أعرب المجلس العلمي الأعلى عن استنكاره لما نشرته صحف في بعض بلدان أوروبا في الأشهر الأخيرة من رسومات ماسة بشخص رسول الله صلى الله عليه وسلم، متأسفا لكون هذا الفعل جاء ليستفز مشاعر المسلمين ويشغلهم عن أهدافهم في بناء الوئام وقيم التقارب والسلام. وأفاد المجلس، في بلاغ توصلت وكالة المغرب العربي للأنباء بنسخة منه أمس الثلاثاء، أن موقفه المستنكر لهذا الفعل جاء عقب اطلاع المجلس على هذه الرسوم الكاريكاتورية، والتحقق مما فيها من إساءة مقصودة أو غير مقصودة، ومن استهزاء مبني على تصورات خاطئة، ومن طعن يظهر في الربط بين شخص النبي الكريم وبين أفعال وصفات شنيعة تمثل نقيض ما جاء هذا النبي لمحاربته ودحضه. واستنكر المجلس، وهو الهيأة المعبرة عن رأي المجالس العلمية المحلية والهيآت الرسمية للعلماء بالمغرب، كذلك أن تستعمل الحرية للعدوان الرمزي على مئات الملايين من المسلمين الذين يؤمنون أن سلالة الأنبياء والرسل هم خير البشر، تستوي غيرة المسلمين على جميعهم من آدم إلى محمد مروراً بموسى وعيسى وغيرهم من الأنبياء عليهم السلام، كما أن عقيدة المسلمين ألا يقبلوا في أي منهم نيلا من قدره مهما كان هذا النيل. وناشد المجلس العلمي الأعلى الحكماء وذوي القرار في العالم كله أن يتضامنوا لكي يحموا الحرية وكل القيم الأخلاقية المرتبطة بها، مما يتهددها من نوازع اللامسؤولية والكراهية والحقد والمكر ورداءة الذوق. وأكد البلاغ أن علماء الإسلام، وهو يعملون في ظروف عالمية مليئة بالنزاعات والتوترات على نشر روح الثقة وأخلاق التساكن في جماهير شعوبهم، يرون أن مهمتهم تزداد صعوبة أمام تكرار الاستهتار بمقدساتهم، وعلى رأسها نبيهم الكريم عليه الصلاة والسلام الذي يرون في التطاول عليه تطاولا على أرقى ما يجب على البشرية جمعاء أن تحميه وتصونه. يذكر أن المجلس العلمي الأعلى الذي يترأسه صاحب الجلالة يتكون من15 عضوا يعينهم صاحب الجلالة شخصياً، ورؤساء المجالس العلمية المحلية (30 عضوا)، ووزير الأوقاف والشؤون الإسلامية والكاتب العام للمجلس.