بَلغ الهَوَس بالمغرب عند الصحافي الإسباني إغناسيو سامبريرو مُنتهاه، لدرجة بات معها هذا الأخير يَتنصَّل من كل أخلاقيات المهنة الصحافية كلما تَناول موضوع المغرب، بل إنه أصبح يُمعِن في نشر الأخبار الزائفة ويؤسِّس عليها استيهامات ونظريات مُشبَعة بالعُقم الفكري والصحافي. ففي آخر تجليات وأعراض المرض الهَوسي لدى سامبريرو، أنه خرج يَدعي وُجود جَبهة قضائية جديدة يُواجِهُها جهاز الاستخبارات المغربي بهولندا، بدعوى صُدور استدعاء مَزعوم للمدير العام للدراسات والمستندات السيد محمد ياسين المنصوري من طرف السلطات القضائية الهولندية في قضية تجسس مفترض! والمثير للاستغراب أن هذا الصحافي الإسباني، "المهووس" بالمغرب، لم يَتحرَّ جيدا حول هذا الموضوع، وإنما تَلقَّف الأخبار الزائفة المنشورة حول هذه القضية في وسائط الاتصال الجماهيري، وانبرى يَستولِد منها كل الشائعات والترهات والأراجيف التي يَعتقِد أنها قد تَمُس بصورة المغرب وبأجهزته الأمنية. وما يَجهلُه إغناسيو سامبريرو "المريض" بالمغرب، أو ربما ما يَتجاهلُه عَمدا وهَوسا، هو أن محكمة روتردام التي تَنظُر في قضية التجسس المفترض المنسوب للموظف السابق في المنسق الوطني للأمن ومكافحة الإرهاب بهولندا، لم يَسبق لها نهائيا أن استدعت رسميا للشهادة أي مسؤول أمني مغربي! أكثر من ذلك، تُؤكد مَصادر مُطلِعة بأن السلطات القضائية الهولندية لم تُقرِّر نهائيا استدعاء أي مسؤول مغربي، بل إن النيابة العامة الهولندية اعتبَرت بأن شهادة أي مسؤول مغربي غير ضرورية ولا علاقة لها بجسم الجريمة أو جوهر القضية، وذلك وفق ما تداولته مؤخرا العديد من الصحف الهولندية. وأعزت المصادر ذاتها سبب تناسُل هذه الشائعات، إلى خَلط عَرضي أو ربما مَقصود من طرف بعض المتربصين بصورة المغرب، مؤكدة بأن محامي الدفاع الذي يؤازِر الشخص المشتبه به في قضية التجسس المعروضة على القضاء الهولندي، هو الذي كان قد تقدم بمُلتمَس طارئ للمحكمة، يَطلب فيه استدعاء بعض شهود النفي، من بينهم مسؤولين مغاربة لإثبات انعدام أي صِلة لموكلِه مع الأجهزة الأمنية المغربية. فالأمر هو "عبارة عن مُلتمَس ودَفع شخصي تقدم به محامي المشتبه به، وليس أمرا قضائيا صادرا عن المحكمة أو عن النيابة العامة"، بل حتى "جهاز الادعاء الهولندي اعتبر استدعاء شهود النفي غير مَطلوب وليس ضروريا لانتفاء الصِّفة في الدعوى"، تُضيف المصادر ذاتها. وبالرغم من أن هذه القضية لا تَهُم المغرب في شيء، وإنما تَتعلَّق أساسا بالسلطات الهولندية، ورغم (كذلك) انتفاء صُدور أي استدعاء رسمي لمسؤولين مغاربة، إلا أن إغناسيو سامبريرو وجدها فرصة سانِحة لتصريف أحقاده المرضية ضد المغرب، محاولا تزييف ملتمس صادر عن محامي وتحويله إلى قرار قضائي. وليست هذه هي المرة الأولى، ولن تكون الأخيرة بالتأكيد، حيث يَتطاوَل هذا الصحافي الإسباني على المغرب. فهوس إغناسيو سامبريرو بالمغرب صار مَرضيا لدرجة أضحى معها هذا الرجل لا يميز بين الأخبار الصحافية، وبين الشائعات والأخبار الزائفة التي يَستقيها من الشبكات والمواقع التواصلية.