يشكل الموقف الروسي الأخير تحولا نوعيا في مسار النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، إذ غاب في خطابه أي ذكر لخيار الاستفتاء أو تقرير المصير، وهو ما ينسجم مع مواقف الأمم المتحدة ذاتها كما عبر عنها المبعوث الأممي ستافان دي ميستورا خلال جولته الأخيرة (...)
يعرف المغرب في المرحلة الراهنة، مشهدا مميزا تتناوب فيه الأضواء بين منصات المهرجانات المختلفة ومظاهرات الشارع العام ، في صورة توحي بوجود إيقاع مزدوج يعكس عمق التناقضات الإجتماعية والسياسية. تناقض بين أموال طائلة تنفق على تنظيم مهرجانات موسيقية (...)
احتضنت القاعة متعددة التخصصات بالمركز الثقافي التربوي المسيرة بمدينة تيزنيت، يوم الجمعة 19 شتنبر 2025 عرسا تربويا استثنائيا، شهد على ميلاد جمعية أقسام تحضير شهادة التقني العالي، في جمع عام تأسيسي حضره عدد وازن من الأطر الإدارية والتربوية والطلبة، (...)
تكتسي زيارة وزير الشؤون الخارجية ناصر بوريطة إلى بكين أهمية تتجاوز الطابع البروتوكولي، إذ تأتي في لحظة دقيقة تشهد فيها العلاقات المغربية الصينية زخما متصاعدا منذ إرساء الشراكة الإستراتيجية بين البلدين سنة 2016، وتكريسها بزيارة الرئيس الصيني شي جين (...)
يمثل فرار الجنرال عبد القادر حداد، المعروف ب"ناصر الجن"، من قلب المنظومة الأمنية الجزائرية لحظة فارقة في مسار صراع الأقطاب داخل الدولة العميقة، إذ يعكس ليس فقط إهتزازا في جهاز المخابرات الداخلية، بل أيضا إرتباكا غير مسبوق في بنية السلطة التي لطالما (...)
لم يعد الحديث عن الفساد في المغرب مجرد خطاب احتجاجي أو ورقة تستعمل ظرفيا في المحطات الإنتخابية، بل أصبح قضية بنيوية تهدد أسس الثقة في المؤسسات وتعيق مسار التنمية. وإذا كان دستور 2011 قد نص صراحة على مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة، فإن التطبيق ظل في (...)
لم يعد من الممكن اليوم الحديث عن المهرجانات السينمائية الكبرى في العالم من دون ذكر اسم المغرب. فخلال السنوات الأخيرة، تحول حضور المغرب إلى عنصر ثابت في أجندة مهرجانات مرموقة مثل كان، برلين، البندقية، تورونتو، وآنسي... هذا الحضور لم يقتصر فقط على عرض (...)
لم تعد قرارات الإعفاء الإداري، مهما حملت من حمولة سياسية أو رسالة ظرفية، كافية لطمأنة الرأي العام أو لإقناعه بأن الدولة تسير في إتجاه إصلاح حقيقي يقطع مع منطق الإفلات من المسؤولية. فالدستور المغربي لسنة 2011 جاء واضحا وحاسما حين نص في الفصل الأول (...)
بداية، تحية تقدير وإجلال لكل الأصوات الحرة التي إرتفعت دفاعا عن الحق في الصحة والحق في الحياة، أمام بوابة مستشفى الحسن الثاني بأكادير، صرخة في وجه الإهمال وإرتجال التدبير. فوضعية هذا المستشفى لم تعد تليق بمدينة كأكادير، والتي يثم تسويقها كقطب حضري (...)
عندما خاض رئيس الحكومة غمار حوار صريح، لم يكن الرجل يسعى إلى تصفيق الجماهير ولا إلى تلميع صورته، بل قدّم للمغاربة حصيلة عملٍ لم تُكتَب في الكواليس، بل صُنِعَت في ميادين التحديات القاسية وتحت وطأة إكراهات غير مسبوقة. تحدث بجرعة وافية من الهدوء (...)
منذ إحداث آلية الدعم السينمائي في المغرب، شكل هذا الورش واحداً من الركائز الأساسية للنهوض بالإنتاج الوطني، إذ سمح بظهور عشرات الأفلام التي ما كانت لترى النور لولا وجود هذه الميكانيزمات. لكن السؤال الذي يفرض نفسه اليوم، بعد صدور القانون الجديد 18.23 (...)
إن استضافة الجزائر لمعرض التجارة البينية الإفريقية، لم تحدث أي تغير في حقيقة التوازنات القارية، بقدر ما أكدت محدودية قدرتها على إعادة تموقعها في إفريقيا. فضعف الحضور الرئاسي وغياب كبار الفاعلين الإقتصاديين عكس بجلاء أن الخطاب السياسي لا يكفي وحده (...)
السماح لناصر الزفزافي بحضور جنازة والده رحمه الله، إلتفاتة إنسانية و فعل عميق يحمل في طياته إشارات أبعد من حدود الواقعة. لقد أبانت الدولة من خلال هذه المبادرة أن القانون، مهما كانت صرامته، لا يغفل البعد الإنساني، وأن السياسة الرشيدة ليست سوى توازن (...)
ليس الوتد في الثقافة الحسانية مجرد قطعة حديد تغرس في الأرض لتثبيت الخيمة، بل هو رمز عميق الدلالة يرتبط بالوجود الصحراوي ونمط العيش البدوي. فالخيمة الحسانية، بإعتبارها بيت الرحل ومركز الحياة الإجتماعية، لا تقوم إلا على أوتادها، وفي مقدمتها "وتد (...)
قرر "سلام" هذه المرّة أن يزور السوق الأسبوعي لعاصمة إمارة سيكا عند الفجر. البارحة، في المقهى الملاصق لبيته، جرى بينه وبين صديقه "عبد العليم" حوار طويل حول تحولات الأسواق الأسبوعية، وكيف أصبحت سلوكيات الوافدين إليها مرآة صافية لقياس حرارة المجتمع (...)
منذ قرون ظل المغرب بلدا عصيا على محاولات الإنكسار والخضوع، محكوما برباط وثيق بين العرش والشعب. فمن معركة وادي المخازن سنة 1578، حين هزمت جحافل البرتغال أمام وحدة المغاربة بقيادة ملكهم، إلى ثورة الملك والشعب سنة 1953، ظل تاريخ هذا الوطن شاهدا على أن (...)
الدورية الصادرة عن وزارة الداخلية بتاريخ 15 غشت 2025 الموجهة الى مختلف السادة ولات وعمال المملكة، تأتي في سياق تفعيل التوجيهات الملكية الواردة في خطاب العرش الأخير، حيث شدد جلالة الملك محمد السادس نصره الله، على ضرورة إبداع جيل جديد من برامج التنمية (...)
ظل المغرب على مر العقود مدرسة في الاستباقية الأمنية وحماية الإستقرار، بفضل حنكة أجهزته وكفاءة رجاله ونسائه، وعلى رأسهم السيد عبد اللطيف الحموشي، الذي جسد صورة رجل الأمن الوطني القوي بإنسانيته، الصارم في الحق، الحريص على كرامة المواطن، والساعي إلى (...)
تحل ذكرى إسترجاع إقليم وادي الذهب، في الرابع عشر من غشت من كل سنة، ولتعود بنا ذاكرة الوطن إلى ذلك اليوم المشهود من سنة 1979،يوم جسد محطة من المحطات المضيئة من مسار إستكمال الوحدة الترابية للمملكة المغربية، و أبان للعالم عمق الإرتباط التاريخي (...)
في مشهد أقرب إلى الكوميديا السياسية السوداء، أطل عبد القادر الطالب عمر، ممثل جبهة بوليساريو، وهو يتسلل إلى قاعة قمة الأحزاب السياسية الإفريقية بأكرا، متخفيا خلف الوفد الجزائري، كما يتخفى "ولد خالة" خلف صاحب الباش في وليمة لم يدع إليها أصلا. يافطته (...)
مفهوم الشخص أو المواطن يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالذات الواعية بفكرها، القادرة على تحمّل مسؤولياتها الأخلاقية والقانونية والمعرفية داخل حدود وطنها. وتحقيق هذا الوعي والانتماء لا يتحقق تلقائياً، بل هو ثمرة منظومة مؤسساتية تتولى الدولة رعايتها مباشرة، (...)
من أكثر ما يثير الحيرة في نفوس الناس هو مشهد الظالم المستمر في ظلمه دون تردد، ولا ندم، بل أحيانًا بلا أدنى إحساس بأن ما يفعله خطأ. يتساءل البعض: كيف لإنسان أن يُمعن في إذلال الخلق وتجويعهم وقهرهم، ثم ينام هادئ البال ويواصل فعله وكأن شيئًا لم يكن؟ (...)
تتبعنا كما تتبع الكثيرون الحوار الذي أجرته صحيفة "الوطن" الجزائرية مع مسعد بولس، المستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. حوار لا يمكن قراءته بمعزل عن السياق الإقليمي والدولي الذي يطبع المرحلة، ولا عن طبيعة الزيارة التي أجراها المسؤول الأمريكي إلى (...)
الكل يتتبع المظاهرات التضامنية مع الشعب الفلسطيني التي تشهدها عدد من المدن المغربية عبر الإعلام وعبر مختلف وسائل التواصل الإجتماعي ، وكل العالم وقف على واقع حرية التعبير والتظاهر التي تنعم بها المملكة المغربية.غير أنه يحق لنا أن نتوقف، و من منطلق (...)
منذ إقرار دستور 2011، ارتبط تعيين رئيس الحكومة بالحزب المتصدر لنتائج الانتخابات التشريعية. بدا الفصل 47 حينها و هو كذلك في سياقه ، خطوة حاسمة في مسار التحديث السياسي، ومحاولة لترسيخ مبدأ ربط السلطة التنفيذية بالشرعية الشعبية.
غير أن ما صيغ بنية (...)