اهتمت الصحف المغاربية، الصادرة اليوم الاثنين، على الخصوص، بموضوع سحب الثقة من حكومة الحبيب الصيد، والوضع داخل حزب "جبهة التحرير الوطني" في الجزائر. وفي هذا الصدد، وتحت عنوان "أزيح الصيد...لكن متى يزاح العبث السياسي؟" ، كتبت صحيفة (الشروق) في افتتاحية العدد " بالأمس طوى البرلمان نهائيا صفحة الحبيب الصيد وحكم عليه بالخروج النهائي من +الباب الصغير+ بعد أن لجأ إليه بطلب تجديد الثقة رغم أن جل المؤشرات والفرضيات كانت ترجح سقوط حكومته منذ لحظة إعلان رئيس الجمهورية قبل شهرين عن مبادرة تشكيل حكومة وحدة وطنية..". واعتبرت الصحيفة أن خطوة كهذه (سحب الثقة) من شأنها أن "تمنح بلا شك جرعة أوكسجين مهمة لحكومة الوحدة الوطنية المنتظرة، تيسر عملية ولادتها في أسرع وقت ممكن، خاصة بعدما أصبحت اليوم تحظى بإجماع سياسي وتستبطن إرادة سياسية للخروج من هذا المأزق والقطع مع التجارب السياسية الفاشلة التي عرفتها البلاد منذ أحداث 14 يناير". وفي المقابل، رأت الصحيفة أن الخروج من "المأزق" يستوجب في الحقيقة "ما هو أكثر من إزاحة الحبيب الصيد...يستوجب إزاحة منطق المحاصصة ولغة المصالح، ودفن الخلافات والأحقاد السياسية والتخلي عن الصراعات العبثية التي دفعت بسببها البلاد فاتورة باهضة....". وتحت عنوان "بعد الحبيب الصيد..من سيكون الأقدر على إنقاذ البلاد؟" ، تساءلت صحيفة (الصباح) ب"صيغة استنكارية"، عمن هي هذه "الأسطورة" التي سيختارها الباجي قائد السبسي رئيس الجمهورية ويكون الإجماع حولها من مختلف الأطياف السياسية والمنظمات الاجتماعية الوطنية لحلحلة الأزمة؟ ووفق أية معايير ومناهج وبرامج سيتم تحديد ملامح هذه الشخصية "العجيبة" و"الخارقة للعادة" ، التي ستتمكن من وضع القطار على السكة في ظل "غياب برنامج حكومي واضح غير قائم على عناوين كبرى وفضفاضة خالية من كل شيء إلا من استبلاه الشعب؟". واستطردت الصحيفة هل "ستسقط تونس من جديد في مستنقع الترضيات والمحاصصة الحزبية وحسابات الشيخين (السبسي وراشد الغنوشي) على المدى القريب والمتوسط والبعيد ولوبيات رجال الأعمال ومافيا الفساد؟" ، مضيفة أن كل المؤشرات "لا تبشر بخير ولا توحي بأن سياسات التعيينات والتكليف وفق حسابات ضيقة لأطراف بعينها باتت معلومة، ستتغير". ومن جهتها، وتحت عنوان "رجل المرحلة المقبلة...من يكون؟" ، كتبت صحيفة (الصريح) في صفحتها الوطنية " أن من صفاته (رئيس حكومة الوحدة الوطنية المنتظرة) حسب المعطيات المتوفرة إلى حد الآن، أن تكون لديه ، إلى جانب الروح الوطنية والكفاءة والنظافة وحسن إدارة الأزمة، القدرة على اتخاذ القرارات الجريئة وقبلها مصارحة الشعب بكامل الحقيقة، وذلك بالكشف عن طبيعة الأوضاع التي تعيشها البلاد، وخاصة على المستويين الاقتصادي والاجتماعي، والكشف عن مستوى الفساد الذي استشرى وكيفية مواجهته..". ومن جانبها، أشارت صحيفة "الشارع المغاربي" إلى أنه من المقرر أن ينطلق الرئيس السبسي اليوم الاثنين رسميا في مشاورات مع أهم الفاعلين السياسيين لاختيار رئيس الحكومة المرتقبة، بعد سحب نواب الشعب الثقة من حكومة الحبيب الصيد..، "مشاورات مدتها الزمنية 10 أيام فقط بحسب مقتضيات الدستور"، موردة، نقلا عن مصادرها، عددا من الأسماء المقترحة لشغل هذا المنصب، منها المنتمي للحزب الحاكم (نداء تونس)، ومنها شخصيات سياسية واقتصادية مستقلة. وفي الجزائر أيضا اهتمت الصحف المحلية بموضوع سحب الثقة من حكومة الحبيب الصيد ، حيث اعتبرت صحيفة (ليكسبريس) أن الوضعية "الصعبة التي تجتازها تونس تستلزم البحث عن رجل قادر على مواجهة مختلف التحديات الأمنية والاقتصادية"، مضيفة أن رئيس الحكومة المقبلة "سيكون رهينة تحالف غير طبيعي: النداء-النهضة" (الحزبان القويان في الائتلاف الحاكم). وحسب صحيفة (الوطن) فإن "هذا التغيير يخفي قلقا داخل الطبقة السياسية التونسية كما أظهر ذلك رد فعل نواب الجبهة الشعبية (ائتلاف يساري معارض) الذين رفضوا التصويت على منح الثقة" منددين بهذا المسلسل "الأجوف والشكلي". وتحت عنوان "اتهموه بإخفاء الحقائق بشأن اختراق الداخلية والاغتيالات والفساد: البرلمان التونسي يحجب الثقة عن حكومة الصيد"، أشارت صحيفة (الخبر) إلى أن البرلمان التونسي حجب الثقة عن حكومة الحبيب الصيد بعد جلسة تصويت أنهت عمل الحكومة، "في أول حالة سياسية وديمقراطية من نوعها تشهدها تونس منذ ثورة 2011. ليفسح المجال أمام تشكيل حكومة وحدة وطنية جديدة". وأضافت أن جلسة التصويت تحولت إلى "محاكمة" للصيد وحكومته، حيث اتهمه نواب "الجبهة الشعبية" بإخفاء الحقائق حول "الفساد والاغتيالات السياسية والفشل في تسيير شؤون البلاد...". وفي الشأن الداخلي ، وتحت عنوان " مجاهدون يطالبون بإبعاد سعداني من الأفالان" ، كتبت صحيفة (الخبر) أن "مجاهدين سابقين"، منهم من شغل مناصب قيادية في مرحلة الثورة والاستقلال، دعوا إلى رحيل الأمين العام ل"حزب جبهة التحرير الوطني" عمار سعداني من منصبه، و"تحرير الحزب من سطوة عصابات المال"، في مرحلة يواجه فيها أمين عام الحزب مطالب من داخل الحزب للرحيل قبل الانتخابات التشريعية المقبلة. وأضافت الصحيفة أن "عددا من المجاهدين، تأسفوا في نداء حمل عنوان "نداء المجاهدين من أجل انعتاق جبهة التحرير الوطني المسلوبة"، لوضع هذا الحزب"، وأشاروا إلى أنهم "يستنكرون استحواذ عمار سعداني وثلة من رجال الأعمال المشكوك فيهم لاسم جبهة التحرير الوطني رمز ثورة نوفمبر، لأغراض شخصية أنانية". وتابعت الصحيفة أن هؤلاء يرون أن الحزب وقع في يد "شرذمة من الانتهازيين والمغامرين جعلوا منه تجارة مربحة، ضاربين عرض الحائط بالنص المؤسس لهذا الكيان السياسي الذي تمخض عن عملية طويلة وشاقة اجتهد في سبيلها رجال ونساء جعلوا من الكفاح من أجل التحرير قضيتهم السامية مضحين بحياتهم من أجل أن تستقل الجزائر، بعد أن دفعوا ضريبة الدم لبلوغ ذلك الهدف النبيل". ونقلت الصحيفة عنهم القول بأنه "باستعمال الخديعة، وتورط قنوات في الحزب تسللوا إلى جسده لإفراغه من مكوناته الحيوية وزرع العفن وتحويله إلى أداة لتحقيق مآرب شخصية، بهدف استنزاف أكبر قدر ممكن من مقدرات البلاد المالية في أسرع وقت، وإقامة صلات مع قوى خارجية للإفلات من العقاب، والحصانة والحصول على تقاعد مريح". وفي المقابل أشارت صحيفة (الفجر) إلى أن عمار سعداني أعطى "تعليمات صارمة" لقواعد وقيادات الحزب بضرورة "الخلود إلى الراحة والابتعاد عن الجانب السياسي وشؤون الحزب في هذه المرحلة" التي تندرج في إطار العطلة الصيفية إلى غاية الدخول الاجتماعي المقبل، مؤكدة أن الأمين العام للأفالان أراد من خلال هذه الخطوة أن "يعطي نفسا وروحا جديدة لمناضليه داخل الحزب تحضيرا للتشريعيات المقبلة". ومن جهة أخرى، سجلت الصحيفة أن أحزاب المعارضة الممثلة في "تنسيقية الحريات والانتقال الديمقراطي" تعتزم تنظيم تجمع حاشد لها الخريف المقبل بالعاصمة لحشد مختلف القوى لمواجهة الحكومة وسياساتها.