انضاف ملف المهاجرين القادمين من إفريقيا جنوب الصحراء إلى قائمة الملفات الخلافية بين المغرب والجزائر، خصوصا بعد أن صعدت الجزائر من لهجتها ضد المغرب، متهمة إياه بأنه يقوم بالاستغلال السياسي لملف ترحيل المهاجرين الأفارقة نحو بلدانهم. الاتهام جاء على لسان رئيسة الهلال الأحمر الجزائري، سعيدة بن حبيلس، التي قالت إن المغرب يقوم بتسييس قضية إقدام الجزائر على ترحيل المهاجرين النيجيريين إلى بلدهم، مضيفة أن "المغرب يقوم بالمزايدة على الجزائر في هذا الملف". تصريحات رئيسة الهلال الأحمر الجزائري جاءت بعد أن قامت الجزائر بترحيل أكثر من 1300 مواطن نيجيري من الجزائر نحو بلدهم. وأكدت بن حبيلس أن هذه العملية تمت بالاتفاق مع الحكومة النيجيرية، بعد أن قدم وزير الداخلية النيجري إلى الجزائري وقدم طلبا رسميا من أجل أن تقوم الحكومة الجزائرية بإعادة المواطنين النيجيريين إلى بلدهم. وكشفت بن حبيلس، التي حلت ضيفة على الإذاعة الجزائرية الأولى، أن عملية الترحيل همت أكثر من 1368 رعية، منهم 200 امرأة و336 طفلا، من بينهم أطفال بدون والديهم تم استقدامهم من بلدهم من أجل استغلالهم في التسول. وواصلت مسؤولة الهلال الأحمر الجزائري هجومها على المغرب بالقول إن الرباط تسعى إلى الظهور بصورة المدافع عن حقوق الإنسان، وإظهار الجزائر على أنها بلد لا يحترم حقوق الإنسان، مضيفة بأن بلدها خصصت أكثر من 56 مركزا لإيواء مهاجري جنوب الصحراء. اتهامات الجزائر للمغرب قابلتها اتهامات مغربية للجيش الجزائري، بكونه قام بترحيل مجموعة من المهاجرين الأفارقة نحو الأراضي المغربية، حيث أكد المغرب أن عناصر القوات المسلحة الملكية رصدوا محاولات متكررة للجزائر، من أجل ترحيل مجموعة من المهاجرين جنوب صحراويين نحو التراب المغربي. محاولة الجزائر ترحيل المهاجرين الأفارقة نحو المغرب دفعته إلى إعلان حالة استنفار أمني على الشريط الحدودي مع الجزائر، كما تمت الاستعانة بطائرات هيلوكبتر تابعة للدرك الملكي لتمشيط المناطق الحدودية، والتي يمكن أن تستعمل في ترحيل المهاجرين.