قال وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى الخلفي، إن إصلاح الإعلام الوطني، ببعيده القانوني والتنظيمي، هاجسه الاساسي تحسين أوضاع الصحافيين وحمايتهم وصيانة كرامتهم والرقي بالمقاولة الصحافية. وحسب وكالة المغرب العربي للأنباء، فقد أضاف الخلفي في كلمة بمناسبة انعقاد مائدة مستديرة في موضوع « الإعلام الوطني وأسئلة الإصلاح »، أمس الخميس بطنجة، للاحتفاء بالذكرى الثانية لافتتاح مؤسسة « بيت الصحافة »، أن الإصلاح الجاري بمستوياته التشريعية والتنظيمية والتأطيرية والمشاريع التي قدمتها الحكومة لإصلاح منظومة الاعلام المغربي، والمتضمنة لمكتسبات مهمة لفائدة الصحافيين المهنيين، تروم تنظيم المهنة التي يراهن عليها المغرب في مواكبة التحولات السياسية والاقتصادية والفكرية وتعزيز البناء الديموقراطي. وأبرز في هذا السياق أن جوهر إصلاح الإعلام يأتي أيضا لتنزيل مقتضيات دستور 2011، ويتأسس على مبادئ الحرية والتعددية والاستقلالية وحماية الصحافي وصون كرامته وضمان التنافسية الجادة، مشددا على أن الاشتغال على إصلاح منظومة الإعلام تم برؤية مندمجة وبمقاربة تشاركية وتشاورية. وأوضح أن هذه الأسس تنبثق عنها خمسة تحديات ترتبط بالمسألة القانونية ومدى قدرة التشريعات على تنظيم القطاع والرقي به إلى مستوى الطموحات، والتحدي الاقتصادي لدعم المقاولة الصحافية وتمكينها من آليات وإمكانات الاشتغال، والتحدي التقني الرقمي لمواكبة التحولات التكنولوجية الضرورية لتطوير المقاولة الصحافية، والتحدي الأخلاقي وآليات التنظيم الذاتي، وكذا التحدي السياسي والمؤسساتي ووضع الإطار الذي يمكن أن تشتغل عليه ووفقه المقاولة الصحافية. وأشار الخلفي إلى أن الاشتغال على إصلاح المنظومة الإعلامية على مدى أربع سنوات، طبعه النقاش المسؤول من قبل الخبراء والفرقاء الاجتماعيين، وهو ما أفضى إلى تجويد المقترحات وتطوير الرؤى وتقريب وجهات النظر، مؤكدا على أن أمر الإصلاح يجب أن يبقى قائما بفعل التطور المضطرد والسريع الذي يعرفه قطاع الإعلام، مع مواصلة الجهود المكثفة لتطوير الرأسمال البشري، وتوفير تكوين مستمر يواكب متطلبات التطور ويتجاوب مع الرهانات المهنية الآنية والمستقبلية. وأكدت باقي التدخلات على أن توفير منتوج إعلامي وطني في مستوى طموح الجمهور الواسع ومتطلبات التنمية والتحولات السياسية والسوسيواقتصادية، رهين بتوفير كل أسباب النجاح التي تحدد أساسا في الإمكانات البشرية واللوجستيكية والوسائل التكنولوجية، خاصة وأن الإعلام المغربي يعرف تغيرا كبيرا نوعا وكما وتحولا رقميا سريعا. واحتضن « بيت الصحافة » بالمناسبة معرضا للصور التاريخية للصحافة المكتوبة بالمغرب، ونموذجا للجرائد الصادرة بطنجة منذ بدايات القرن 19، ويضم أيضا وثائق هامة من الصفحات الأولى للجرائد الورقية الصادرة أو المطبوعة بمدينة طنجة، قبل فترة الحماية إلى غاية استقلال المغرب. ورمت هذه المبادرة التوثيقية حفظ الذاكرة الإعلامية المغربية، وتوثيق وتثمين أرشيف الصحافة الوطنية وبالخصوص الدور الريادي للإعلام الجهوي بمدينة طنجة، عبر الحقب والعقود الماضية.