قبل إعطاء الضوء الأخضر لمهاجمة المغرب إعلاميا بأصوات إماراتية وسعودية ، كان يجب على هاتين الأخيرتين وضع الماسح الضوئي على سياسة المملكة خاصة أثناء الحقبة المعاصرة حتى يتبين لها الخيط الأبيض من الأسود وبمعنى آخر حتى يتبين لها المبدأ من الموقف في القاموس السياسي. أثناء إفتتاح أشغال القمة المغربية الخليجية أكد العاهل المغربي ان أمن الخليج من أمن المغرب وهذا مبدأ تمليه ضرورة الدفاع المشترك والذي ينص عليه ميثاق جامعة الدول العربية كما أن مبدأ الدفاع المشترك ينسجم وعمق العلاقات المغربية الخليجية وهو ما حدى بالمغرب إلى الإنضمام للتحالف العربي الذي تقوده السعودية ضد اليمن لأن مبرره كان الدفاع عن الحدود السعودية من المد الإيراني بواسطة الحوتيين . ومع مرور الأيام أثبتت الوقائع أن التحالف ضد اليمن أصبح يخدم أجندات أخرى خير التي أنشأ من أجلها الأمر الذي أدى بالمملكة المغربية إلى الإنسحاب منه في مقاربة تلامس المبدا السياسي الذي تقوم عليه السياسة الخارجية المغربية. إن الدول الخليجية تعلم جيدا ماقدمه المغرب من أجلها من الناحية السياسية ؛ فعلى سبيل المثال كانت المملكة المغربية الدولة الرائدة في كفالة دولة الإمارات العربية المتحدة سياسيا في الأممالمتحدة بأمر من الراحل الحسن الثاني للممذوب الدائم للمغرب بالأممالمتحدة عبد الله الشرفي سنة 1971 تاربخ تاسيس دولة الإمارات حيث بذل المغرب جهود كبيرة في جلب الإعتراف بدولة الإمارات وجعلها عضوا بالامم المتحدة وهو حدث ابقى على العلاقات الجيدة والمتميزة بين الراحلين الحسن الثاني والشيخ زايد ومن ابرز تجلياتها ان أحضى الشيخ محمد بن زايد بدراسته في المغرب. إن صرد الأمثلة عن السياسات المبدئية كثيرة ويطول تعدادها فهي لا حصر لها لكننا نسوق من بينها إختصارا رفض محمد الخامس تسليم اليهود المغاربة وآخر هذه الأمثلة ذاك الذي أبان عنه محمد السادس وهو يرفض عرض محمد بن زايد بخصوص المشكلة الليبية. إن الحسن الثاني في إحدى مقولاته قال أنا رجل مبادئ ولست رجل مواقف وهي مقولة عكست بجلاء وعبر تاريخ المغرب الحديث القيم السياسية للمملكة وإلا لما شهدنا المغرب يطرد الجزائريين كما فعل بومديان أو يساند إستقلال منطقة القبائل بالجزائر كما تفعل هذه الأخيرة مع البوليزاريو وما إلى ذلك من الأمثلة السارخة. إن السعودية والإمارات أخطأتا التقدير وهما ينتذبان أصوات محسوبة على الإعلام لمهاجمة المغرب لأن نزاع الكبار من العيب أن تقحم فيه براءة الأطفال ؛ وللتوضيح فأنا أقصد بالأطفال الجهاز الإعلامي بما فيه شبكة التواصل الإجتماعي ولا أقصد بتاتا تلك الأصوات المفعول بها في الإعراب الإعلامي وقد نجدها فوق كل أرض كلما تغوطت الصدف أفرزتها لقيطة القيم الإنسانية والتاريخية والحضارية لذلك أنزه نفسي على الرد عليها وأدعو الآخرين لسلك نفس الطريق. إن على دول الخليج أن تعلم أن أصدقاءا لنا وأحبة لنا من الإمارتيين والسعوديين يعيشون بيننا في وئام وسلام ونكن لهم كل التقدير والإحترام لأنهم يعبرون عن طبيعة شعوب الخليج من أصالة عربية وشموخ عربي رمى به في الحضيض تركي آل الشيخ حين صوت لفائدة الملف الأمريكي ضد الملف المغربي لتنظيم كاس العالم سنة 2026 علما أنه في إحدى إجتماعات جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية ، أصدر العرب بيانا يساندون المغرب فيه بالإجماع أثناء عملية التصويت لتنظيم كأس العالم إلا أن السعودية ومع ستة دول أخرى خرجت عن هذا الإجماع في نقض للعهد ؛ والقاسي والداني مذا يعني نقض العهود في الثقافة العربية.