بدأت زيارات الوزير الأول الجزائري عبد المالك سلال، التي يقوم بها إلى مختلف الولايات والجهات، تلقى معارضة كبيرة من طرف العديد من شرائح المجتمع، التي ترى فيها مجرد حملة انتخابية سابقة لأوانها لصالح ترشيح الرئيس بوتفليقة لعهدة رابعة، ولا علاقة لها بالتنمية المحلية، على الرغم من إنكار سلال لهذه الاتهامات وتأكيده أن ما يقوم به في الولايات الداخلية منذ عدة شهور، إنما من صميم مهامه في تفقد أحوال الجزائر العميقة.. وفي آخر تطورات هذه الاحداث هاجم مواطنون جزائريون غاضبون، اول امس الأربعاء، موكب الوزير الأول الجزائري عن طريق الرشق بالحجارة، في منطقة عيد البيضاء، التابعة لولاية أم البواقي في شرق البلاد، وذلك خلال مرور موكبه الذي كان في زيارة قالت عنها المعارضة انها حملة انتخابية سابقة لأوانها لصاح بوتفليقة..
وندد المواطنون الغاضبون أثناء هجومهم على الموكب الوزاري، بما أسموه الظلم والتهميش الذي تتعرض له المنطقة، وللطريقة غير الشفافة في توزيع السكنات الاجتماعية، وكذا طريقة اختيار المسؤولين في مختلف مواقع المسؤولية ممن يرونهم لا يمثلون سكان المنطقة إطلاقا.
وكان الوزير الأول الجزائري عبد المالك سلال، قد تعرض قبل ذلك أيضا لحصار من طرف طلبة جامعة "عباس لغرو" بولاية خنشلة المجاورة لولاية أم البواقي، حيث منعوه من الدخول وتفقد الجامعة، بسبب ما اعتبروه تفشي ظاهرة المحسوبية في منح الوظائف.
وكادت الأمور أن تتطور إلى ما لا يحمد عقباها، بعد أن تدخل رجال الامن الرئاسي لمنع الطلبة من توصيل انشغالاتهم لسلال، وبعد أن رد سلال نفسه على تلك الشعارات المناوئة للطلاب بطريقة زادت من غضبهم.
وأدت احتجاجات طلبة الجامعة ووقوفهم في طريق موكب الوزير الأول، إلى حالة من التدافع أدى إلى كسر باب زجاجي تسبب في إصابة عدد من الطلبة بجروح.
وذكر نوفل شكاوي، عضو اللجنة الوطنية للدفاع عن حقوق العاطلين عن العمل بعين البيضاء التابعة لولاية أم البواقي، في تصريح صحفي أن مجموعة من الشباب العاطلين عن العمل حاولوا الحديث إلى الوزير الاول ليعرضوا عليه مشاكلهم، خاصة فيما يتعلق بالشغل والإقصاء والتهميش الذي يعانون منه، لكنهم منعوا بالقوة من ذلك.
وأضاف أن المشهد تكرر في اللقاء الذي برمج بين الوزير الأول وممثلين عن منظمة المجتمع المدني، مشيرا إلى أن السلطات المحلية اختارت أشخاصا على المقاس لحضور هذا اللقاء، فما كان من الشباب الغاضبين إلا التجمع أمام القاعة التي عقد بها اللقاء، وعند خروجه حاولوا مجددا الحديث إليه، لكنهم منعوا بالقوة، كما حجز الأمن كل الهواتف المحمولة التي حاول الشباب بها أخذ صور وفيديوهات.
وأشار نوفل شكاوي إلى أن الوزير الأول عبد المالك سلال غادر القاعة دون أن يلتفت للشباب الذين تجمعوا حوله، من أجل الحديث إليه، وهو ما زاد في غضبهم، الأمر الذي جعل بعضهم يرشق الموكب الرسمي بالحجارة.