بعْد الموقع الالكتروني الخاصّ بتعلّم اللغة العربية عن بُعْد، أعلنتْ مؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج عن إنشاء "المركز الثقافي الافتراضي المغربي"، لفائدة الجالية المغربية المقيمة في الخارج. ويظهرُ أنّ اتساع دائرة التطرّف في أوساط المهاجرين المغاربيّين بالدول الغربيّة، خاصّة دُول أوربا، والتحاق العديد منهم بصفوف التنظيمات المتطرفة، وبُؤر التوتّر، قدْ دفع مؤسسة الحسن الثاني إلى إنشاء الموقع الثقافي الافتراضي. ففي الكلمة التي ألقاها الرئيس المنتدبُ لمؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج، عمر عزيمان في لقاءِ إعلان إطلاق المركز الثقافي الافتراضي، صباح اليوم بالرباط، أشار إلى أنّ محاربة التطرّف في صفوف أفراد الجالية المغربية بالخارج يندرج ضمن الأهداف الكبرى التي يروم المشروع الثافي تحقيقها. وحاء هدف محاربة الخطاب المتطرف في صفوف أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج في المرتبة الثانية ضمن الأهداف التي سرَدها عزيمان، وكانَ أوّلَها "إيصال الثقافة المغربية بتعدّد روافدها إلى المواطنين المغاربة المقيمين بالخارج، وإبراز الخصائص الروحية والفكرية والثقافية للمغرب". وقالَ عزيمان "نسعى من خلال إحداث المركز الثقافي الافتراضي المغربي، إلى إحداث فضاء جديد لإغناء ثقافة التنوّع والحوار في صفوف المواطنين المغاربة المقيمين في الخارج، لإبعاد التيّار الظلامي الذي يدعو إلى التطرّف والعنف". وفضلا عن تعزيز الروابط بيْن مغاربة العالم ووطنهم الأصلي، ومحاربة التطرف في صفوفهم، يرمي إحداث المركز الثقافية الافتراضي المغربي –يضيف عزيمان- إلى إرساء مبادئ الحوار والوئام ونشر ثقافة السلام، ونبْذ العنف، والحفاظ على الثقافة المنفتحة، والتعريف بالثقافة المغربية والانفتاح عليها. ويأتي إنشاء المركز الثقافي الافتراضي المغربي من طرف مؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج، بعد ثلاثة أسابيع من مصادقة الحكومة على مرسوم تنظيم المراكز الثقافية المغربية في الخارج، وهو ما اعتبره رئيس المؤسسة، عمر عزيمان "مبادرة حكومية متميزة". علاقة بذلك، أعلن أنيس بيرو، الوزير المنتدب المكلف بالجالية المغربية المقيمة بالخارج، عن قرب افتتاح مركزين ثقافيين مغربيين في كل من هولندا (مدينة أمسترادام)، وآخر في كندا؛ وقال بيرو إنّ الثقافة أصبحت المحور الذي ينبغي أن يرتكز عليه عملُ الحكومة في تعاملها مع أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج. وسيكُون المركز الثقافية الافتراضي المغربي مُتاحا في البداية باللغة الفرنسيّة، على أنْ تضمّ محتوياته لاحقا لغاتٍ أخرى، وأوضح عمر عزيمان بهذا الخصوص أنّ المقياس الذي تمّ اعتمادُه لاختيار اللغة الفرنسيّة، هو "المقياس العددي، لكوْن النسبة الأكبر من أفراد الجالية المغربية المقيمة في الخارج تُقيم في الدول الفرنكفونية"، مشيرا إلى أنّ الوقع سيتمّ تحويله إلى لغاتٍ أخرى.