تحولت ملاعب كرة القدم إلى معركة قتال وفوضى، فعوض أن تملئ الفرحة مدرجتها، أضحت تلطخ بالدماء، خاصة بعدما عايناه في مباراة الجيش الملكي ضد نظيره المغرب الفاسي من أعمال الشغب، هاته الأخيرة خلفت إصابات متفاوتة الخطورة بين المشجعين، وفي صفوف رجال الأمن، في مشهد درامي لم يكن يتوقعه أشد محبي المستديرة. وبهذا الخصوص، قال الناقد الرياضي محمد الماغودي، في تصريح خص به "فبراير.كوم"، إن " من يتحمل المسؤولية وراء ما وقع من الشغب يرجع لعدة مستويات، بداية بالمنظومة التعليمية ودورها التربوي، مرورا بالإعلام العمومي الذي يتغافل عن الجانب التوعوي والتأطيري، وصولا الى الأسرة التي فقدت جميعا من قيمها وأسسها". وأضاف المتحدث، " الإلتراس بدورها يجب أن ترقى لمستوى التأطير والتوعية، بين صفوف منخرطيها وتمرير ذلك للجمهور، كون ما تقدمه لا ينحصر فقط على التشجيع والتنسيق داخل المدرجات، بل يتجاوز ذلك نحو اعطاء صورة حضارية توعوية لكل من يؤتتون المباريات". واسترسل الماغودي في حديثه قائلا :"دون أن نغفل ما لمواقع التواصل الاجتماعي من وقع، خاصة الصفحات الفيسبوكية، في التأثير على العقل والسلوك، وما تنشره من خطاب الكراهية، والتحريض على القيام بأعمال الشغب". وأكد المتحدث عينه، على أنه من أجل وضع حد لنزيف هذا الشغب، وجب الرفع من القوانين المؤطرة لذلك، وكذا إعادة الدور التربوي للمؤسسات التعليمية، وأن يتحمل الإعلام العمومي مسؤوليته في التوعية والتأطير. وفي سياق متصل، فقد أحالت الشرطة القضائية على قاضي التحقيق بمحكمة الاستئناف بالرباط، يوم أمس الأربعاء، 70 شخصا من بينهم 18 قاصرا، وذلك على إثر أحداث الشغب التي أعقبت مباراة الجيش الملكي والمغرب الفاسي، الأحد المنصرم، على أرضية المجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله في العاصمة.