ونحن في الزمن الطارئ ،الحجر والحشر ملجأ للروح الجائلة في باطن إنسانيتنا ومأوى للنفس التائهة في عوالم التأمل لما سيسلكه الخلق غدا وبعد غد . الحجر منزل الأجساد وكأني بها مقابر لبعث الحياة بعد نصف الموت . غدا وبعد غد أنا وأنت سنسبح ضد التيار الجارف لأن الحشر هنا ، والمستجد هنا والقادم هنا والماضي هنا ؛ أغمس أيها التائه فهمك في بحر الفكر كي تتعلم ما لم تعلم . لم يعد الغسل بعد الأكل نفلا ولا قبل الأكل فرضا كما الحال في سابق العهود ؛ طهر النفس والروح قبل اليدين فآية الحشر تناديك كي تكون إنسانا جديدا . بعد الحجر ، مواعيد الحشر ستنثر على بقايانا ركام الزمن الضائع من الساعات والدقائق لإعادة تدويرها لعلنا نصنع مسافات بيئية غرسها ما تبقى من الأمل فينا . غدا وبعد غد ستفتح البوابات ويتنفس الصبح ونحن نستجدي المكنون فينا من الخير كي تعبد المسالك .