في أكتوبر 2025، لم تُكتَب قصة المغرب بالأرقام، بل بالإيمان العميق بأن المستحيل ليس مغربيًا. في زيادةٍ غير مسبوقة لميزانيتي التعليم والصحة، وفي فرحٍ كرويٍّ وحّد المغاربة، وفي أفق نصرٍ يلوح في قضية الصحراء، اكتمل مشهد وطنٍ بقيادة الملك محمد السادس (...)
نحن نعيش في زمن يتقدّم فيه الذكاء الاصطناعي بوتيرة لا تشبه التقدّم التقني المعتاد، بل أقرب إلى قفزة تطورية عنيفة لا تعترف بحدود ولا تخضع لرقابة. لم يعد السؤال اليوم عن قدرة هذه النماذج على تقليد البشر، بل عمّا إذا كانت بصدد تجاوزه، وتجاوزه دون نية (...)
"جيل Z " لا يطلب من أحد أن يتكلم باسمه؛ بل أن يتوقف عن الكلام باسمه.
بهذه العبارة يمكن اختصار المأزق الحقيقي الذي فجّرته الرسالة المفتوحة الصادرة مؤخرًا بعنوانٍ صريح: "حان وقت التحرك في العمق"، والموجَّهة إلى جلالة الملك محمد السادس، والموقَّعة من (...)
وسط صمتٍ مطبق من الأحزاب السياسية، والجمعيات الحقوقية، واللجنة الوطنية لحماية المعطيات الشخصية، يطفو سؤال لا يمكن التهرب منه: من يستبيح المعطيات الخاصة لرئيس الحكومة؟ ولحساب من يتم العبث ببيانات شخصية يفترض أنها محصَّنة بالقانون، ومصونة بالدستور، (...)
ما أخطر أن تُمنح جائزة نوبل للسلام لمن لا يرى في الشعوب سوى وقودٍ لمغامراته الأيديولوجية. هذا بالضبط ما ينطبق على توكل كرمان، التي تحولت من أيقونة إعلامية في بدايات ما سمي "الربيع العربي" إلى بومة شؤم لا تجيد سوى النعيق بالفوضى والتحريض على (...)
لم يعد إشعال شرارة الاحتجاج، في زمن التحولات الرقمية المتسارعة، يحتاج إلى أكثر من غرفة دردشة، وخطاب شحن متكرر يُدار بأسماء مستعارة وأهداف مبهمة. في لحظات قليلة، يمكن أن يتحول الغضب الفردي إلى موجة جماعية، ويُترجم إلى شعارات متدفقة بلا قيادة، مفتوحة (...)
كلما انطلقت حركات احتجاجية بالمغرب، تحت أي مسمى، ومن أجل أي مطلب من المطالب، إلا وتظهر أعراض انحرافات خطيرة وانزلاقات مؤسفة لا يمكن تسويغها ولا تبريرها حتى وإن كانت منطلقات الاحتجاج مشروعة ومبررة.
واحتجاجات "جيل Z" التي انطلقت مؤخرا من رحم الفضاء (...)
بَلغ الهَوَس بالمغرب عند الصحافي الإسباني إغناسيو سامبريرو مُنتهاه، لدرجة بات معها هذا الأخير يَتنصَّل من كل أخلاقيات المهنة الصحافية كلما تَناول موضوع المغرب، بل إنه أصبح يُمعِن في نشر الأخبار الزائفة ويؤسِّس عليها استيهامات ونظريات مُشبَعة بالعُقم (...)
يتجاوز اللقاء الذي جمع أحمد الشرع، الرئيس السوري الانتقالي، بالجنرال الأميركي السابق ديفيد بتريوس في قمة "كونكورديا" كونه مشهدًا عابرًا إلى لحظة فارقة مشحونة بالرمزية والتاريخ.
قبل أكثر من عقدين، وقف الرجلان في خندقين متقابلين على أرض العراق؛ أحدهما (...)
شهدت مدينة الصويرة في الأيام الأخيرة حدثًا دينيًا وروحيًا يندرج في إطار التقاليد المغربية العريقة، حيث اجتمع مواطنون من ديانات مختلفة في أجواء من التآخي والتسامح الذي طبع المملكة عبر قرون طويلة. غير أنّ هذه اللحظة سرعان ما تحولت إلى مادة للتأويلات (...)
لم يعد سباق الكرة الذهبية حدثاً رياضياً صافياً، بل تحوّل إلى ميدان تتصارع فيه الماكينات الإعلامية والدوائر الدعائية بقدر ما يتصارع اللاعبون فوق المستطيل الأخضر.
وما يتعرّض له المغربي أشرف حكيمي في النسخة الحالية ليس إلا البرهان الأوضح على أن الجائزة (...)
في مشهد لا يُعادله في الفداحة سوى تكراره، أسقطت الولايات المتحدة الأمريكية مجدداً مشروع قرار في مجلس الأمن يدعو إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار في قطاع غزة.
14 دولة وافقت، وواحدة فقط عرقلت، مستخدمةً امتيازاً من حقبة ما بعد الحرب العالمية الثانية، (...)
عندما تخرج القمة العربية الإسلامية الطارئة في الدوحة من دائرة الإنشاء السياسي والمجاملات والتقاط الصور التذكارية، وتتجاوز بيانات الشجب التقليدية، لتبنّى رسميًا وبصوت جماعي لغة الحزم والمساءلة؛ فتدعو إلى منع إسرائيل من مواصلة جرائمها ضد الشعب (...)
حين يعلن رئيس حكومة الاحتلال، وبملء صوته، أن "لن تكون هناك دولة فلسطينية"، فلا مجال بعد اليوم للحديث عن "عملية سلام"، ولا معنى لأي خديعة دبلوماسية تُروّج للتفاوض أو للحلول المرحلية. بنيامين نتنياهو لم يُخطئ التعبير، بل عبّر تمامًا عمّا تُمارسه (...)
لم تَعُد إسرائيل تكتفي باستهداف المدنيين في غزة، ولا بالقضاء على قادة المقاومة داخل الأرض المحتلة، بل تجاوزت حدود المعركة الجغرافية والسياسية، ووجّهت رسائلها الصاروخية إلى قلب الدبلوماسية الإقليمية، حين قصفت الدوحة، العاصمة التي كانت ولا تزال تحتضن (...)
عندما خفتت الأصوات الإنسانية، وتوارى الضمير خلف الحسابات الدبلوماسية وبلاغات الشجب والإدانة، خرجت إسبانيا، شبه وحيدة، لتضع الدولة العبرية أمام سؤال جوهري طالما تفادته أوروبا وباقي دول الغرب:
من يوقف الجريمة حين تصبح القوانين الدولية حبرًا على قرارات (...)
وسط نقاش وطني حول تجويد الحياة السياسية وتحديث المنظومة الانتخابية، تطفو على السطح من حين إلى آخر دعوات حزبية لرفع عدد مقاعد مجلس النواب، تحت مسوغات ديمغرافية أو شعارات تمثيلية. غير أن هذه المقترحات، وإن بدت في ظاهرها تقنيةً أو تنظيمية، تخفي في (...)
في الوقت الذي تشير فيه الأرقام الرسمية الصادرة عن بنك المغرب والوكالة الوطنية للمحافظة العقارية إلى استقرار أسعار الأصول العقارية على المستوى الوطني خلال الفصل الثاني من سنة 2025، لا تزال الأسعار في الواقع اليومي تسجّل ارتفاعًا محسوسًا، يثقل كاهل (...)
لم يكن إعلان مالي رفع دعوى قضائية ضد الجزائر أمام محكمة العدل الدولية بسبب إسقاط طائرة مسيّرة عسكرية مجرد خطوة دبلوماسية عابرة، بل مؤشّرًا على انهيار جدار الثقة بين بلدين تجمعهما حدود تتجاوز ألفًا وثلاثمئة كيلومتر، ومصالح لا حصر لها.
ما حدث ليلة 31 (...)
لم يكن الثاني عشر من ربيع الأول يومًا كسائر الأيام، بل كان وعدًا أزليًّا بانبثاق النور من قلب العتمة، وابتداء تاريخ لا يكتبه الناس، بل يُمليه الله على صحائف الوجود.
لم يُولد في ذاك اليوم طفل كسائر الأطفال، بل وُلد محمد بن عبد الله، وفيه وُلدت أمة، (...)
ما أبشع أن يتحوّل المرء من سجين سابق في قضايا الإرهاب إلى بوق تحريضي يطالب علناً إسبانيا بتزويد الانفصاليين بالسلاح والذخيرة لمهاجمة المغرب!
هذا ما فعله علي أعراس، الذي لا يملّ من محاولاته الفاشلة لتلميع صورته عبر أقنعة زائفة: تارة عبر جلباب (...)
منذ ولادتها المشوّهة قبل أزيد من 75 سنة، سلكت إسرائيل مساراً ثابتاً: الاغتيال السياسي والعسكري كأداة لبناء وجودها وتثبيت هيمنتها. لم يكن ذلك خياراً عابراً، بل نهجاً متأصلاً في بنيتها السياسية والأمنية، أقرب إلى منطق المافيا منه إلى منطق الدولة.
يكشف (...)
مرة أخرى، تثبت الكرة المغربية أنها لا تعيش لحظة استثنائية، بل مرحلة تحول بنيوي عنوانها الأبرز: ثقافة الانتصار. تتويج المنتخب الوطني ببطولة أمم إفريقيا للاعبين المحليين (الشان 2024)، بعد فوز مثير على مدغشقر بثلاثة أهداف لهدفين، لم يكن حدثاً عابراً، (...)
لم يكن وصف مجلة "بانوراما" الإيطالية العريقة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ب"نابليون الصغير"، ولا توصيفها لفرنسا بأنها "الطفل المريض (بالدين) لأوروبا"، مجرد عنوان صحافي مثير؛ بل خلاصة لواقعٍ تتراكم شواهده يومًا بعد يوم.
فبلد كان يُنظر إليه لعقود (...)
تُعدّ قصة أصحاب الفيل في الوعي الإسلامي محطة مركزية، إذ ورد ذكرها في سورة كاملة بالقرآن الكريم، لتقدّم صورة بليغة عن مصير الطغيان حين يتجرأ على المقدس، وتجعل من "عام الفيل" علامة فارقة في الذاكرة الدينية والتاريخية للعرب والمسلمين.
ومع أن القصة وردت (...)