ترامب: خطة ماسك "حطام قطار"    الكرواتي راكيتيتش يعتزل كرة القدم عن عمر 37 عاما    دراسة ألمانية تؤكد خطورة فيروس التهاب الكبد E لمهاجمته خلايا الكلى        رداً على ادعاءات مغلوطة.. إدارة سجن رأس الماء بفاس توضح حقيقة تعرض سجناء للابتزاز        أسعار النفط تتراجع        رئاسة النيابة العامة تطلق دورة تكوينة للأطباء الشرعيين حول بروتوكول إسطنبول    الأحمر يفتتح تداولات بورصة الدار البيضاء    استثمار صيني جديد يعزز الزراعة الذكية في المغرب لمواجهة تحديات الماء والمناخ    النواصر ضواحي الدار البيضاء: مصرع فتى غرقا إثر سقوطه في حوض مائي غير محروس    القوات المسلحة الملكية ستحول "برج دار البارود بطنجة" إلى فضاء ثقافي مفتوح أمام العموم    رئيس جزر القمر يشيد بالشراكة الاستراتيجية مع المغرب    بنسعيد يوقع على مذكرة تفاهم مع المنظمة العالمية للملكية الفكرية لحماية التراث الثقافي المغربي    الرباط: انطلاق أشغال المنتدى العالمي الخامس للسوسيولوجيا بمشاركة باحثين من أزيد من 100 بلد    منع الباحث أحمد ويحمان من دخول افتتاح المنتدى العالمي للسوسيولوجيا    الدبيبة: الميليشيات تمتلك قوة عسكرية تفوق الدولة والحكومة ماضية بكل قوة في خطتها الأمنية    جدل في ويمبلدون بسبب تقنية الخطوط                الانتخابات الجزئية… رسائل صناديق الاقتراع        بنكيران بين "أحواش" و"موازين": رقصة على حبل التناقضات    إدانة لترهيب المبلغين عن الفساد ومطالب بالتحقيق والمحاسبة في ملفات الفساد بمراكش            هيئات أمازيغية ترفع دعوى ضد الحكومة بسبب تأخير تعميم تدريس اللغة الأمازيغية إلى 2030    اتفاقية لإدماج 110 من الأطفال والشباب في وضعية هشة بالدار البيضاء    أبرزهم أوناحي.. أولمبيك مارسيليا يُنزل 6 لاعبين إلى الفريق الرديف    طوفان الأقصى: عودة إلى نقطة الصفر    أعمو: جهة سوس ماسة تشكو ارتفاع المديونية وضعف المداخيل وتعثر مشاريع مهيكلة    محمد بهضوض... الفكرة التي ابتسمت في وجه العالم    توسيع صادرات الأفوكادو يثير الجدل بالمغرب في ظل أزمة الجفاف    سلسلة بشرية في الدار البيضاء ترفع أعلام فلسطين وتندد ب"الإبادة" في غزة    التوصل إلى طريقة مبتكرة لعلاج الجيوب الأنفية دون الحاجة للأدوية    الأساتذة المبرزون يصعّدون احتجاجهم ضد وزارة التربية الوطنية ويدعون لاعتصام وطني بالرباط    افتتاح متحف للنجم البرتغالي كريستيانو رونالدو في هونغ كونغ    تراجع الذهب نتيجة التقدم في تمديد مهلة الرسوم الجمركية    توقعات أحوال الطقس اليوم الإثنين بالمغرب    بالأرقام.. المغرب في طليعة الذكاء الاصطناعي: نحو ريادة عالمية برؤية شاملة وأخلاقيات راسخة    فيضانات تكساس.. ارتفاع حصيلة القتلى إلى 82    دراسة: ليس التدخين فقط.. تلوث الهواء قد يكون سببا في الإصابة بسرطان الرئة    رئيس وزراء ماليزيا: "البريكس" أمل الجنوب العالمي لنظام دولي أكثر عدلاً    لفتيت يكشف أرقاماً صادمة عن الجريمة بالمغرب    المركز الوطني للإعلام وحقوق الإنسان يرفض مشروع قانون تنظيم المجلس الوطني للصحافة ويعتبره «نكسة دستورية»    "لبؤات الأطلس" يتدربن في المعمورة    اللاعب المغربي محمد أوناجم ينضم إلى نادي كهرباء الإسماعيلية    القهوة تكشف سرا جديدا.. "إكسير الشباب" يعزز صحة الأمعاء ببكتيريا نافعة    بومداسة يوقع "إثنوغرافيا الدرازة الوزانية"    الوعي الزائف:رسالة إلى امرأة تسكنها الأوهام!    غويركات يرثي محمد بهضوض.. "الفكرة التي ابتسمت في وجه العالم"    "مدارات" يسلّط الضوء على سيرة المؤرخ أبو القاسم الزياني هذا المساء على الإذاعة الوطنية    التوفيق: معاملاتنا المالية مقبولة شرعا.. والتمويل التشاركي إضافة نوعية للنظام المصرفي    التوفيق: المغرب انضم إلى "المالية الأساسية" على أساس أن المعاملات البنكية الأخرى مقبولة شرعاً    التوفيق: الظروف التي مر فيها موسم حج 1446ه كانت جيدة بكل المقاييس    طريقة صوفية تستنكر التهجم على "دلائل الخيرات" وتحذّر من "الإفتاء الرقمي"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



البشير مشا فيها...والعگوبة لشي وحدين اخرين!
نشر في هسبريس يوم 10 - 03 - 2009

ما أن أصدر المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو أوكامپو مذكرة دولية لاعتقال الرئيس السوداني عمر حسن البشير، بتهمة ارتكاب جرائم ضد سكان إقليم دارڤور السوداني، حتى ثارت ثائرة العرب ضد هذا القرار "الجائر"، وبدأت رسائل وزيارات الدعم والمساندة تتدفق على القصر الرئاسي في الخرطوم ، حيث يقبع عمر حسن البشير، في انتظار المآل الذي سينتهي إليه مصيره ، والذي يظهر واضحا أنه ما غاديش يسالي على خير، ما دام أن أوكامپو حاطّ عليه! ""
المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية لديه أدلة قاطعة تثبت تورط الرئيس البشير في الجرائم التي وقعت في دارڤور وراح ضحيتها آلاف الأشخاص، والعرب بأنفسهم يعترفون بوقوع هذه الجرائم، لكنهم في نفس الآن يرفضون أن تتم متابعة الرئيس المتورط. أولا لأنه عربي مسلم، ثانيا لأن العرب يعتبرون تحريك هذه المتابعة بمثابة مؤامرة غربية جديدة ضد العالمين العربي والإسلامي، خصوصا وأن البشير يعتبر واحدا من الذين يقفون في صف "الممانعة" العربية.
أما السبب الأكبر الذي يجعل الحكام العرب ينددون بمتابعة "زميلهم" فيرجع لكونهم يدركون جيدا أن الدور سيحين على كثير منهم في يوم من الأيام. حيت حتى هوما عندهم شي وسخ فالضواصا!
وباش تكمل الباهية تدخّل رجال الدين بدورهم على الخط، وعلى رأسهم الشيخ يوسف القرضاوي الذي أصدر بيانا باسم "الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين"، يندد فيه بهذه المتابعة التي وصفها بأنها "غير جائزة وغير قانونية". وكأن ما قام به البشير في دارڤور هو الجائز والقانوني. الشيخ القرضاوي ومعه علماء "الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين" يعرفون جيدا أن قتل نفس واحدة يعتبر جريمة مكتملة الأوصاف، يستحق مرتكبها أشد العقاب. والقرآن نفسه يقول إن من قتل نفسا واحدة فكأنما قتل الناس جميعا. ولكنهم مع ذلك لا يريدون أن يقفوا مع الحق ويفضلون الوقوف إلى جانب الرئيس السوداني، لأنه عربي ومسلم وواحد من القادة "الممانعين".
إيوا، والله سبحانه وتعالى كي غاتديرو معاه؟ فهو سبحانه جل حلاله حرم الظلم على نفسه وحرمه بيننا. لذلك فالمفروض في هؤلاء العلماء هو أن يقفوا بجانب المظلومين، ويطالبوا بإظهار الحق، أيا كانت الجهة التي تريد إحقاق هذا الحق. وهنا سنضطر للعودة قليلا إلى الوراء، وتحديدا إلى عام 1990 ، عندما هاجم صدام حسين دولة الكويت، التي كان يعتبرها محافظة عراقية! قبل أن تتدخل الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها من أجل رد العدوان العراقي. في ذلك الوقت أيضا ثار الشارع العربي، ونددت الجماهير بالحرب الأمريكية على بلاد الرافدين، لكن أحدا لم يخرج قبل ذلك للتنديد باجتياح العراق للكويت، علما أن ذلك الاجتياح كان خارج الضوابط القانوينة والشرعية أيضا. والذي لا يعرفه الكثيرون هو أن ما قامت به الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها هو بالتحديد ما يأمر به الإسلام! آيّيه أسيدي. ففي القرآن الكريم يقول الله تعالى: "وإن طائفتان من المومنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما، فإن بغت احداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله، فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا، إن الله يحب المقسطين". صدق الله العظيم.
وبما أن مجلس الأمن نصح صدام حسين بسحب قواته من الكويت، ولم يستجب، فقد كان على الأمة العربية أن تتدخل لكي ترد العدوان العراقي عن أهل الكويت، عملا بالأمر الإلهي الذي يأمر بقتال المعتدي. لكن العرب كانوا خائفين من صدام وجبروته، لذلك أحذت الولايات المتحدة الأمريكية المبادرة وطبقت بالحرف ما جاء في نص القرآن الكريم!
واليوم يتكرر نفس السيناريو مع الرئيس عمر البشير. فإذا كان العرب لا يريدون أن تتم جرجرة هذا الرئيس العربي المسلم أمام المحكمة الجنائية الدولية بلاهاي، فعليهم أن ينشؤوا محكمة جنائية على أرض إحدى البلدان العربية لمحاكمته. وبما أنهم لن يفعلوا، فليتركوا العدالة الدولية إذن تأخذ مجراها. والعگوبة لشي وحدين فيكم حتى انتوما إن شاء الله تعالى.
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.