يستعد فريق الرجاء البيضاوي لكرة القدم لعقد جمعه العام، جمع عام قيل في بلاغ رسمي نشر على الموقع الرسمي للنادي، إنه استثنائي، وأن الرئيس الحالي سيغادر منصب الرئاسة، ولن يتقدم بترشيحه، إلا أن كل الدلائل والمعطيات المتوفرة حتى الآن تسير في اتجاه عقد جمع عام عادي وليس استثنائي، وبالتالي بقاء بودريقة في منصبه. التراجع عما جاء في البلاغ الرسمي الذي لم يمر على صدوره أكثر من أسبوعين، لا يعتبر مفاجئة، أو خروجا عن النص، بالنظر إلى تعدد حالات عدم الالتزام وحالات التراجع عن القرارات، وبالتالي فان مصداقية ما يصدر عن الرجاء في عهد الرئيس الحالي أصبحت منعدمة، ولم يعد أي أحد يثق في كل ما يصدر أو ينشر أو يقال باسم الفريق الأخضر، وهذا لا يخدم صورة فريق كان دوما من بين الأندية القليلة على الصعيد الوطني التي تتمتع بنوع من المصداقية والرزانة في التسيير والحكمة في اتخاذ المواقف والقرارات. فقد تبين بالملموس أن آخر اهتمامات الرئيس الحالي محمد بورديقة هو الالتزام بكل ما يقوله أو يتعهد به، فهو استقال من المكتب الجامعي، لكنه واصل نشاطه داخل الجامعة، تحدث عن جلب مستشهرين كبار، ولم يتحقق ذلك، تعهد بإنشاء قناة تلفزية ومحطة إذاعية خاصتين ولم يخرج ذلك لحيز الوجود، والآن يتحدث عن إنشاء أكاديمية، وأن مارادونا قادم، وأن الرجاء يعيش رخاء ماليا، ليفاجئ الجميع بتصريح يقول فيه إنه يصرف من جيبه لجلب اللاعبين والمدرب، وكأننا أمام فريق من فرق الأحياء وليس الرجاء التي نعرفها. مجموعة من المواقف المتضاربة، تصريحات متناقضة، سلوكات غريبة، خرجات غير محسوبة، علاقات غير واضحة... تلكم هي خارطة طريق هذا الرئيس الشاب الذي جاء ليقدم الجديد في عالم التسيير ويا له من جديد صادم في وقت يوجد التسيير الرياضي بالمغرب بمفترق الطرق، بعد وصول التجربة إلى الباب المسدود، وأصبح بالتالي من الضروري تغيير المناهج التي ظلت سائدة منذ سنوات خلت. بودريقة الذي قال إنه لم يعد يحتمل الضغط وأن وضعه الصحي لا يسمح له بالاستمرار بمنصب الرئاسة، لكنه يسير حاليا في اتجاه إكمال ولايته الأولى المحددة في أربع سنوات، وقد يستمر بعد ذلك، أو يغادر، الله أعلم، المهم أن الرجاء في عهد هذا الرئيس الشاب افتقدت للبوصلة، تائهة وسط دوامة وجبهات فتحها الرئيس على نفسه وعلى محيطه. من الآن فصاعدا، ففي حالة ما كنتم في الاستماع للشباب بورديقة، فما عليكم إلا تحمل كل ما يتغنى به، وكل ما يتحف به مسامعكم، وإذا أصبتم بالضجر من فضلكم غيروا المحطة دون تغيير التردد، فالأكيد أن صوت الرجاء سيعود إلى سابق عهده، صافيا واضحا تصدر عنه أشياء هادفة، ولا يسقط كل مرة في المبتذل... هذا البريد الالكتروني محمى من المتطفلين , يجب عليك تفعيل الجافا سكر يبت لرؤيته