مع حلول شهر رمضان، تعرف الأنظمة الغذائية لدى شريعة واسعة من الأطفال تغيّرًا كبيرًا، كمًّا وكيْفًا؛ حيث يُجري بعضهم محاولات لصيام بعض الساعات أو الأيام، أسوة بالراشدين، فيما يُمنع على البقية الإمساك عن الطعام والشراب نهار رمضان، إلا أن وجباتهم الغذائية تضطرب نتيجة صيام أفراد العائلة، وتغيّر مواعيد النوم والاستيقاظ، وتحوّل الفطور والغذاء والعشاء إلى إفطار وسحور. صيام الأطفال الذين لم يبلغوا بعد السنة العاشرة من العمر، وصفه الطبيب عبد اللطيف خودي بالخطير والممنوع منعا كليا، لما يترتب عليه من تأثيرات سلبية على الصحة؛ حيث أشار المتحدث إلى أن منع الطفل الذي لم يبلغ الحُلم من الأكل والشرب لساعات طويلة، وأيام متتالية، يتسبب في اضطراب نموّه وتركيزه الذهني والفكري. وأضاف خودي، في تصريح لهسبريس، أن الطفل قوي الملاحظة ويحب التقليد، خاصة عندما يرى والديه وأقاربه وهم يؤدون الصلاة ويقرؤون القرآن ويصومون رمضان، حينها يتأثر بالجو الذي صار يطبع بيت الأسرة، فيحاول قدر مستطاعه الانخراط في ذلك البرنامج الرمضاني الجديد، بدءً بالسماح له بمشاركة الأسرة وجبة السحور والصيام. وعن الأطفال الذين تجاوزوا العشر سنوات من عمرهم، أكّد المتحدث أن صيامهم لا بد أن يجري على مراحل، بدء بصيام نصف يوم فقط، من طلوع الفجر إلى الظهيرة، وبعد أيام قليلة، يصومون من الظهيرة إلى غروب الشمس، ما يُمكن اعتباره لدى الأطفال بمثابة صيام يوم كامل، مع الحرص على ربط أنصاف الأيام بمناسبات معينة، كالنصف من رمضان أو اليوم 26 منه. وأكّد الطبيب على ضرورة تتبع صحة الأطفال الصائمين، ومنعهم من الجري ومزاولة الأنشطة الرياضية، مع ضرورة أخذ قسم من الراحة والإكثار من النوم، ومراقبة وضعهم الصحي باستمرار، خاصة ما يرتبط بالاجتفاف ودرجة الوعي وعلامات التعب. وفي حالة إصابة الطفل بإحدى المؤشرات غير الطبيعية، من الضروري قطع الصيام وتناول وجبة غذائية تعيد للطفل نشاطه وحيويته. وعن الأطفال القادرين على الصوم، أشار عبد اللطيف خودي إلى ضرورة شرب الحليب وتناول الحلوة والفواكه في السحور، وتفادي الدهنيات في وجبة الإفطار، مشيرا إلى أهمية احتفال الأسرة بتمكن طفلها من الصيام، فيما أكّد على أن الأطفال المصابين بأمراض القلب والربو وفقر الدم والسكري يمنع عليهم الإمساك عن الطعام والشراب، خاتما تصريحه لهسبريس بالتأكيد على ضرورة تهييء الوجبات الغذائية للأطفال الصغار والمرضى، وفق ما اعتادوا عليهم قبل رمضان.
