أثارت نائبة الاتحاد الوطني للطلبة بفرنسا، مريم بوجيتو، انقساما داخل لجنة في البرلمان الفرنسي بعدما انسحب بعض النواب احتجاجا على ارتدائها الحجاب. مريم، ذات الأصول المغربية، حضرت، وفق ما نقلت وسائل إعلام فرنسية، اجتماعا للجنة في البرلمان الفرنسي حول موضوع آثار جائحة فيروس كورونا على الأطفال والشباب. وكتب موقع "كاسور" الفرنسي اليميني أن عددا قليلا فقط من النواب غادروا احتجاجا على حجاب مريم، "لكنهم أرادوا إثبات وجهة نظرهم". وكتبت آن كريستين لانغ، وهي عضو حزب الجمهورية إلى الأمام الحاكم في فرنسا، في تغريدة على صفحتها على موقع "تويتر"، إنها "ترفض وجود محجبة في اجتماع للبرلمان"، معتبرة أن الحجاب رمز للخضوع. وردت زميلتها من نفس الحزب، ساندرين مورتش قائلة إنها لن تسمح "لهذا النقاش الزائف حول الحجاب بالدخول إلى هذه اللجنة التي من المفترض أن تعمل على مستقبل وحاضر الشباب في وضع معقد للغاية"، بينما رأت صحيفة "ليبراسيون" في الحادث استمرارا في الهجوم على النساء. En tant que députée et féministe, attachée aux valeurs républicaine,à la #laicite et aux #droitsdesfemmes, je ne peux accepter qu'une personne vienne participer à nos travaux à l'#AN en hijab, qui reste pour moi une marque de soumission. J'ai donc quitté cette audition #DirectAN pic.twitter.com/6L5PRF2YvX — Anne-Christine Lang (@AChristine_Lang) September 17, 2020 ولا تعد هذه المرة الأولى التي تجد فيها طالبة الآداب ومهن النشر، البالغة من العمر 21 عامًا في جامعة السوربون نفسها في دائرة الضوء، فقد تسبب ظهورها في مايو 2018، بحجابها كممثلة نقابية للطلبة على قناة فرنسية في جدل مماثل. من تكون مريم بوجيتو؟ مريم بوجيتو (21 عاما) هي فتاة مسلمة محجبة تترأس الاتحاد الوطني لطلبة فرنسا في جامعة السوربون بباريس، وجدت نفسها فجأة وسط هالة من الجدال والنقاش في وسائل الإعلام المختلفة وفي وسائل التواصل الاجتماعي، وتحولت قصتها إلى قضية سياسية وثقافية خاض فيها حتى السياسيون والوزراء. تفجرت قصة مريم عام 2018 بعد ظهورها في مقابلة على القناة التلفزيونية الفرنسية "إم 6" (M6)، حيث تسببت في ردود أفعال كثيرة، فبعض الفرنسيين لم يرق لهم رؤية فتاة مسلمة ترتدي الحجاب، وهي تتحدث باسم نقابة طلابية على شاشة تلفزيون فرنسي. وتعرضت لانتقادات شديدة اللهجة من عدد من الوزراء على خلفية ارتدائها الحجاب كانت أشهرها من صحيفة "شارلي إيبدو" المعروفة بعدائها للمسلمين. غلاف مجلة شارلي ايبدو مريم موجيتو تستفز "شارلي ايبدو" وكانت مجلة شارلي ايبدو المعادية للإسلام والسلمين، قد هاجمت الطالبة الفرنسية ورئيسة الاتحاد الوطني لطلبة فرنسا في "جامعة السوربون"، مريم بوجيتو، التي واجهت اتهامات وزراء فرنسيين بأنها ترتدي الحجاب كوسيلة لتحقيق مكاسب سياسية. وكرست "شارلي إيبدو"، في عدد خاص وقتها غلافها لمريم بوجيتو، بصورة مخيفة رسمها مدير التحرير لوران سوريسو "ريس". وإذا كانت مريم بوجيتو قد صرّحت بأنها لا تفكر في مغادرة النقابة الطلابية رغم كل المضايقات والتهجمات، فإن المقال يراهن على تحرك داخل هذه النقابة اليسارية لاستبدالها، إذ استنكرت الكاتبة "هل تقبل النقابة الطلابية أن تترأسها ناشطة في حركة (التظاهرة للجميع؟)". وكرّست الصحيفة للموضوع مقالة عنوانها "الاتحاد الوطني لطلبة فرنسا يظهر إيمانه المعادي للعلمانية". واعتبرت المقالة التي وقعتها لور دوسي، وأضاف إليها "ريس" صورة تظهر وجهين متماثلين لمريم، أحدهما يمثل الاتحاد الوطني لطلبة فرنسا والآخر اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا، أن انتخابها "تخلّ عن الالتزامات الأصلية للنقابة التي كانت تدافع عن قيم تقدمية". Cette semaine : inédit de @SalmanRushdie, #Israel–#Palestine : les arabes sortent-ils de l'Histoire ? La foi anti-laïque de l'@UNEF par @LaureDaussy. Félix a assisté au #RoyalWeddding dans un pub, Coco explicite les films de Luc Besson, et bien plus.https://t.co/UiY7mRTsWN pic.twitter.com/4F5gwli4r5 — Charlie Hebdo (@Charlie_Hebdo_) May 23, 2018 "L'UNEF affiche sa foi anti-laïque" Par @LaureDaussy https://t.co/Vs7TzB327R pic.twitter.com/2TedWCMPmq — Charlie Hebdo (@Charlie_Hebdo_) May 23, 2018 وأثير الجدل بشأن الفتاة المحجبة في أوساط الطبقة السياسية الفرنسية، وفي الصحف التي جعلت من الموضوع قضية رأي عام، واستغل بعض اليساريين خصوصا هذا الموضوع، لبعث النقاش الذي لا ينتهي في فرنسا حول الحجاب والنقاب وحول الإسلام والمسلمين عموما، فقد ربط بعضهم الأمر بالتطرف وبتنظيم الدولة الإسلامي.