أفاد المحللون أمس أن الرد السريع الذي وجهه المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي إلى الرئيس الأميركي باراك أوباما، كان رسالة تؤكد أنه الوحيد صاحب القرار في مسألة التقارب مع الولاياتالمتحدة المحورية، والتي استبقت الانتخابات الرئاسية الإيرانية بثلاثة اشهر. "" وقال المحلل برويز اسماعيلي المقرب من المحافظين أراد خامنئي أن يقول للعالم أجمع إنه هو من يتخذ القرارات الكبرى، وهذا ما يؤكده صمت الرئيس محمود أحمدي نجاد والخارجية. أما المحلل المعتدل ما شاء الله شمس الواعظين فاعتبر أن أوباما فعل حسنا بالتوجه الى أعلى مستويات السلطة في إيران، لا الى نجاد. وقال المحلل الاصلاحي سعيد ليلاز إنني على ثقة بأن نجاد كان يرغب في الرد بنفسه على أوباما، لأن ذلك قد يرفع من فرص إعادة انتخابه، لكن المرشد الأعلى أراد أن يقول إنه هو صاحب السلطة. ورأى المحللون أنه مع اقتراب الانتخابات الرئاسية في 12 يونيو، فإن مسألة استئناف العلاقات بين واشنطن وطهران قد تتحول إلى قضية محورية لأن أغلبية الإيرانيين يؤيدونها. وأضاف ليلاز مهما كان الظن بنجاد، فإن الرجل قام بالكثير لتطبيع هذه المسألة، فالمحافظون لن يسمحوا أبدا لرئيس إصلاحي أن يستفيد من تقارب كهذا مع الولاياتالمتحدة، معتبرا أن ذلك سيفيد مرشحا أكثر اعتدالا من نجاد حتى لو كان ينتمى إلى معسكر المحافظين. ورأى شمس الواعظين أن المحافظين الذين يشملون المرشد الاعلى يملكون قدرة أكبر على هذا التقارب، ما يعزز فرصهم في الانتخابات الرئاسية. وأضاف أن الثقة في خامنئي ازدادت لأنه يستطيع أن يقول إن سياسة مقاومة الولاياتالمتحدة التي انتهجها أتت بالنفع، مما يمنحه شرعية أكبر، لذلك يسمح لنفسه أن يقول إن على الولاياتالمتحدة أن تقبل إيران كما هي، أي ببرنامجها النووي، وبرنامجها الباليستي، وبنفوذها في المنطقة. واعتبر الجميع أن رد خامنئي كان معتدلا، وعلق شمس الواعظين قائلا الجزء القاسي كان محصلة السياسة الأميركية في العقود المنصرمة، لكن الجزء الأهم يتمثل في الجملة الصغيرة التي أكد فيها أنه في حال غيرت الولاياتالمتحدة سياستها فإن إيران ستتغير أيضا. وختم بالقول تبدو إيرانوالولاياتالمتحدة كحبيبين شابين بدآ يتبادلان الكراهية، التي قد تتحول الى حب جديد، فاللامبالاة هي التي تقتل، لكن هذا لا يعني أنهما سيقتربان من بعض فورا، سيستغرق الأمر وقتا.