سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
وزارة الداخلية في خدمتكم أيها المغاربة، وهاهي تقدم لكم صور المثليين لتنتقموا منهم! فانصب أيها الشعب مشانقك فالداخلية في خدمتك الأجهزة التي تسمع دبيب النمل لم تعلم بمظاهرة في قلب العاصمة اعتدى المشاركون فيها على أسرة في مسكنها
علينا أن نعذر وزارة الداخلية. علينا أن نعذر كل الأجهزة السرية والعلنية في المغرب، لأنها لم تكن تعلم بتلك المظاهرة التي خرجت في أحد أحياء العاصمة الشعبية يندد المشاركون فيها بوجود مثلي جار لهم. الأجهزة التي تسمع دبيب النمل، وخشخشة أوراق الشجر، وتشم الخيانات الزوجية في الشقق المغلقة، وتحس بخفقة القلب، لم تر هؤلاء الشباب الذين خرجوا ليحتجوا على المثلية. ولا تعرف من حرضهم، ومن دفع لهم ومن هيجهم، ومن حدد لهم الشعارات ومن قطع لهم علب الكارتون، ومن كتب لهم، ومن جعلهم يبدون مسخرين ومقحمين في لعبة مكشوفة، وتمثيلية من الدرجة العاشرة، لكن يمكنها أن تشكل خطرا يهدد حياة مواطن مغربي وأسرته. وخرجوا يتظاهرون بكامل الحرية، ولم يعترض طريقهم أحد، ولم يسألهم أحد، ولم يقمعهم أحد، في دولة الحق والقانون، التي يسمح فيها بالتحريض وتهييج الناس على مواطن. وعاشت حرية التظاهر والاحتجاج في المغرب، وعاشت الديمقراطية، حيث لا أمن ولا سلطة تمنع المتظاهرين من التعبير عن آرائهم، وحيث لا حاجة إلى ترخيص، ما دام الهدف نبيلا وهو التشهير بمواطن وبأقلية يتفق القانون والسلطة وأغلبية الشعب على معاقبتها وتجريمها والهجوم على مساكنها وإفزاعها وتهديد حياتها. يا لتسامح وزارة الداخلية. تركتهم يعبرون ويصرخون، في إطار دولة الحق والقانون، وأكثر من ذلك دبجت بلاغا تشهر فيه بمواطنين مثليين ونشرت أسماءهما الكاملة وصورهما، لينتقم منهما من يرغب في ذلك، وليتعرف عليهما الجميع. كأن وزارة الداخلية تقول للناس: ها هي صورهما وهاهو اسم كل واحد منهما، وإذا كنت تعاني أيها المواطن من رهاب المثلية، وإذا كنت تعتبر وجودهما في حد ذاته جريمة، فبمقدورك، والحالة هذه، الاعتداء عليهما، في أي مكان تصادفهما فيه. لقد قامت وزارة الداخلية بعملها أحسن قيام، ولأنها في خدمة المواطن، وحريصة على أمننا، فقد قدمت لنا هذه الهدية، وارتكبت جريمة في حق مواطنين مغربيين، كما لو أنها تدعو الناس وتشجعهم على محاكمتهما محاكمة ثانية، ولم لا سحلهما ورجمهما في شوارع المملكة. فماذا لو تعرض هذان المواطنان لمكروه. ماذا لو شكل هذا التشهير بهما خطرا على حياتهما ماذا لو تورطت وزارة الداخلية في التحريض والكراهية والتشجيع على قانون الغاب والانتقام. وأن يأتي ذلك من متطرفين، ومن تيارات دينية، فهو مفهوم، لكن أن تلتحق وزارة الداخلية بهم، وتسمح باعتداء متظاهرين مسخرين على أسرة في مسكنها، وتنشر صور مثليين، فهذا هو المخيف والمرعب. كأن السلطة لا يكفيها الفصل 489. وتريد أن يحاكم المثليون في الساحات العامة وأن ينتقم منهم الشعب ويخرج في المظاهرات للتخلص منهم وطردهم فهم معروفون وصورهم متوفرة فانصب أيها الشعب مشانقك واشحذ سكاكينك فوزارة الداخلية في خدمتك أما الأجهزة بمختلف أنواعها فلم تكن تعلم بتلك المظاهرة لقد خرجت لوحدها فجأة ودون إيعاز من أحد.