لم تمر تصريحات رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، خلال مداخلته التي قدم من خلالها الثلاثاء الماضي حصيلة نصف الولاية الحكومية أمام البرلمان، بأن "حكومته نزلت بردا وسلاما على المغرب"، دون أن تثير انتقادات حركة "اليقظة المواطنة" التي قالت إن "بنكيران قدم إنشاء سياسيا غارقا في التبريرات والمغالطات". وتوقفت الحركة ذات التوجه الحداثي، في بيان توصلت به هسبريس، عند حديث رئيس الحكومة عن دورها في استتباب الاستقرار في البلاد، معتبرة أنه "تصريح يتناقض مع التصريحات التي كانت تأتي على لسانه ولسان بعض وزراء ونواب العدالة والتنمية بتهديدهم بالنزول إلى الشارع، وقولهم بأن "النار مازالت تحت الرماد". وأكدت الحركة ذاته بأن تصريح بنكيران "يعكس خطابا تبريريا للفشل في ترجمة وعوده الانتخابية، وتصريحه الحكومي، والاستعاضة عن الفشل بهذا النوع من الخطاب الذي يصور البلاد، كأنها كانت على حافة الانهيار، ويكرس منطقا تبريريا لا علاقة له بتدبير الشأن العام". واعتبر الهيئة المدنية أن الحديث عن "حرص الحكومة على الحفاظ على القدرة الشرائية للمواطنين" يكذبه الواقع بالنظر لسلسلة الزيادات التي شملت المحروقات، والمواد الاستهلاكية، والنقل"، قبل أن تسجل الحركة مجموعة مؤشرات مالية واقتصادية تكذب التطمينات التي أطلقها بنكيران. وسرد المصدر عددا من هذه المؤشرات، من قبيل ارتفاع نسبة التضخم، والتقلص الكبير في تدفق الاستثمارات الأجنبية، وتراجع معدلات الادخار، وتراجع مؤشرات مناخ الثقة، وتدهور حجم الصادرات، وتفاقم العجز التجاري، وتراجع الاحتياطي من العملة الصعبة، وعجز السيولة، وضعف نسبة النمو التي لن تتجاوز 2.5 بالمائة حسب المؤسسات الوطنية. واتهمت "اليقظة المواطنة" الحكومة بأنها ساهمت في تحريف العديد من النقاشات العمومية الحقيقية بافتعال معارك وهمية، وتوظيف خطابات أساءت للزمن الدستوري والسياسي المغربي، مضيفة أنه "عوض أن تباشر الحكومة الإصلاحات الكبرى، كرست في المعجم السياسي تداولات لفظية تنهل من قاموس الحيوان، وتوظيفات تحقيرية في حق المغاربة" وفق تعبيرها. وبعد أن تطرقت إلى مجالات الاقتصاد والمجتمع لتبرز "فشل" الحكومة فيها، انتقدت الحركة عينها إلى ما وصفته بالتمييز الواضح الذي كرسته حكومة بنكيران إزاء المرأة ضدا على مبدأ المناصفة، على مستوى الخطاب الحكومي بالنظر لتصريحات بنكيران التي ترجمت رؤية محافظة اتجاه المرأة، وضد متطلبات الدمقرطة، والمساواة، والتحديث المجتمعي" يقول البيان.