخل أماكن عملهم، خاصة وأن مذكرة الوزارة عدد 64 بتاريخ 22 مارس 2012، تؤكد على عدم تكليف الأئمة المؤطرين والمرشدات بأية مهمة إدارية كيفما كانت، وأن تتولى المجالس العلمية المحلية الإشراف على مضمون تدخلات الأئمة المؤطرين والمرشدات في الميدان العلمي والتأطيري»، لكن -تضيف الرسالة- وبعد نقاش مع المندوب وبتدخل ووساطة من رئيس مصلحة الشؤون الدينية بالمندوبية بدأوا في التوقيع على ورقة الحضور بمقر المندوبية كل يوم ابتداء من الأسبوع الأول من شهر يونيو، وبالمقابل أكد المندوب أن الاستفسارات السابقة ألغيت إلا أنهم «فوجئوا في هذه الأيام الأخيرة بالمندوب يسلمهم الإنذارات الجماعية التي وجهت إليهم من طرف الوزارة».