برقية تعزية ومواساة من الملك محمد السادس إلى أفراد أسرة المرحوم الفنان محمد الشوبي    أخنوش يطلق من الداخلة "مسار الإنجازات": أنجزنا في 4 سنوات ما عجزت عنه حكومات متعاقبة    الوافي: بنكيران لا يواكب المرحلة    توقيف شخص وحجز 4 أطنان و328 كلغ من مخدر الشيرا بأكادير    توقعات أحوال الطقس اليوم السبت    مجموعة أكديطال تعلن عن نجاح أول جراحة عن بُعد (تيليجراحة) في المغرب بين اثنين من مؤسساتها في الدار البيضاء والعيون    وصول 17 مهاجراً إلى إسبانيا على متن "فانتوم" انطلق من سواحل الحسيمة    العد التنازلي بدأ .. سعد لمجرد في مواجهة مصيره مجددا أمام القضاء الفرنسي    الملك: الراحل الشوبي ممثل مقتدر    الدرهم يرتفع بنسبة 0,18 في المائة مقابل الأورو    كلية العلوم والتقنيات بالحسيمة تحتضن أول مؤتمر دولي حول الطاقات المتجددة والبيئة    مؤسسات فلسطينية في اليوم العالمي لحرية الصحافة: نشهد أكثر مرحلة دموية بتاريخ الصحافة    الإمارات وعبث النظام الجزائري: من يصنع القرار ومن يختبئ خلف الشعارات؟    تير شتيغن يعود لحراسة مرمى برشلونة بعد غياب 7 أشهر بسبب الإصابة    دار الطالب بأولاد حمدان تحتضن بطولة مؤسسات الرعاية الاجتماعية    الإقبال على ماراثون "لندن 2026" يعد بمنافسة مليونية    العصبة تفرج عن برنامج الجولة ما قبل الأخيرة من البطولة الاحترافبة وسط صراع محتدم على البقاء    الملك محمد السادس يبارك عيد بولندا    الأزمي: لم تحترم إرادة الشعب في 2021 وحكومة أخنوش تدعم الكبار وتحتقر "الصغار"    إسرائيل تعيد رسم خطوط الاشتباك في سوريا .. ومخاوف من تصعيد مقصود    تونس: محكمة الإرهاب تصدر حكما بالسجن 34 سنة بحق رئيس الحكومة الأسبق علي العريض    كازاخستان تستأنف تصدير القمح إلى المغرب لأول مرة منذ عام 2008    بيزيد يسائل كاتبة الدولة المكلفة بالصيد البحري حول وضعية مهني قوارب الصيد التقليدي بالجديدة    يونس مجاهد يكتب: حرية الصحافة المزعومة    الداخلة-وادي الذهب: البواري يتفقد مدى تقدم مشاريع كبرى للتنمية الفلاحية والبحرية    منحة مالية للاعبي الجيش الملكي مقابل الفوز على الوداد    أصيلة تسعى إلى الانضمام لشبكة المدن المبدعة لليونسكو    الكوكب يسعى لوقف نزيف النقاط أمام "الكاك"    اللحوم المستوردة في المغرب : هل تنجح المنافسة الأجنبية في خفض الأسعار؟    المغرب يطلق مشروعا كبيرا مع الولايات المتحدة لتصنيع مقاتلات F-16    استقدمها من علبة ليلية بأكادير.. توقيف شخص اعتدى على فتاة جنسيا باستعمال الضرب والجرح بسكين    "كان" الشباب: المنتخب المغربي ينهي تحضيراته استعدادا لمواجهة نيجيريا وسط شكوك حول مشاركة الزبيري وأيت بودلال    "هِمَمْ": أداء الحكومة لرواتب الصحفيين العاملين في المؤسسات الخاصة أدى إلى تدجينها    غوارديولا: سآخذ قسطًا من الراحة بعد نهاية عقدي مع مانشستر سيتي    كيوسك السبت | الحكومة تكشف بالأرقام تفاصيل دعم صغار الفلاحين و"الكسابة"    ألمانيا تهتز على وقع حادث دموي في شتوتغارت.. سيارة تدهس حشداً وتصيب 8 أشخاص    كبرى المرافئ الأميركية تعاني من حرب ترامب التجارية    الموت يغيّب المنتج المصري وليد مصطفى    زيارة صاحبة السمو الملكي الأميرة للا أسماء لجامعة غالوديت تعزز "العلاقات الممتازة" بين الولايات المتحدة والمغرب (الميداوي)    قصف منزل يخلف 11 قتيلا في غزة    توقيع اتفاقية إطار بشأن الشراكة والتعاون من أجل تطوير الحكومة الإلكترونية وتعميم استخدام ميزات الهوية الرقمية    حين تصبح الحياة لغزاً والموت خلاصاً… "ياقوت" تكشف أسراراً دفينة فيلم جديد للمخرج المصطفى بنوقاص    أشغال تجهيز وتهيئة محطة تحلية مياه البحر بالداخلة تبلغ نسبة 60 بالمائة    الفنان محمد الشوبي في ذمة الله    الصحة العالمية تحذر من تراجع التمويل الصحي عالميا    "إغلاق أخضر" في بورصة البيضاء    دراسة: هذه الأطعمة تزيد خطر الوفاة المبكرة    دراسة: مادة كيمياوية تُستخدم في صناعة البلاستيك قتلت 365 ألف شخص حول العالم    "موازين" يعلن جديد الدورة العشرين    خُوسّيه سَارَامَاغُو.. من عاملٍ فى مصنعٍ للأقفال إلى جائزة نوبل    وفاة الممثل المغربي محمد الشوبي    القهوة تساعد كبار السن في الحفاظ على قوة عضلاتهم (دراسة)    حقن العين بجزيئات الذهب النانوية قد ينقذ الملايين من فقدان البصر    التدين المزيف: حين يتحول الإيمان إلى سلعة    مصل يقتل ب40 طعنة على يد آخر قبيل صلاة الجمعة بفرنسا    كردية أشجع من دول عربية 3من3    وداعًا الأستاذ محمد الأشرافي إلى الأبد    قصة الخطاب القرآني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بين البوب ستار والفيديو كليب، صرعة تعبد غريبة ومسلية
نشر في التجديد يوم 02 - 06 - 2004

كغيرها من باقي الشخصيات البارزة بمقاطعة سويسرا الناطقة بالألمانية، تحرص كارمن فنك الفائزة في مسابقة "ميوزيك ستار" على الالتزام بتعاليم المسيح عليه السلام. فقد طغت على الجيل الجديد موجة جديدة من العبادة والخشوع وسط انفعالات قوية لكن ملتزمة.
ومنذ شهر دجنبر المنصرم، تحول غرب زيوريخ، حيث حي النوادي والحانات والأجواء الصاخبة، إلى مكان أقيمت عليه كنيسة إنجيلية تحمل إسم المجمع المسيحي الدولي. وقد تخلصت هذه الأخيرة من جميع شوائب الكنيسة التقليدية، وبدت أكثر حيوية ونشاط وأكثر فاعلية في دراسة الدين. وتمارس طقوس العبادة في " ساحة الاحتفالات" الشاسعة مساء يوم الأحد، تحت أنغام الموسيقى وعروض الفيديو. ومن مكان إقامته في الحي العصري لزيوريخ، استطاع المجمع المسيحي الدولي استقطاب الآلاف من المؤمنين الذين يتوافدون إليه عند كل نهاية أسبوع، حيث يحتشدون في تجمعات كبيرة تحت أنغام الموسيقى وترانيم الصلاة.
وفي يوم الأحد 4 أبريل، على الساعة السابعة مساء، ساعة أداء طقوس العبادة، كانت ساحة الاحتفالات مملوءة عن آخرها بالمئات من "المؤمنين"، معظمهم من الشباب. وفي ذلك اليوم، تابع الحشد الجزء الثاني من سلسلة في أربعة أسابيع خصصت لآلام المسيح تحت عنوان: "يسوع وعلاقته بيهوذا "
وتنطلق طقوس GenX المسلية والموجهة للشباب المسيحي. وعلى الموقع الإلكتروني للمجمع المسيحي الدولي، تبدو الأمور جد واضحة، حيث نجد: " ولى زمن الكنيسة ذات الطقوس المملة و المواعظ الحمقاء، فأثناء أداء الشباب لطقوس GenX ، سيتسنى لهم الاستمتاع بأنغام موسيقية ساحرة، أو الرقص أو الاسترخاء. مسرحيات مسلية، أغاني فيديو كليب و حوارات تنشط طقوس العبادة. هنا يتلقى الحاضرون أحسن موعظة في العالم بلغة حية. فالمواعظ " حماسية"، مليئة بالفكاهة، تتحدث عن الواقع اليومي وقريبة من نبض الشارع".
على الخشبة إذا، تنهي مجموعة بوب ناجحة إحدى روائعها الموسيقية. وعلى ثلاثة شاشات عملاقة، تعرض مقاطع من الفيلم الأخير لميل غيبسون، حيث يظهر المسيح كاسف البال لعلمه بما سيحل به- وخلفه الضباب الكثيف للقدس كما صورها خبراء المؤثرات البصرية ، وأمامه يهوذا الحقير الذي يقبله.
ثم يظهر القس ليو بيجر الذي يخاطب الحضور قائلا: " في أيامنا هذه، يستعمل إسم يهوذا بصورة كبيرة للإشارة إلى كل شخص خائن. هل هناك في الحقيقة شيء أكثر سفالة من خيانة أقرب صديق لك؟ " وبعد تقديم المسؤول عن القسم الديني، السيد مايكل سيبر- والذي تحلم به كل الحسناوات بحكم ابتسامته الجميلة وشبابه اليافع ونضارة خُلقه"، يستأنف القس ليو بيجر الحديث قائلا: "وبعد أن استيقظ ضميره، توجه يهوذا لدى القساوسة محتجا على تغريرهم به لخيانة يسوع، وكان خليقا به أن يقصد يسوع ليطلب منه الصفح. بعد ذلك، انتحر... ما رأيكم في هذا؟ لماذا أقدم يهوذا على خيانة يسوع؟ "
يعتبر ليو بيجر مؤسس المجمع المسيحي الدولي، وهي كنيسة إنجيلية أنشأت في زيوريخ عام 1996 و لها فروع بسويسرا ( برن، لوسرن، لوزان) وبألمانيا ( بون، هامبرغ، وخاصة نرمبرغ). ويرفع المجمع المسيحي شعارا بسيطا: " الكنيسة تحقق الفرق". ويسير هذه الكنيسة النشطة مجموعة ذات قدرة مالية هامة يملكها ليو بيجر وزوجته سوزانا وأخوه برينو. وتعهد إدارة التواصل والميزانية ومعالجة المشاكل القانونية إلى دانيال لندر، الحاصل على دكتوراه في الحقوق.
من أين يحصل المجمع المسيحي الدولي على موارده المالية؟ كيف حصل على الملايين التي شيد بها ساحة الاحتفالات؟ يجيب عن هذا السؤال دانييل لندر: " تتكون ميزانية الكنيسة من مداخيل بيع الأقراص المنضغطة وكتاب الإنجيل والمنشورات وبعض المؤلفات التي تحمل نصائح موجهة لكل شريكين مقبلين على الحياة الزوجية (شرط ألا يكونا قد مارسا الجنس سابقا) . وإضافة إلى هذه المداخيل، يتلقى المجمع بعض التبرعات البسيطة التي تمنح أثناء طقوس العبادة، وخاصة بعض الهبات من المتعاطفين والمؤمنين.
وتقدر الكنيسة عدد المؤمنين الذين يواظبون على طقوسها ب3000 مؤمنا، وفي هذا السياق، يوضح دانيال لندر: من الصعب ضبط عدد المؤمنين الذين نستقبل. هناك من يداوم على الحضور ،وهناك من يحضر مرة واحدة، ربما يعود مرة أخرى، لكن بإرادته وإيمانه. فنحن لا نحمل أي نوايا تبشيرية. مهمتنا الأساسية هي السهر على تسيير كنيسة تلائم متطلبات الشباب دون استعمال عقيدة رجعية أو خطاب متجاوز. المهم هو ذلك الإحساس المفعم بالإيمان وليس وضعية الركبتين أثناء الصلاة أو ارتداء القس لجبة أو تي شورت".
وفي الفضاء المحادي للقاعة، تقوم بعض النفوس الخيرة بإعداد المشروبات ورقائق البطاطس، والتي تقدم أثناء المناقشات التي تلي نهاية العبادة. وهناك، في الوقت الذي يواصل بعض المتفرجين في "الساحة الكبرى" الابتهال إلى الله وهم يستمعون إلى النوتات الأخيرة لأغنية تقية وموزونة، يطلع البعض الآخر في "الأريكة" على مجلة خاصة ببرنامج "سلسلة آلام المسيح". وهو برنامج يسلط الأضواء على حياة المسيح و"أبعادها في حياتنا المعاصرة". وتقترح زاوية "إذهب إلى ما هو أعمق" على المهتمين التساؤل حول حياتهم الخاصة: "هل سبق لك أن قمت بشيء لا يمكن أن تغفره لنفسك أبدا؟ " ثلاثة أسطر فارغة للإجابة. وفي مقطع بعيد شيئا ما، تجد عبارة: "اطلب من الرب في صلاة قصيرة أن يطهرك من الرذيلة حتى تستقيم أمورك في الدنيا والآخرة"
**************************
"التيار البروتستانتي باختلافاته الكبيرة، هو أشبه ما يكون بركام خليط"
بتريسيا بريل
خلافا للبروتستانتية التقليدية التي تبدو في تراجع مستمر حسب بعض علماء الاجتماع، فالبروتستانتية الإنجيلية نشطة و في تقدم مستمر. وفي سويسرا، يضم التيار البروتستانتي حوالي 1500 طائفة تتناسب مع 30 كنيسة مختلفة وحوالي 3 % من ساكنة سويسرا بأسرها. وعلى سبيل المقارنة، تضم الكنيسة الكاثوليكية حوالي 1600 خورنية (قرية يخدمها كاهن)، والكنائس البروتستانتية تضم 1100 خورنية. وللتعرف عن قرب على الكنائس الإنجيلية بسويسرا، أجرت مجلة لوطن حوارا مع أوليفييه فافر، دكتور في العلوم الاجتماعية بجامعة لوزان.
- لوطن: كيف تصنفون التيارات الإنجيلية؟
- أوليفييه فافر: أولا ينبغي أن نميز بين ثلاثة تيارات رئيسية: تيار المحافظين، وتيار الإنجيليين الكلاسيكيين أو المعتدلين وتيار الإحيائيين.
ويركز المحافظون بالأساس على الجانب الأخلاقي. لهم سلوك مرتاب حيال العالم الخارجي، ولا يتعاونون عن خاطر مع الكنائس الأخرى. اندماجهم الاجتماعي والسياسي ضعيف، وتجدهم بالمناطق القروية. ويأخذون بالتفسير الحرفي للتوراة. و نذكر من بينهم الجمعية المهنية لسفر التكوين، التي حلت مؤخرا بمقاطعة سويسرا الألمانية و هي جمعية تروم إعادة تأهيل التكوين الديني في المدارس. ويمثل المحافظون حوالي 10% من الطوائف الإنجيلية.
بالنسبة للكلاسيكيين أو المعتدلين، فانماجهم الاجتماعي جيد ، ويتعاونون عن خاطر مع الكنائس البروتستانتية وينغمسون أكثر فأكثر في الحقل السياسي. ونجد ضمن هذه الفئة الكنائس الحرة لجنيف ونيوشاتل، والمجالس الإنجيلية لسويسرا الروماندية. ويمثل الكلاسيكيون المعتدلون حوالي 50% من الكنائس الإنجيلية.
أما الإحيائيون الذين يشكلون ثلث الكنائس الإنجيلية، فهم يندمجون في الحياة السوسيوسياسية بشكل قوي، يهتمون بالانفعال، لكن ليس بالضرورة على حساب باقي مظاهر الإيمان كالصلاة وقراءة التوراة. ولنلاحظ هنا أن الطائفة الإحيائية التي نجدها بسويسرا ليست هي الموجودة بأمريكا اللاتينية والتي لها قوة كبيرة، و تتكيف بسهولة مع النسق الثقافي الذي تنبثق منه. كما أن 50% من معتنقي الإحيائية لم تكن لديهم أية ممارسة دينية معينة من قبل. ونجد ضمن هذا التيار الكاثوليك والبروتستانت التقليديين.
- يمكن القول أن الإحيائية هي التيار الإنجيلي الوحيد الذي يتطور.
- نعم. الطوائف الأخرى تشهد حاليا فترة استقرار. إنها تمر بتحولات عميقة ومنفتحة بشكل أكبر على الحداثة. لقد عرفت الإحيائية تطورا هاما خلال الخمسين سنة الأخيرة، وهي تتطور أيضا بسويسرا، لكن ليس بشكل مذهل. من جهة أخرى، المسافة بين الإحيائية والكنائس الإنجيلية الكلاسيكية تتضاءل أكثر فأكثر، حيث تبنت هذه الأخيرة لاهوتية إحيائية.
- تتحدثون عن اندماج سياسي أقوى. لأي أحزاب يصوت البروتستانت؟
- يصوتون بصفة خاصة للحزبين الذين تتوفر عليهما سويسرا: الاتحاد الديمقراطي الفيدرالي والحزب البروتستانتي السويسري. ويظهر التحقيق أن البروتستانت المحافظين يفضلون إعطاء أصواتهم للحزب الأول. 40% من الإحيائيين أظهروا تفضيلهم لحزب عن الآخر. إلا أن البروتستانت لا يصوتون وفق منطق يمين- يسار. بالتالي، نلاحظ وجود تفضيل كبير لدى البروتستانت السويسريين لليمين، كما هو الشأن في الولايات المتحدة الأمريكية.
- ما هي الخصائص الأخرى المستنتجة من خلال التحقيق؟
- لاحظنا أن البروتستانت يتزوجون في سن أصغر من عموم الساكنة وينجبون أكثر. نسبة المواليد عندهم هي 1,9% مقابل 1,4% . وعديدة هي نساؤهم اللواتي يلزمن البيت. يتمتع البروتستانت عموما بمستوى تكوين أعلى من مستوى عامة الشعب. متوسط أعمار العينة التي اشتغلنا عليها والتي تبلغ 1100 شخص تناسب متوسط أعمار الشعب السويسري. وهذا يعني أن البروتستانت ليسوا جماعة تتهدها الشيخوخة، ولا وسطا يطغى عليه جيل الشباب. وأخيرا، فالاندماج الديني للشباب عندهم جيد، إذ ينتمي 75% من الأطفال إلى الطوائف البروتستانتية.
******************************
أربع تيارات يقظة منذ الإصلاح الديني
باتريسيا بريل
ظهرت الطوائف البروتستانتية بسويسرا في القرن السادس عشر. ومنذ ذلك الوقت، لم تتوقف عن التطور، مع بقائها كأقليات. وتعتبر سويسرا من بين أهم مراتع التيار البروتستانتي. حيث ظهرت في زيوريخ سنة 1520 بوادر إصلاح ديني جدري تمثلت في مطالبة جماعة يقودها كونراد غريبل معتنق مذهب الأنسية ، بتطبيق سريع للفكر الإصلاحي و بفصل الكنيسة عن الدولة بغية الحصول على كنيسة حرة بمعنى الكلمة وحقيقية، ومشكلة من مسيحيين يشهرون عقيدتهم وينفردون بالحق في التعميد. ورغم المتابعات التي يتعرض لها هذا التيار، فإنه يجد عدة أتباع بكل من ألمانيا والنمسا وهولندا. كما ظهرت في القرن السابع عشر، طوائف أخرى في إنجلترا وألمانيا.
ويطمح التيار البروتستانتي في العودة إلى نموذج كنيسة تتناسب مع العهد الجديد، وهو يؤاخذ لوثر وزوينغلي لخيانتهم الإصلاح الديني من خلال إنشاء كنيسة قسطنطينية جديدة ترتكز على السلطة المدنية. كما ينادي بالالتزام الديني لكل شخص. لكن هذه الكنائس الجديدة ستتعرض للنفي والمتابعة من طرف السلطات. وسيطرد القائلون بإعادة التعميد من زيوريخ وبرن.
وهناك الحركة التقوية، التي ظهرت بسويسرا مع بداية القرن الثامن عشر، وهي تمثل جذرا آخر مهما للبروتستانتية. وتسعى هذه الحركة إلى تحقيق هدف مماثل لهدف المدافعين عن إعادة التعميد: العودة إلى التوراة وقضاء حياة تقية في ظل تعاليم الإنجيل. لكن خلافا لأولئك، تتطلع الحركة التقوية إلى إصلاح الكنيسة الرسمية، وتركز على التقوى والانفعالات الدينية الشخصية. وببرن، انضم عدة قساوسة لهذه الحركة وتم طردهم. وهكذا ستتطور الحركة التقوية إلى جانب الكنيسة البروتستانتية وستعرف فترة طويلة من الاضطهاد. وقد شكلت إلى جانب الطهرية الأنجلو ساكسونية، الحدث الديني الأهم منذ الإصلاح الديني.
كما ظهرت في أوائل القرن التاسع عشر موجة جديدة من التجديد البروتستانتي سميت اليقظة، وانتشرت على الخصوص ببرن وجنيف. وقد ساهمت اليقظة في خلق عدد كبير من الجمعيات التعاونية. وتستقبل الطوائف المنبثقة من هذه التيار أناسا من مختلف المشارب الاجتماعية وتساهم في إلغاء الحواجز بين الطبقات الاجتماعية. وإذا كان تيار اليقظة لم يستطع التطور في ظل البروتستانتية الرسمية، فقد كان السبب في ظهور العديد من الكنائس الحرة.
ويعتبر بعض علماء الاجتماع والمؤرخين الإحيائية التي ظهرت في بداية القرن العشرين بالولايات المتحدة والبرازيل وإفريقيا كموجة جديدة للتجديد البروتستانتي. وتركز هذه الديانة الانفعالية على ضرورة هدي النفس والرجوع إلى التوراة. كما تهتم أكثر بالأورتوبراكسي ( ملائمة التصرف مع بعض التعاليم) منه بالأرثوذكسية.
*******************
مشاهير مقاطعة سويسرا الناطقة بالألمانية يصغون لتعاليم المسيح
تريستان سرف
إنهم على قدر وافر من الجمال، ناجحون في حياتهم، يثيرون الشهوة الجنسية لكن لا يؤمنون بالجنس خارج العلاقة الشرعية. منهم ملكات وملوك جمال ومغنيي البوب ورياضيين، قاسمهم المشترك هو الاعتزاز بإشهار عقيدتهم. هم رواد صرعة البوب ستار المتعصبة التي أطلقتها بريتني سبيرز ، واستقر بها المقام في سويسرا. و نستعرض فيما يلي بعض الحالات:
بالنسبة لكارمن فنك البالغة من العمر 25 سنة، والفائزة في مسابقة "ميوزيك ستار"، فتصرح بأنها لم تقم أية علاقة جنسية على الإطلاق. وتضيف:"الرب هو الأهم في هذه الدنيا". وقبل أن تتحول كارمن إلى معشوقة فتيات مقاطعة سويسرا الناطقة بالألمانية، فقد عملت في راديو إنجيلي ببوسش، على حدود ليشتنستين. وتردف قائلة:"الرب هو رفيقي، وهو يحبني بشكل مطلق".
أما ماريو إستريور والتي ستمثل سويسرا في أوروفيزيون، فتدافع عن تركيبة تقليدية للأسرة: "المرأة بالبيت، والرب في القلب".
فيما يخص دانييلا التي لم تتمكن من الوصول إلى الإقصائيات، فعبرت عن استغرابها أمام الصحافة قائلة: "على أية حال، الرب أهم بكثير من مسابقة كميوزيك ستار"
وتعتبر كل من دجينيت ماشي مير، مقدمة برنامج إباحي سابقا، و شوايز كلوديو مايندر ملك الجمال ، من الشخصيات الهامة التي تساند المجمع المسيحي الدولي. وهم أيضا يرفضون ربط أي علاقة جنسية قبل الزواج، ويعتبرون الشذوذ الجنسي خطيئة وأن نهاية الكون قريبة لا ريب فيها وأن من يعيش في الخطيئة فهو ضائع.
أما كسافييه نايدو والذي بيعت أكثر من مليون نسخة من شريطه الأخير "ليس من هذا العالم" حيث يردد أكثر من مرة علاقته بالرب، فيقول: "أحيانا، أشبك يدي على صدري، أسقط أرضا وأصلي للرب بأعلى صوتي"
أما مارك ويميه، لاعب بفريق زيوريخ للهوكي، فينتمي للتيار القائل بأن" الحب الحقيقي هو الذي يستطيع الانتظار" وهو التيار الذي يناضل من أجل تعفف الشباب غير المتزوجين. ويقول مارك:" كل ما هو صالح يأتي من يدي الرب: القوة والحماية ضد الجراح"
تريستان سيرف
ترجمة: رشيد المتوكي
عن موقع مجلة لوطن


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.