وصل جثمان الشاب المغربي "عبد العالي" ، المنحدر من إقليمالحسيمة، إلى مسقط رأسه، بعد نحو أسبوعين من انتشال جثته من مياه سبتةالمحتلة، حيث لقي حتفه خلال محاولة للهجرة السرية عبر البحر. الشاب، الذي لم يتجاوز 23 سنة، كان يرتدي ملابس عادية ويحمل معه وسيلة طفو بسيطة ظن أنها قد تنقذه من الغرق، غير أن رحلته القصيرة نحو "الفردوس الأوروبي" انتهت على نحو مأساوي، حين جرفته المياه ليُعثر عليه جثة هامدة يوم 26 يونيو الجاري من قبل فرقة الغطاسين التابعة للحرس المدني الإسباني، قرب منطقة "ديسناريغادو" الساحلية. وعقب التحقق من هويته بفضل وثائق كانت بحوزته، سُمح بنقل جثمانه إلى المغرب. سيارة تابعة لشركة الجنائز "القدر" عبرت معبر تاراخال في حدود الرابعة والنصف مساء، حاملة الجثمان نحو الحسيمة، حيث ينتظر أهله وأقاربه لحظة الوداع الأخيرة، في جنازة وُصفت بالمؤثرة. وتُعد هذه الحادثة واحدة من بين عشرات المآسي التي تشهدها سواحل مليلية وسبتة، حيث غالباً ما يُفقد أثر مهاجرين مغاربة وجزائريين خلال محاولات السباحة ليلاً مستغلين الضباب الذي يضعف من قدرات المراقبة البحرية. هذا العام فقط، تمكنت السلطات الإسبانية من انتشال 15 جثة في مياه سبتة، دفن أغلبهم في مقبرة سيدي مبارك بذات المدينة، باستثناء عبد العالي الذي استطاع ذووه استرجاع جثمانه ودفنه في بلده.