مع كل مباراة للمنتخب الوطني لكرة القدم في منافسات المونديال، التي بلغ الأسود مربعها الذهبي عن جدارة واستحقاق، حائزين إشادة دولية من مسؤولي وشعوب دول عديدة، يتجدد النقاش، في أوساط المغاربة، حول ارتفاع أسعار الاستهلاك التي تعتمدها المقاهي وبعض المطاعم التي تشهد إقبالا منقطع النظير منذ مباريات دور المجموعات. هسبريس رصدت، منذ الساعة العاشرة صباحا، توافدا كبيرا وإقبالا كثيفا على المقاهي التي كثفت استعداداتها للقاء المنتخبين المغربي والفرنسي؛ مسجلة أن أغلب المواطنين من فئات عمرية مختلفة أكدوا أنهم سيشجعون ويناصرون "رفاق بونو"، على الرغم من ارتفاع الأسعار التي تعرضها المقاهي وبعض المطاعم. عدد من المواطنين، الذين تحدثوا ل هسبريس بالصوت والصورة، خلال جولتها بأحياء مدينة الرباط، كانوا لا يزالون "في حيرة من أمرهم"، منذ الساعات الأولى من صباح يومه الأربعاء، من أجل اختيار مقاهٍ تفرض أسعارا معينة أو طريقة "الحجز المسبق" قصد ولوجها؛ فيما واجه بعض الشباب، على مستوى حي أكدال، "صعوبة ومشقة" في العثور على مقاعد بعدد من المقاهي المعروفة أو التي تتميز بموقعها وأجواء التشجيع الحماسية. وبينما سارعت السلطات المحلية ومسؤولو الجماعات الترابية في عدد من المدن المغربية إلى تنصيب وتثبيت شاشات كبرى في الفضاءات والساحات العمومية المعروفة، بغرض تسهيل المتابعة الجماهيرية للمباراة الحاسمة، رصدت جريدة هسبريس، في حديث جمعها مع صاحب مقهى وسط مدينة الرباط، تنامي ظاهرة "حجز موائد وكراسٍ بشكل مسبق" عبر الاتصال هاتفيا أو بطريقة شخصية، منذ الثلاثاء عشية الموعد الذي يسبق موقعة "الأسود المغربية ضد الديوك الفرنسية" على "ملعب البيت" في الدوحة. في سياق متصل، عبر عدد من المواطنين الذين التقتهم الجريدة على مقربة من مقاهي الرباط عن "امتعاضهم وتذمرهم" من رفع أثمنة استهلاك المشروبات أو ربط مشاهدة مباراة فرنسا والمغرب باستهلاك أطعمة متنوعة؛ ما رفع تذكرة الجلوس في مقهى لمشاهدة منتخب بلادهم إلى تسعيرة تتراوح بين 50 درهما كحد أدنى و100 درهم في بعض المقاهي، لاسيما تلك الواقعة بأحياء راقية. كما عبر شاب مغربي، في حديثه مع هسبريس، عن "خيبة أمله"؛ لأنه "لن يستطيع أداء ثمن تذكرة مشاهدة مباراة المنتخب ضد فرنسا في المقهى"، مشددا على أن بعض الأسعار "تتجاوز القدرة الشرائية لعدد من المغاربة البسطاء"، لافتا إلى أن "بعض المقاهي تستغل الظرفية العامة التي ميزت وصول المنتخب الوطني إلى أدوار متقدمة أسعدت وأبهرت كل العالم"؛ قبل أن يخلص إلى أن ظرفية الفرح والابتهاج بإنجازات "رجال الركراكي" كانت تحتم نوعا من "التضامن الاجتماعي وعدم رفع الأثمنة بالشكل التي وصلت إليه". شابة أخرى أكدت، في تصريح للجريدة، أن "الأثمنة لم تتغير على الأقل في المقهى التي اعتادت التردد عليها قبل المونديال وحتى خلال مبارياته"، لافتة إلى أن "أرباح المقاهي والمطاعم تظل مشروعة في ظرفية اقتصادية صعبة عانوها جراء الأزمة الوبائية الأخيرة". ويفسر أرباب المقاهي والمطاعم عادة "بعض الزيادات" التي طالت أثمنة استهلاك المشروبات أثناء مباريات المنتخب بكون الاستعدادات تتطلب منهم وقتا أطول يستغرقه حتى الزبناء، بين ساعة الالتحاق والجلوس في المقهى أي قبل المباريات بساعات ثم خلالها وبعدها؛ وهو ما أكده صاحب مقهى بحي أكدال- الرباط لهسبريس: "هي مسألة تتعلق بحصيلة الأرباح اليومية لكل مقهى، فضلا عن مصاريف التنظيف والنادل واقتناء شاشات مناسبة لحجم الحدث الكروي". يشار إلى أن حسن الشطيبي، رئيس جمعية حماية المستهلك بمدينة تمارة، قال، في تصريح سابق لهسبريس، إن رفع أسعار الدخول إلى المقاهي يُعتبر استغلالا لظرفية محدودة في الزمن وابتزازا للمستهلكين، حتى وإن التزم صاحب المقهى بتعليق الأسعار كما ينص على ذلك قانون حرية الأسعار والمنافسة، معتبرا أن "ذلك يدخل في باب المنافسة التجارية غير المشروعة القائمة على الاحتكار".