الحدث المتمثل في منتدى كرانس مونتانا الذي احتضنته الداخلة، وانتهى أول أمس السبت، لم يمر عابرا، بل نجح في لفت كثير اهتمام للمدينة وللبلاد، وأعاد أيضا إخراج بعض العداء المألوف للمملكة ووحدتها من لدن الجهات المعروفة، والتي لم تتردد هذه المرة أيضا في نفث سمومها ضد المملكة وشعبها... مسؤولون دوليون وفاعلون سياسيون واقتصاديون جددوا، بمناسبة تواجدهم في الداخلة، الدعوة إلى ضرورة الإسراع من أجل إيجاد حل سياسي نهائي للنزاع المفتعل حول الوحدة الترابية للمغرب، وعدد منهم فوجئوا لمستوى البنيات التحتية المتوفرة في هذه المدينة الصحراوية المغربية، ولجودة الخدمات والمرافق الأساسية الموجودة فيها، ولديناميتها التنموية العامة، وللجهد الاستثماري والتجهيزي المبذول من لدن الدولة المغربية، حتى أن كثير أصوات وآراء لم تتردد في وصف الداخلة بجوهرة السياحة في جنوب المملكة.... وفي الإطار ذاته، تابعنا الجدل المتواصل في الجارة إسبانيا حول حضور رئيس وزرائها السابق إلى الداخلة، وأيضاً ركوب النظام الجزائري على ذلك، وتورط وكالة أنبائه الرسمية في الافتراء على وزير خارجية مدريد، لكن الجميع شاهد كذلك موقف ثاباتيرو تجاه كل هذه التداعيات وردوده الصارمة، وهو ما اعتبره مراقبون انتصارا للمغرب حققته الداخلة ومحفلها الدولي. وعلى غرار حضور الإسباني ثاباتيرو، يمكن أيضا أن نسجل حضور وتصريحات الفرنسي دوفيلبان، وكذلك حضور القس الأمريكي جيسي جاكسون، ثم حضور مسؤولين سياسيين من جنوب إفريقيا، وإعجابهم بالداخلة وبالمغرب، علاوة على حضور شخصيات عالمية وأوروبية وإفريقية أخرى عديدة... من المؤكد أن تنظيم تظاهرة دولية كبرى من هذا الحجم، وفي مدينة الداخلة بالذات، لن يكون خاليا من المشاكل التنظيمية واللوجيستيكية والعلائقية، وهذا مفهوم ومتوقع، ولكن لا بد من الإقرار أن المنظمين نجحوا، بنسبة كبيرة جدا، في القفز على كل هذه المشاكل، وهذا أيضا كان عاملا رئيسيا في رسم صورة النجاح التي اكتسبها منتدى الداخلة. وعلى هدي دلالة القول المأثور "ليس من رأى كمن سمع"، فقد أتاح منتدى الداخلة لمئات الزوار الأجانب من القارات الخمس، والذين قدموا من أزيد من 112 بلدا عبر العالم، رؤية حقيقة الأوضاع على الأرض، والتعرف عن قرب على المدينة وسكانها، وعلى المغرب وحقيقته، وهذا ربما ما جعل خصوم المملكة، وخصوصا نظام الجار الشرقي، يصابون بالسعار، وباتوا يصرخون في كل اتجاه خوفا من أن ينتصر... العقل، أو أن يكشف العالم جنونهم وتيههم و... كذبهم. الداخلة اليوم تستحق أن يشكرها المغاربة كلهم، لأنها نابت عنا جميعا في إبراز الصورة الحقيقية لبلادنا في هذه الظرفية الدولية والإقليمية بالغة الدقة والتعقيد، وهي أيضا تستحق اهتماما أكبر للنهوض بأوضاع ساكنتها، اجتماعيا واقتصاديا وثقافيا وديمقراطيا، ولمضاعفة المجهود الاستثماري الوطني تجاهها من أجل تطوير جاذبيتها الاقتصادية والتجارية والسياحية، وأيضاً تمتين ديناميتها التنموية العامة وتقويتها، لتتحول فعلا إلى "دافوس" مغربي حقيقي... هذا البريد الالكتروني محمى من المتطفلين , يجب عليك تفعيل الجافا سكر يبت لرؤيته