تابعت العديد من الصحف العالمية التعيينات الجديدة التي قام بها العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، بكثير من الاهتمام والتحليل، حيث اعتبرت بعضها أنها تعيينات تأتي لتحضير المملكة لتكون في مواجهة التمدد الإيراني بالمنطقة، فيما حذرت أخرى من أن تهدد التعيينات استقرار بلاد الحرمين. وفي هذا الصدد أفردت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية حيزا للتعيينات الجديدة في السعودية، والتي تضمنت تغييرات في مراكز السلطة، وتعيين ولي عهد جديد، حيث عللتها برغبة الملك الجديد في تحويل بلده إلى محور ذي فعالية أكبر في مواجهة المد الإيراني المتنامي بمنطقة الشرق الأوسط. ولفت مقال المجلة المتخصصة في الشؤون الإستراتيجية إلى أن إعادة ترتيب البيت الداخلي للملكية بالسعودية جاء في خضم تصاعد الخلافات السياسية بين المملكة العربية السعودية وإيران، خاصة بعد قرار الرياض شن عملية "عاصفة الحزم" العسكرية ضد جماعة الحوثيين باليمن، المدعومة من طرف طهران. وأبرز تحليل "فورين بوليسي" أن تعيينات يوم الأربعاء، المتمثلة في تنصيب الأمير محمد بن نايف، ولياً للعهد، والذي سيحتفظ كذلك بمنصب وزير الداخلية، وتعيين نجله، محمد بن سلمان، ولياً لولي العهد، تعزز أكثر نفوذ المسؤولين الذين ساهموا في بلورة هذه السياسة السعودية الجديدة. جريدة "ذي غارديان" البريطانية قالت بدورها إن العرش الملكي بالسعودية اتخذ منحى دراماتيكيا بعد القرار المفاجئ بتعيين وزير الداخلية ورئيس جهاز مكافحة الإرهاب، الأمير محمد بن نايف، ولياً للعهد، موضحة أن القرار الملكي حسم في هوية ولي العهد، وولي ولي العهد. واعتبر تحليل الصحيفة أن تعيين نجل الملك، الأمير محمد بن سلمان، 30 عاما، في منصب ولي ولي العهد، يبدو بمثابة مكافأة على العمل الذي قام به، عندما أشرف على ضربات التحالف العربي التي قادتها السعودية باليمن ضد معاقل الحوثيين الذين يحظون بالدعم الإيراني. وقرأت صحيفة "ذي اندبندنت" التعيينات الملكية الجديدة بالسعودية، على أنها فرض لهرمية جديدة ضمن سلم ورثة العرش السعودي، مشيرة إلى أن هذه القرارات التي أعلن عنها فجرا، محاولة من الملك سلمان لتعزيز سلطته بعد مرور ثلاثة أشهر على توليه مقاليد الحكم. واتفق تحليل جريدة "نيويورك تايمز" مع سابقتها، حيث ذكرت أن التعيينات الجديدة تؤشر على رغبة الملك سلمان في وضع بصمته الخاصة على هيكلة الحكم والسلطة في بلاده، لافتة إلى مدى التنافس بين أفراد العائلة الحاكمة على المناصب التي تقود إلى تولي مقاليد الحكم. وذهبت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية إلى أن التعيينات الجديدة التي أجراها الملك سلمان على هرم الحكم بالسعودية ليست بالأمر الهين، حيث إنها قد تفضي إلى تهديد استقرار المملكة، بسبب ما قالت الصحيفة إنه "فتح باب المنافسة على الحكم بين جل أحفاد العاهل السعودي". وتوقفت الجريدة الأمريكية ذاتها عند حدث إعفاء وزير الخارجية، الأمير سعود الفيصل، وتعويضه بسفير السعودية في واشنطن، عادل الجبير، رغم أنه شخص من خارج العائلة الحاكمة، وهو ما اعتبرته الصحيفة يشكل سابقة في تاريخ المملكة العربية السعودية.