بتعليمات سامية.. أخنوش يترأس الوفد المشارك في دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة    دي ‬ميستورا ‬بمخيمات ‬تندوف ‬بعد ‬مشاورات ‬بموسكو ‬    ‬المغرب ‬و ‬الصين ‬يرسيان ‬ببكين ‬آلية ‬الحوار ‬الاستراتيجي ‬و ‬يشيدان ‬بجودة ‬العلاقات ‬الثنائية    إدماج ‬الموارد ‬البحرية ‬في ‬دينامية ‬التنمية ‬الاقتصادية ‬الاجتماعية        ترحيب عربي باعتراف المملكة المتحدة وكندا وأستراليا والبرتغال بدولة فلسطين    المغرب ‬والهند.. ‬شراكة ‬استراتيجية ‬تتعزز ‬بالدفاع ‬والصناعة    بقدرة إنتاج تناهز 100 ألف وحدة سنويا.. المغرب والهند يفتتحان مصنعا لإنتاج المدرعات ببرشيد    كيوسك الإثنين | المغرب الخامس إفريقيا في التكنولوجيا الزراعية والغذائية    مصرع سيدتين وإصابة 18 آخرين في حادثة مميتة بشتوكة آيت باها    اكتشاف غير مسبوق: سمكة بالون سامة ترصد بسواحل الحسيمة    دراسة: مواد كيميائية في البلاستيك تهدد صحة الأطفال حتى بعد البلوغ    غوارديولا يشكو من الإرهاق البدني بعد التعادل أمام أرسنال    نهائي دوري (بوينوس إيريس) الدولي للفوتسال.. المنتخب المغربي ينهزم أمام نظيره الأرجنتيني (2-0)    أسعار الذهب تقترب من أعلى مستوى مع ترقب الأسواق لتوجهات مجلس الاحتياطي الفدرالي    كيم جونغ أون يشترط رفع مطلب نزع السلاح النووي لبدء الحوار مع الولايات المتحدة    كأس إفريقيا.. المغرب يفرض تأشيرة مؤقتة على مواطني ثماني دول بينها الجزائر وتونس        طقس الإثنين.. أجواء حارة نسبيا بعدد من الجهات    واشنطن تقلل من شأن اعتراف "حلفائها" بدولة فلسطين    ياوندي.. الخطوط الملكية المغربية تخلق جسورا لتنقل مواهب السينما الإفريقية (عدو)        مستخلص الكاكاو يقلل من خطر أمراض القلب عبر خفض الالتهابات    دراسة: الإفطار المتأخر قد يُقلل من متوسط العمر المتوقع    حريق مهول يأتي على مطعم شهير بالجديدة    رزمات حشيش ملقاة على الجانب الطريق السيار بتراب جماعة سيدي إسماعيل    الدفاع الجديدي يوضح حادثة القميص    غوتيريش: إفريقيا بحاجة إلى شراكات    "عمر المختار" تنضم لأسطول الصمود    هزة ارضية جديدة بسواحل إقليم الحسيمة    أخنوش يترأس الوفد المغربي في الدورة ال80 للجمعية العامة للأمم المتحدة    نقابيو "سامير": الإرادة السياسية المتماهية مع مصالح لوبيات المحروقات هي السبب في خسائر الشركة    الجدل حول الإرث في المغرب: بين مطالب المجتمع المدني بالمساواة وتمسك المؤسسة الدينية ب"الثوابت"    إنتاجات سينمائية عالمية تطرق أبواب القاعات المغربية في الموسم الجديد    "حين يزهر الخريف".. الكاتبة آسية بن الحسن تستعد لإصدار أول أعمالها الأدبية    تعادل مثير بين ا.تواركة وأ.الدشيرة    أخنوش.. هناك واقع يعاني منه المواطن في المستشفيات يجب أن يتحسن بتدخل الإدارة    توضيحات بخصوص اعتماد المغرب مسطرة طلب ترخيص إلكتروني للدخول إلى التراب الوطني خلال كأس إفريقيا    موهوب يسجل في مرمى "أورينبورغ"    الدوري الدولي لكرة القدم داخل القاعة بالأرجنتين..المنتخب المغربي يتفوق على نظيره للشيلي (5-3)    في بيان المؤتمر الإقليمي للاتحاد بالعيون .. المبادرة الأطلسية من شأنها أن تجعل من أقاليمنا الصحراوية صلة وصل اقتصادي وحضاري    الرجاء ينهي ارتباطه بالشابي وفادلو على بعد خطوة من قيادة الفريق        دور الفرانكفونية تجدد الثقة بالكراوي    المغرب يترقب وصول دفعة قياسية من الأبقار المستوردة الموجهة للذبح    خط أنبوب الغاز الإفريقي الأطلسي يجسد الرؤية الملكية الاستراتيجية من أجل إفريقيا أكثر اندماجا (أمينة بنخضرة)            بنخضرة: خط أنبوب الغاز الإفريقي الأطلسي يجسد رؤية الملك للاندماج الإفريقي    "اقطيب الخيزران" تدشن موسمها الفني بمسرح المنصور بالرباط    "الغد كان هنا" منجية شقرون تقيم معرضا شاعريا بين الذاكرة والضوء    دراسة.. النحافة المفرطة أخطر على الصحة من السمنة    انفصال مفاجئ لابنة نجاة عتابو بعد 24 ساعة من الزواج    الرسالة الملكية في المولد النبوي        الذكاء الاصطناعي وتحديات الخطاب الديني عنوان ندوة علمية لإحدى مدارس التعليم العتيق بدكالة    مدرسة الزنانبة للقرآن والتعليم العتيق بإقليم الجديدة تحتفي بالمولد النبوي بندوة علمية حول الذكاء الاصطناعي والخطاب الديني    الملك محمد السادس يدعو العلماء لإحياء ذكرى مرور 15 قرنًا على ميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بين البوب ستار والفيديو كليب، صرعة تعبد غريبة ومسلية
نشر في التجديد يوم 02 - 06 - 2004

كغيرها من باقي الشخصيات البارزة بمقاطعة سويسرا الناطقة بالألمانية، تحرص كارمن فنك الفائزة في مسابقة "ميوزيك ستار" على الالتزام بتعاليم المسيح عليه السلام. فقد طغت على الجيل الجديد موجة جديدة من العبادة والخشوع وسط انفعالات قوية لكن ملتزمة.
ومنذ شهر دجنبر المنصرم، تحول غرب زيوريخ، حيث حي النوادي والحانات والأجواء الصاخبة، إلى مكان أقيمت عليه كنيسة إنجيلية تحمل إسم المجمع المسيحي الدولي. وقد تخلصت هذه الأخيرة من جميع شوائب الكنيسة التقليدية، وبدت أكثر حيوية ونشاط وأكثر فاعلية في دراسة الدين. وتمارس طقوس العبادة في " ساحة الاحتفالات" الشاسعة مساء يوم الأحد، تحت أنغام الموسيقى وعروض الفيديو. ومن مكان إقامته في الحي العصري لزيوريخ، استطاع المجمع المسيحي الدولي استقطاب الآلاف من المؤمنين الذين يتوافدون إليه عند كل نهاية أسبوع، حيث يحتشدون في تجمعات كبيرة تحت أنغام الموسيقى وترانيم الصلاة.
وفي يوم الأحد 4 أبريل، على الساعة السابعة مساء، ساعة أداء طقوس العبادة، كانت ساحة الاحتفالات مملوءة عن آخرها بالمئات من "المؤمنين"، معظمهم من الشباب. وفي ذلك اليوم، تابع الحشد الجزء الثاني من سلسلة في أربعة أسابيع خصصت لآلام المسيح تحت عنوان: "يسوع وعلاقته بيهوذا "
وتنطلق طقوس GenX المسلية والموجهة للشباب المسيحي. وعلى الموقع الإلكتروني للمجمع المسيحي الدولي، تبدو الأمور جد واضحة، حيث نجد: " ولى زمن الكنيسة ذات الطقوس المملة و المواعظ الحمقاء، فأثناء أداء الشباب لطقوس GenX ، سيتسنى لهم الاستمتاع بأنغام موسيقية ساحرة، أو الرقص أو الاسترخاء. مسرحيات مسلية، أغاني فيديو كليب و حوارات تنشط طقوس العبادة. هنا يتلقى الحاضرون أحسن موعظة في العالم بلغة حية. فالمواعظ " حماسية"، مليئة بالفكاهة، تتحدث عن الواقع اليومي وقريبة من نبض الشارع".
على الخشبة إذا، تنهي مجموعة بوب ناجحة إحدى روائعها الموسيقية. وعلى ثلاثة شاشات عملاقة، تعرض مقاطع من الفيلم الأخير لميل غيبسون، حيث يظهر المسيح كاسف البال لعلمه بما سيحل به- وخلفه الضباب الكثيف للقدس كما صورها خبراء المؤثرات البصرية ، وأمامه يهوذا الحقير الذي يقبله.
ثم يظهر القس ليو بيجر الذي يخاطب الحضور قائلا: " في أيامنا هذه، يستعمل إسم يهوذا بصورة كبيرة للإشارة إلى كل شخص خائن. هل هناك في الحقيقة شيء أكثر سفالة من خيانة أقرب صديق لك؟ " وبعد تقديم المسؤول عن القسم الديني، السيد مايكل سيبر- والذي تحلم به كل الحسناوات بحكم ابتسامته الجميلة وشبابه اليافع ونضارة خُلقه"، يستأنف القس ليو بيجر الحديث قائلا: "وبعد أن استيقظ ضميره، توجه يهوذا لدى القساوسة محتجا على تغريرهم به لخيانة يسوع، وكان خليقا به أن يقصد يسوع ليطلب منه الصفح. بعد ذلك، انتحر... ما رأيكم في هذا؟ لماذا أقدم يهوذا على خيانة يسوع؟ "
يعتبر ليو بيجر مؤسس المجمع المسيحي الدولي، وهي كنيسة إنجيلية أنشأت في زيوريخ عام 1996 و لها فروع بسويسرا ( برن، لوسرن، لوزان) وبألمانيا ( بون، هامبرغ، وخاصة نرمبرغ). ويرفع المجمع المسيحي شعارا بسيطا: " الكنيسة تحقق الفرق". ويسير هذه الكنيسة النشطة مجموعة ذات قدرة مالية هامة يملكها ليو بيجر وزوجته سوزانا وأخوه برينو. وتعهد إدارة التواصل والميزانية ومعالجة المشاكل القانونية إلى دانيال لندر، الحاصل على دكتوراه في الحقوق.
من أين يحصل المجمع المسيحي الدولي على موارده المالية؟ كيف حصل على الملايين التي شيد بها ساحة الاحتفالات؟ يجيب عن هذا السؤال دانييل لندر: " تتكون ميزانية الكنيسة من مداخيل بيع الأقراص المنضغطة وكتاب الإنجيل والمنشورات وبعض المؤلفات التي تحمل نصائح موجهة لكل شريكين مقبلين على الحياة الزوجية (شرط ألا يكونا قد مارسا الجنس سابقا) . وإضافة إلى هذه المداخيل، يتلقى المجمع بعض التبرعات البسيطة التي تمنح أثناء طقوس العبادة، وخاصة بعض الهبات من المتعاطفين والمؤمنين.
وتقدر الكنيسة عدد المؤمنين الذين يواظبون على طقوسها ب3000 مؤمنا، وفي هذا السياق، يوضح دانيال لندر: من الصعب ضبط عدد المؤمنين الذين نستقبل. هناك من يداوم على الحضور ،وهناك من يحضر مرة واحدة، ربما يعود مرة أخرى، لكن بإرادته وإيمانه. فنحن لا نحمل أي نوايا تبشيرية. مهمتنا الأساسية هي السهر على تسيير كنيسة تلائم متطلبات الشباب دون استعمال عقيدة رجعية أو خطاب متجاوز. المهم هو ذلك الإحساس المفعم بالإيمان وليس وضعية الركبتين أثناء الصلاة أو ارتداء القس لجبة أو تي شورت".
وفي الفضاء المحادي للقاعة، تقوم بعض النفوس الخيرة بإعداد المشروبات ورقائق البطاطس، والتي تقدم أثناء المناقشات التي تلي نهاية العبادة. وهناك، في الوقت الذي يواصل بعض المتفرجين في "الساحة الكبرى" الابتهال إلى الله وهم يستمعون إلى النوتات الأخيرة لأغنية تقية وموزونة، يطلع البعض الآخر في "الأريكة" على مجلة خاصة ببرنامج "سلسلة آلام المسيح". وهو برنامج يسلط الأضواء على حياة المسيح و"أبعادها في حياتنا المعاصرة". وتقترح زاوية "إذهب إلى ما هو أعمق" على المهتمين التساؤل حول حياتهم الخاصة: "هل سبق لك أن قمت بشيء لا يمكن أن تغفره لنفسك أبدا؟ " ثلاثة أسطر فارغة للإجابة. وفي مقطع بعيد شيئا ما، تجد عبارة: "اطلب من الرب في صلاة قصيرة أن يطهرك من الرذيلة حتى تستقيم أمورك في الدنيا والآخرة"
**************************
"التيار البروتستانتي باختلافاته الكبيرة، هو أشبه ما يكون بركام خليط"
بتريسيا بريل
خلافا للبروتستانتية التقليدية التي تبدو في تراجع مستمر حسب بعض علماء الاجتماع، فالبروتستانتية الإنجيلية نشطة و في تقدم مستمر. وفي سويسرا، يضم التيار البروتستانتي حوالي 1500 طائفة تتناسب مع 30 كنيسة مختلفة وحوالي 3 % من ساكنة سويسرا بأسرها. وعلى سبيل المقارنة، تضم الكنيسة الكاثوليكية حوالي 1600 خورنية (قرية يخدمها كاهن)، والكنائس البروتستانتية تضم 1100 خورنية. وللتعرف عن قرب على الكنائس الإنجيلية بسويسرا، أجرت مجلة لوطن حوارا مع أوليفييه فافر، دكتور في العلوم الاجتماعية بجامعة لوزان.
- لوطن: كيف تصنفون التيارات الإنجيلية؟
- أوليفييه فافر: أولا ينبغي أن نميز بين ثلاثة تيارات رئيسية: تيار المحافظين، وتيار الإنجيليين الكلاسيكيين أو المعتدلين وتيار الإحيائيين.
ويركز المحافظون بالأساس على الجانب الأخلاقي. لهم سلوك مرتاب حيال العالم الخارجي، ولا يتعاونون عن خاطر مع الكنائس الأخرى. اندماجهم الاجتماعي والسياسي ضعيف، وتجدهم بالمناطق القروية. ويأخذون بالتفسير الحرفي للتوراة. و نذكر من بينهم الجمعية المهنية لسفر التكوين، التي حلت مؤخرا بمقاطعة سويسرا الألمانية و هي جمعية تروم إعادة تأهيل التكوين الديني في المدارس. ويمثل المحافظون حوالي 10% من الطوائف الإنجيلية.
بالنسبة للكلاسيكيين أو المعتدلين، فانماجهم الاجتماعي جيد ، ويتعاونون عن خاطر مع الكنائس البروتستانتية وينغمسون أكثر فأكثر في الحقل السياسي. ونجد ضمن هذه الفئة الكنائس الحرة لجنيف ونيوشاتل، والمجالس الإنجيلية لسويسرا الروماندية. ويمثل الكلاسيكيون المعتدلون حوالي 50% من الكنائس الإنجيلية.
أما الإحيائيون الذين يشكلون ثلث الكنائس الإنجيلية، فهم يندمجون في الحياة السوسيوسياسية بشكل قوي، يهتمون بالانفعال، لكن ليس بالضرورة على حساب باقي مظاهر الإيمان كالصلاة وقراءة التوراة. ولنلاحظ هنا أن الطائفة الإحيائية التي نجدها بسويسرا ليست هي الموجودة بأمريكا اللاتينية والتي لها قوة كبيرة، و تتكيف بسهولة مع النسق الثقافي الذي تنبثق منه. كما أن 50% من معتنقي الإحيائية لم تكن لديهم أية ممارسة دينية معينة من قبل. ونجد ضمن هذا التيار الكاثوليك والبروتستانت التقليديين.
- يمكن القول أن الإحيائية هي التيار الإنجيلي الوحيد الذي يتطور.
- نعم. الطوائف الأخرى تشهد حاليا فترة استقرار. إنها تمر بتحولات عميقة ومنفتحة بشكل أكبر على الحداثة. لقد عرفت الإحيائية تطورا هاما خلال الخمسين سنة الأخيرة، وهي تتطور أيضا بسويسرا، لكن ليس بشكل مذهل. من جهة أخرى، المسافة بين الإحيائية والكنائس الإنجيلية الكلاسيكية تتضاءل أكثر فأكثر، حيث تبنت هذه الأخيرة لاهوتية إحيائية.
- تتحدثون عن اندماج سياسي أقوى. لأي أحزاب يصوت البروتستانت؟
- يصوتون بصفة خاصة للحزبين الذين تتوفر عليهما سويسرا: الاتحاد الديمقراطي الفيدرالي والحزب البروتستانتي السويسري. ويظهر التحقيق أن البروتستانت المحافظين يفضلون إعطاء أصواتهم للحزب الأول. 40% من الإحيائيين أظهروا تفضيلهم لحزب عن الآخر. إلا أن البروتستانت لا يصوتون وفق منطق يمين- يسار. بالتالي، نلاحظ وجود تفضيل كبير لدى البروتستانت السويسريين لليمين، كما هو الشأن في الولايات المتحدة الأمريكية.
- ما هي الخصائص الأخرى المستنتجة من خلال التحقيق؟
- لاحظنا أن البروتستانت يتزوجون في سن أصغر من عموم الساكنة وينجبون أكثر. نسبة المواليد عندهم هي 1,9% مقابل 1,4% . وعديدة هي نساؤهم اللواتي يلزمن البيت. يتمتع البروتستانت عموما بمستوى تكوين أعلى من مستوى عامة الشعب. متوسط أعمار العينة التي اشتغلنا عليها والتي تبلغ 1100 شخص تناسب متوسط أعمار الشعب السويسري. وهذا يعني أن البروتستانت ليسوا جماعة تتهدها الشيخوخة، ولا وسطا يطغى عليه جيل الشباب. وأخيرا، فالاندماج الديني للشباب عندهم جيد، إذ ينتمي 75% من الأطفال إلى الطوائف البروتستانتية.
******************************
أربع تيارات يقظة منذ الإصلاح الديني
باتريسيا بريل
ظهرت الطوائف البروتستانتية بسويسرا في القرن السادس عشر. ومنذ ذلك الوقت، لم تتوقف عن التطور، مع بقائها كأقليات. وتعتبر سويسرا من بين أهم مراتع التيار البروتستانتي. حيث ظهرت في زيوريخ سنة 1520 بوادر إصلاح ديني جدري تمثلت في مطالبة جماعة يقودها كونراد غريبل معتنق مذهب الأنسية ، بتطبيق سريع للفكر الإصلاحي و بفصل الكنيسة عن الدولة بغية الحصول على كنيسة حرة بمعنى الكلمة وحقيقية، ومشكلة من مسيحيين يشهرون عقيدتهم وينفردون بالحق في التعميد. ورغم المتابعات التي يتعرض لها هذا التيار، فإنه يجد عدة أتباع بكل من ألمانيا والنمسا وهولندا. كما ظهرت في القرن السابع عشر، طوائف أخرى في إنجلترا وألمانيا.
ويطمح التيار البروتستانتي في العودة إلى نموذج كنيسة تتناسب مع العهد الجديد، وهو يؤاخذ لوثر وزوينغلي لخيانتهم الإصلاح الديني من خلال إنشاء كنيسة قسطنطينية جديدة ترتكز على السلطة المدنية. كما ينادي بالالتزام الديني لكل شخص. لكن هذه الكنائس الجديدة ستتعرض للنفي والمتابعة من طرف السلطات. وسيطرد القائلون بإعادة التعميد من زيوريخ وبرن.
وهناك الحركة التقوية، التي ظهرت بسويسرا مع بداية القرن الثامن عشر، وهي تمثل جذرا آخر مهما للبروتستانتية. وتسعى هذه الحركة إلى تحقيق هدف مماثل لهدف المدافعين عن إعادة التعميد: العودة إلى التوراة وقضاء حياة تقية في ظل تعاليم الإنجيل. لكن خلافا لأولئك، تتطلع الحركة التقوية إلى إصلاح الكنيسة الرسمية، وتركز على التقوى والانفعالات الدينية الشخصية. وببرن، انضم عدة قساوسة لهذه الحركة وتم طردهم. وهكذا ستتطور الحركة التقوية إلى جانب الكنيسة البروتستانتية وستعرف فترة طويلة من الاضطهاد. وقد شكلت إلى جانب الطهرية الأنجلو ساكسونية، الحدث الديني الأهم منذ الإصلاح الديني.
كما ظهرت في أوائل القرن التاسع عشر موجة جديدة من التجديد البروتستانتي سميت اليقظة، وانتشرت على الخصوص ببرن وجنيف. وقد ساهمت اليقظة في خلق عدد كبير من الجمعيات التعاونية. وتستقبل الطوائف المنبثقة من هذه التيار أناسا من مختلف المشارب الاجتماعية وتساهم في إلغاء الحواجز بين الطبقات الاجتماعية. وإذا كان تيار اليقظة لم يستطع التطور في ظل البروتستانتية الرسمية، فقد كان السبب في ظهور العديد من الكنائس الحرة.
ويعتبر بعض علماء الاجتماع والمؤرخين الإحيائية التي ظهرت في بداية القرن العشرين بالولايات المتحدة والبرازيل وإفريقيا كموجة جديدة للتجديد البروتستانتي. وتركز هذه الديانة الانفعالية على ضرورة هدي النفس والرجوع إلى التوراة. كما تهتم أكثر بالأورتوبراكسي ( ملائمة التصرف مع بعض التعاليم) منه بالأرثوذكسية.
*******************
مشاهير مقاطعة سويسرا الناطقة بالألمانية يصغون لتعاليم المسيح
تريستان سرف
إنهم على قدر وافر من الجمال، ناجحون في حياتهم، يثيرون الشهوة الجنسية لكن لا يؤمنون بالجنس خارج العلاقة الشرعية. منهم ملكات وملوك جمال ومغنيي البوب ورياضيين، قاسمهم المشترك هو الاعتزاز بإشهار عقيدتهم. هم رواد صرعة البوب ستار المتعصبة التي أطلقتها بريتني سبيرز ، واستقر بها المقام في سويسرا. و نستعرض فيما يلي بعض الحالات:
بالنسبة لكارمن فنك البالغة من العمر 25 سنة، والفائزة في مسابقة "ميوزيك ستار"، فتصرح بأنها لم تقم أية علاقة جنسية على الإطلاق. وتضيف:"الرب هو الأهم في هذه الدنيا". وقبل أن تتحول كارمن إلى معشوقة فتيات مقاطعة سويسرا الناطقة بالألمانية، فقد عملت في راديو إنجيلي ببوسش، على حدود ليشتنستين. وتردف قائلة:"الرب هو رفيقي، وهو يحبني بشكل مطلق".
أما ماريو إستريور والتي ستمثل سويسرا في أوروفيزيون، فتدافع عن تركيبة تقليدية للأسرة: "المرأة بالبيت، والرب في القلب".
فيما يخص دانييلا التي لم تتمكن من الوصول إلى الإقصائيات، فعبرت عن استغرابها أمام الصحافة قائلة: "على أية حال، الرب أهم بكثير من مسابقة كميوزيك ستار"
وتعتبر كل من دجينيت ماشي مير، مقدمة برنامج إباحي سابقا، و شوايز كلوديو مايندر ملك الجمال ، من الشخصيات الهامة التي تساند المجمع المسيحي الدولي. وهم أيضا يرفضون ربط أي علاقة جنسية قبل الزواج، ويعتبرون الشذوذ الجنسي خطيئة وأن نهاية الكون قريبة لا ريب فيها وأن من يعيش في الخطيئة فهو ضائع.
أما كسافييه نايدو والذي بيعت أكثر من مليون نسخة من شريطه الأخير "ليس من هذا العالم" حيث يردد أكثر من مرة علاقته بالرب، فيقول: "أحيانا، أشبك يدي على صدري، أسقط أرضا وأصلي للرب بأعلى صوتي"
أما مارك ويميه، لاعب بفريق زيوريخ للهوكي، فينتمي للتيار القائل بأن" الحب الحقيقي هو الذي يستطيع الانتظار" وهو التيار الذي يناضل من أجل تعفف الشباب غير المتزوجين. ويقول مارك:" كل ما هو صالح يأتي من يدي الرب: القوة والحماية ضد الجراح"
تريستان سيرف
ترجمة: رشيد المتوكي
عن موقع مجلة لوطن


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.