امتلاك سكن هو الحلم الذي يراود كل رب أسرة بالمغرب، ولتحقيق هذا الحلم، وفي ظل الإرتفاع المهول للعقار الذي يشهد ارتفاعا يوما بعد يوم، و يبتعد سنة بعد أخرى عن القدرة الشرائية للمواطن العادي المحدود الدخل. و في خضم هذه الأزمة العقارية يرتمي المواطن سواء بين أحضان شركات السكن الاجتماعي أو الاقتصادي أو بين يدي الوداديات السكنية التي باتت تقض مضجع المواطن وتسلبه ما يملك، فعوض التضامن والتكافل بين المنخرطين في الودادية من أجل الإنخراط في مشاريع سكنية بتكلفة أقل، لفائدة المنخرطين يوزع على المنخرطين دون أرباح أو أي مصالح أخرى، بغية الحد من العجز المسجل في قطاع السكن، نجد أن أغلب رؤساء الوداديات يمارسون الاحتيال والنصب والاغتناء غير المشروع، نتيجة تقادم القانون المنظم للوداديات والذي يستمد روحه من قانون الجمعيات الصادر سنة 1958، والغامض في ما يخص الوداديات وفي هذا السياق تدخل الوقفة الإحتجاجية التي نظمها منخرطو ودادية الأخوين للسكن ببني ملال يوم الثلاثاء 6 أبريل أمام محكمة الإستئناف ببني ملال. ويطالب هؤلاء باسترجاع حقوقهم المسلوبة من طرف المكتب الذي يترأسه محمد الحبيب حسب ما جاء في اللافتة المعروضة من طرف المحتجين الذين صدحت حناجرهم بترديد مجموعة من الشعارات التي تدين رئيس الودادية الذي استولى على ما ادخروه من أموال دون أن يفي بما التزم به تجاه المنخرطين. وفي كلمة أحد المتدخلين فقد أشار إلى أن تاريخ تأسيس الودادية، التي يتضمن مكتبها المسير ثلاثة أفراد، يعود إلى سنة 2007م، واقتنى وعاء عقاريا لفائدة 45 منخرطا وبقدرة قادر أصبح العدد يفوق المائة منخرطا. وللإشارة فإن رئيس الودادية هو رجل تعليم بات من أغنياء المدينة عن طريق تأسيس مجموعة من الوداديات دون إتمام أي منها، بل إنه رهن الوعاء العقاري لإحداها (ودادية الهلال) ولجأ هؤلاء للقضاء لإنصافهم لكن دون جدوى، بل إنه يبيع البقع الأرضية ويضخ العائدات بحسابه الشخصي عوض حساب الودادية كما هو الشأن بالنسبة لودادية ضوء القمر. وحسب مصادر موثوق بها، فإن أغلبية هذه الوداديات التي أنشأها هذا الزعيم الإفتراضي لم يعد لها وجود من الناحية القانونية، لأن مدة تجديد المكتب قد تجاوزت بعشرات السنين، ولا زال المعني بالأمر يمارس مهامه الإدارية وكأن المكتب لا زال ساري المفعول. يتساءل الرأي العام المحلي عن من يحمي مثل هاته الكائنات الحية؟ ومن يتستر عليها؟ في كل مرة يخرج منها كما تخرج الشعرة من العجين…. متضرر