حضرت جيل بايدن، السيدة الأمريكية الأولى، اليوم الثلاثاء في باريس، مراسم رفع علم الولاياتالمتحدة في مقر منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو)، بعدما انسحبت واشنطن من هذه المنظمة قبل خمسة أعوام في عهد دونالد ترامب. ورُفع العلم الأمريكي في مقرّ اليونسكو في باريس، وقالت بايدن في خطاب: "عندما نحتلّ مكانا ضمن هذا التحالف، يمكننا النضال من أجل قيمنا مثل الديمقراطية والمساواة وحقوق الإنسان". من جهتها، قالت أودري أزولاي، المديرة العامة لل"يونسكو": "يشرّفنا أن نعيد علم (الولاياتالمتحدة) إلى مكانه"، مضيفة: "في هذا العالم المفكّك حيث أدت الرغبة في السلطة أحيانا إلى التشكيك في التعددية، فإن لعودة الولاياتالمتحدة أهمية تتجاوز اليونسكو". بعدما وصلت أمس الاثنين إلى فرنسا، بدأت جيل بايدن زيارتها لباريس، وهي أول زيارة رسمية لها إلى هذه العاصمة الأوروبية مذ أصبح زوجها رئيسا للولايات المتحدة. والتقت، في وقت لاحق الثلاثاء، برفقة ابنتها آشلي بايدن، بريجيت ماكرون، السيدة الفرنسية الأولى، في قصر الإليزيه. وشاركت النساء الثلاث، إلى جانب كل من غابريال أتال، وزير التعليم الفرنسي، وريما عبد الملك، وزيرة الثقافة الفرنسية، والشخصية البارزة في الثقافة الأمريكية جوديت بيسار – وهي أيضا والدة وزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكن – في مراسم عودة الولاياتالمتحدة إلى "اليونسكو". الأربعاء، تتوجه جيل بايدن إلى المقبرة الأمريكية في بريتاني "لتكريم الجنود الأمريكيين الذين سقطوا" خلال الحرب العالمية الثانية، على أن تنهي جولتها الفرنسية في دير مون-سان-ميشال الشهير برفقة بريجيت ماكرون. عادت الولاياتالمتحدة، مؤخرا، إلى ال"يونسكو"، بعد تصويت لصالحها في 30 يونيو المنصرم من قبل الدول الأعضاء في هذه المنظمة رغم معارضة روسياوالصين. وكانت واشنطن قد انسحبت من ال"يونسكو" في أكتوبر 2017، منددة ب"تحيزها المستمر ضد إسرائيل". وبات انسحابها وإسرائيل ساريا منذ دجنبر 2018. وتأتي عودتها في سياق تزايد التنافس مع الصين، في وقت ترغب بكين في تغيير النظام الدولي متعدد الأطراف الذي نشأ بعد الحرب العالمية الثانية، وانبثقت منه ال"يونسكو". سبق للولايات المتحدة أن خرجت من ال"يونسكو" عام 1984 في ظل رئاسة رونالد ريغان، مشيرة إلى عدم جدواها وإلى تجاوزات مالية مفترضة، قبل أن تعود إليها في أكتوبر 2003. وتمثل عودتها متنفسا للمنظمة، التي تشكل مساهمات الولاياتالمتحدة 22 في المائة من ميزانيتها. وتعهدت واشنطن سداد مستحقاتها بالكامل والبالغة 619 مليون دولار، أي أكثر من الميزانية السنوية لل"يونسكو" والمقدرة ب534 مليون دولار.