لازالت تتوالى الخرجات المثيرة والمتشعبة المهولة لمافيات العقار بالمغرب ، وتتنوع المحطات والمشاهد من ملف لآخر ، ويكتوى بنار خططهم الجهنمية عدد من الضحايا مغاربة وأجانب ، فمنهم من صمت بعد أن خذلته الوثائق والمستندات التي تم مواجهته بها ، ومنهم ورثة لم يتحسسوا بعد هول الصدمة والواقع بعد وفاة معيلهم ، فلم يجدوا أثرا للوثائق التي سيواجهون بها الأسلحة الفتاكة التي يستعملها أعضاء المافيا بمساعدة بعض كبار المسؤولين . هذه الظاهرة ، دفعت الملك محمد السادس إلى تكوين لجنة مختلطة بعد أن بعث بتعليماته سنة 2016 إلى وزيره في العدل والحريات مصطفى الرميد للتعجيل بتكوين هيئة يعهد إليها النظر في مثل هاته الملفات ، تضمنت عبارات غاضبة من خطورة هذه الظاهرة وما تشكله من مساس جسيم بحق الملكية الذي يضمنه الدستور كما أمر بوضع خطة عمل عاجلة للتصدي للظاهرة والقضاء عليها والسهر على تنفيذها شاملة ومواجهة المتورطين فيها مهما علا شأنهم .
في هذا الإطار ، والمغرب يترقب الزيارة المميزة التي سيقوم بها بابا الفاتكان نهاية الشهر الجاري ، يعرض على أنظار القضاء بالدارالبيضاء ، ملف مثير بالنظر إلى طبيعة وغرابة المنهجية التي اعتمدت للسطو على ممتلكات عائلة إيطالية ، وجودها بالمغرب متجذر منذ سنة 1921، حيث يحكي الإبن " سيزاري فرانسيسكو " لكاب 24 تيفي أنه أباه" لويزيبي " كان من كبار المقاولين في البناء بالدارالبيضاء ، ويعود له الفضل في إنجاز العديد من المرافق بها وكان يشتغل معه ، وظل في عمله إلى وافته المنية سنة 2013 ، وشيعت جنازته بالكاتدرائية المتواجدة بالدارالبيضاء .
يضيف نفس المتحدث ، أنه بعد وفاة والده ، وجدت العائلة نفسها أمام عائلة قادمة من إقليمخنيفرة ، هن تلاث نسوة ، يدعين أن الإيطالي المتوفى هو والدهن ، وأنه قد أسلم في أواخر حياته ، وأنه كان يمتهن مهنة الفلاحة ، وأن لهن الحق فيما ترك من ممتلكات وفق وثائق ومستندات تبدو من الوهلة الأولى أنها غير طبيعية بالنظر إلى طبيعة العمل التي كان يشتغل فيه والده من جهة ، ولديانته الكاثوليكية من جهة أخرى . ووجه الثناء للسيد محمد المتزكي لما يقوم به كرئيس لجمعية ضحايا السطو على الممتلكات من جهود لفائدة ملفهم ، كما إستعطف الملك محمد السادس للعناية بملفهم لتحقيق العدالة المتوخاة . من جهته ، إعتبر رئيس جمعية ضحايا السطو على الممتلكات ، أن هذا الملف خطير جدا ، ووجه رسالة واضحة إلى القضاء وباقي الأجهزة لتوخي الحذر والتعاطي مع هذا النهج الجديد في التزوير والإستيلاء على ممتلكات الغير باسم الدين بعدما استطاعت المافيا وتجرأت على تحويل كاثوليكي إلى إسلامي رغم أن عائلته تشهد بما لديها من وثائق ثبونية لاتدع مجالا للشك على أن والدها كاثوليكي ومات كاثوليكيا وأدت صلاة الجنازة عليه بالكاتدرائية بالدارالبيضاء . هذا ويعرف المغرب هاته الأيام إستعدادات موسعة على قدم وساق لإستقبال البابا الفاتكان الأسبوع المقبل ، حيث سيلقي خطابا يثمن من خلاله مرامي التسامح والتعايش بين الديانات السماوية ، ويلتقي ببعض المهاجرين المقيمين بالمغرب ، وبعض ممثلي جمعيات الأقليات الدينية ، وزيارة لبعض الجمعيات الإنسانية ، فضلا عن لقائه بأسقف طنجة والرباط .
تابعوا في الشريط الموالي هاته القصة المثيرة للسطو على ممتلكات الضحية بعد تزوير الديانة من الكاثوليكية إلى الإسلامية ، ومن مقاول في البناء إلى فلاح :