لم تنتهِ الحرب بين إيران وإسرائيل على قاعدة "غالب ومغلوب"، بل توقفت فجأة على وقع تدوينة فجّرت أسئلة أكثر مما قدمت من أجوبة. ففي خطوة مفاجئة، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، من خارج كل السياقات الدبلوماسية المعتادة، وقفًا "تامًا" لإطلاق النار.
لا (...)
في تطوّر يكشف تعقيد الحسابات الإقليمية، كشف ثلاثة مسؤولين إيرانيين أن طهران نسّقت هجومها الصاروخي على قاعدة العديد الأميركية في قطر مع الدوحة مسبقًا، ووجّهت إخطارًا للولايات المتحدة لتفادي وقوع خسائر بشرية، مع الحرص على التأكد من خلوّ القاعدة من (...)
لم تعد الكلاب الضالة في شوارع المغرب مشهدًا هامشيًا. لقد تحوّلت إلى ظاهرة يومية تُثير مخاوف متزايدة بين المواطنين، خصوصًا الأطفال والمسنين. تكرار الاعتداءات وتزايد الإصابات بداء السعار عمّق الإحساس بالخطر، لا سيما بعد وفاة سائحة بريطانية إثر خدش (...)
في عمق جبل صخري شمال شرق مدينة قم الإيرانية، ترقد منشأة "فوردو" النووية كواحدة من أعقد تجليات الملف النووي الإيراني. لا تُختزل أهميتها في طابعها التقني، بل فيما تمثّله من معادلة ردع جغرافية واستراتيجية: قاعدة عسكرية مدفونة على عمق يتجاوز 80 مترًا، (...)
في ذروة التصعيد بين إيران وإسرائيل يتجاوز الصراع منطقه الجيوسياسي التقليدي ليكشف عن خلفية أعمق: مواجهة لاهوتية تحكمها نبوءات آخر الزمان، تتجسد في رؤى دينية متجذّرة لدى ثلاثة من أبرز الفاعلين في الساحة الدولية: المرشد الإيراني علي خامنئي، رئيس (...)
في زمن التحولات الجيوسياسية المتسارعة، لم يعد الاصطفاف الأيديولوجي بريئًا. فالمواقف التي تُتخذ باسم "المبادئ" كثيرًا ما تتحوّل إلى أدوات في خدمة مشاريع خارجية، خصوصًا حين يتزيّن الانحياز لخصوم الوطن بشعارات براقة من قبيل "المقاومة" و"التضامن (...)
تقود الأميرة للا مريم جهودًا متواصلة لمحاربة ظاهرة التنمر في الوسط المدرسي والرقمي، من خلال المرصد الوطني لحقوق الطفل، الذي أطلق، بشراكة مع عدد من المؤسسات، حملة وطنية شاملة تروم حماية كرامة التلاميذ وتعزيز بيئة تعليمية آمنة. هذه المبادرات، التي (...)
لم يعد اغتيال المرشد الأعلى في إيران، علي خامنئي، مجرّد فرضية متداولة في الكواليس الاستخباراتية أو تهديدًا ضمنيًا في خطابات متوترة، بل تحوّل إلى هدف معلن على لسان أعلى سلطة تنفيذية في إسرائيل.
ففي مقابلة مع شبكة ABC الأميركية، أكد رئيس الوزراء (...)
اجتاز التصعيد الإسرائيلي–الإيراني مرحلة اللاعودة، حين فجّرت تل أبيب واحدة من أوسع عملياتها الاستخباراتية والعسكرية داخل العمق الإيراني، في هجوم غير مسبوق جسّد كل ما راكمه الموساد من اختراقات داخل أجهزة الأمن الإيرانية، وعكس "خبثًا استخباراتيًّا" (...)
ما تشهده إيران من ضربات إسرائيلية دقيقة لا يمكن قراءته كمجرد تصعيد عسكري عابر. إنها لحظة مفصلية في إعادة تعريف التوازن الإقليمي، واستهداف مباشر للبنية التي يقوم عليها نظام الملالي. العملية لا تقتصر على المنشآت النووية أو الصاروخية؛ بل تطال الجوهر (...)
سؤال يفرض نفسه في ظل مشهد جديد من صراع قديم يتكرّر على خشبة الشرق الأوسط. ضربة إسرائيلية مباغتة تستهدف مواقع نووية إيرانية، إضافة إلى قادة عسكريين وعلماء في البرنامج النووي، يتبعها سيل من التصريحات النارية من طهران. وبينما يقف المجتمع الدولي بين (...)
تستعد كرة القدم المغربية لموعد استثنائي خلال أيام، حين تنطلق النسخة الموسعة من كأس العالم للأندية في الولايات المتحدة، بمشاركة نخبة الأندية العالمية.
وفي قلب هذا الحدث يحمل نادي الوداد الرياضي راية المغرب، في مهمة تتجاوز البعد التنافسي نحو تمثيل (...)
حين يتحوّل مقطع ساخر على "فيسبوك" إلى "تسريب أمني" في تقارير إعلامية جزائرية، تدّعي فيه تدخلًا رسميًا مغربيًا في الشؤون الدينية، لا نكون إزاء سقطة مهنية فحسب؛ بل أمام نظام لا يرى في الكذب زلّة، بل وظيفة.
شابان مغربيان، يونس وزكرياء، يصوّران مقطعًا (...)
الحج، في جوهره، ليس مجرد شعيرة دينية تؤدى وفق طقوس محددة في زمان ومكان معلومين، بل هو تجربة وجودية فائقة، يعبر فيها الإنسان من حدود الزمان المألوف إلى الأبدية، ومن جغرافيا الجسد إلى رحابة الروح. إنه عبورٌ مزدوج: من المادي إلى المعنوي، ومن الفردي إلى (...)
لم يكن انسحاب مجموعة فاغنر من مالي إعلان نهاية؛ بل إشارة إلى بداية مرحلة جديدة من النفوذ الروسي في إفريقيا.
خلف شعار "المهمة أُنجزت"، تُخفي موسكو عملية إعادة هيكلة دقيقة، تنتقل فيها من الارتزاق الموازي إلى تمركز عسكري رسمي تحت مظلة "فيلق (...)
ها هو الحاج وقد أتمّ الطواف، والسعي، والوقوف، والرمي، والذبح، يتهيّأ للوداع؛ لكنه لا يودّع مدينة، بل يودّع مرحلة، حالًا، حالاً من الصفاء والاقتراب لم يعش مثلها من قبل.
مكة لا تُغادر بالحواس، بل تُحمل في القلب.
والوداع هنا ليس مغادرة، بل امتحان (...)
في أيام التشريق، يمتد الزمن لا ليضيف طقوسًا جديدة، بل ليُكرّر الفعل ذاته، حتى يرسخ المعنى.
رمي الجمرات يُعاد، وكأن النفس تحتاج أكثر من محاولة لتتحرر.
لم تكن حصاة واحدة لتكفي، ولا يوم واحد ليطهر القلب مما تراكم فيه عبر سنين الغفلة.
وفي كل رمية، تتجدد (...)
في هذا اليوم المبارك، لا يكون المجد في الزينة ولا في مظاهر الفرح العابرة؛ بل في القرار الوجودي الذي يتخذه القلب: أن يُتمّ ما بدأه في عرفة. أن ينتقل من مقام الانكشاف إلى مقام الفعل، من التضرّع الصامت إلى الحركة التي تُبرهن على صدق النية، وعلى أن (...)
عرفة ليست مجرد أرض، ولا مجرد يوم. إنها لحظة كونية تتوق لها الأرواح كما يتوق العاشق إلى رؤية محبوبه بعد طول غياب. الوقوف بعرفة ليس توقفًا جسديًا فحسب؛ بل هو قفزة في مدار القلب، لحظة يُرفع فيها الزمان من أفقيته المعتادة، ويصبح للحظة "الآن" معنى (...)
لا تعد مزدلفة مكانًا عابرًا في رحلة الحج، بل هي فسحة بين الصرخة والسكينة، بين عرفة ومنى.
إنها تلك اللحظة التي لا تطلب منك شيئًا سوى أن تمكث. أن تصمت. أن تُبيت جسدك على الأرض، وتدع روحك ترفع رأسها إلى السماء.
في مزدلفة، لا طواف، لا سعي، لا رمي، بل (...)
في وادي مِنَى، حيث سكنتِ الرؤى القديمة وتجاورتِ الأمنيات، يبدأ الحاجُ أول خطوة نحو كمال الحج. لا بطوافٍ ولا بسعيٍ، بل بنيةٍ صامتة، بنَفَسٍ مطمئن، ووجدانٍ يتوضأ بالسكينة. يوم التروية ليس يومًا للفعل، بل يومًا للإصغاء الداخلي. كل شيء هنا يهمس: "هيئ (...)
هناك لحظات في الحياة لا تُقاس بالزمن ولا تُروى بالأحداث؛ بل تُحفر في الذاكرة، لأنّها تختصر جوهر التجربة الإنسانية. من بين شعائر الحج، يبقى "السعي" لحظة فريدة، لا لِما فيها من حركة بين الصفا والمروة؛ بل لِما تختزنه من معانٍ تسير بنا من قلق القلب إلى (...)
الطواف حول الكعبة ليس مجرد حركة جسدية، ولا دورانًا فيزيائيًا حول بناء من حجر. هو، في جوهره، عودة إلى المركز؛ إلى النقطة التي انبثقت منها الروح أول مرة، إلى النور الأول، إلى البداية التي لا بداية لها. الكعبة ليست فقط قبلة الصلاة، بل رمزٌ للثبات وسط (...)
لا يعد الإحرام مجرد تغيير في اللباس؛ بل هو خلع رمزي لكل ما التصق بالإنسان من تعريفات زائفة. حين يلبس الحاج الإزار والرداء، لا يلبس فقرًا ولا غنى، لا رتبة ولا وظيفة، بل يدخل عاريًا من كل ما كسبه من أسماء. الإحرام هو لحظة الانسلاخ الكبرى: أن تخرج من (...)
قبل أن يُلبس الجسد الإحرام، يتهيأ القلب لرحلةٍ لا يشبهها شيء.
رحلة لا تبدأ بالخطوة، بل بالرجفة.
وقبل أن تُعلَن النيّة باللسان، هناك همس داخلي يبدأ في التصاعد:
"هل أنا مستعدٌ للمواجهة؟
هل أنا حقًا ذاهب إلى الله أم فقط إلى مكة؟"
الحج لا يبدأ من (...)