اهتمت الصحف المغاربية الصادرة، اليوم الثلاثاء، على الخصوص بالأزمة القائمة داخل حزب جبهة التحرير الوطني في الجزائر وبتفاعلات الجبهتين السياسية والاجتماعية في تونس. ففي الجزائر اعتبرت صحيفة (ليكسبرسيون) أن أيام الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عمار سعداني أصبحت معدودة على رأس الحزب ، مبرزة في عنوان لها أن "جبهة التحرير الوطني تغرق في الأزمة". وذكرت الصحيفة أن 118 نائبا عن الحزب طالبوا في بيان لهم الرئيس الشرفي عبد العزيز بوتفليقة بالتدخل "لوضع حد للانحرافات والخروقات التي طالت قوانين الحزب من قبل القيادة الوطنية" ، مؤكدة أن هؤلاء النواب خرجوا من موقف المتفرج ليدينوا الممارسات والتدبير الانفرادي لقضايا الحزب من طرف عمار سعداني". صحيفة (الوطن) تحدثت عن الغضب الذي ينتاب النواب جراء التقسيم الجديد للبنيات المحلية الذي وصفوه بأنه "عملية تفتيت لقاعدة المناضلين" ، منتقدين في السياق ذاته "الضبابية التي تشوب تحضير المؤتمر العاشر، والممارسات التسلطية والارتجالية والعشوائية التي تصدر عن القيادة السياسية ". ولاحظت الصحيفة في هذا السياق، أن نداء النواب يأتي أياما فقط بعد العودة المعلنة للأمين العام السابق عبد العزيز بلخادم إلى الساحة السياسية. صحيفة (لوجون أنديبوندان) سجلت من جهتها أن "تمرد" نصف نواب الحزب على الأمين العام الحالي يأتي موازاة مع تحركات لنحو مائة عضو من اللجنة المركزية، والحركة الاحتجاجية التي يقودها المنسق الوطني السابق للحزب عبد الرحمان بلعياط، والحركة التصحيحية التي يقف وراءها الأمين العام السابق عبد العزيز بلخادم الذي يطعن في شرعية عمار سعداني الأمين العام الحالي. وترى الصحيفة أن هذه الخرجة الغير منتظرة للنواب قد تتسبب في خسارة حزب جبهة التحرير الوطني قوته داخل البرلمان الذي يحوز فيه على الأغلبية بنحو 220 نائبا. وفي تونس طغت تفاعلات الجبهتين الاجتماعية والسياسية على مجمل الصحف المحلية التي توقفت بالخصوص عند الإضراب العام في قطاع الصحة الذي يستمر يومين. وأوردت بعض الصحف أن مستشفيات البلاد تشهد اليوم وغدا شللا بفعل إضراب الشغيلة الصحية بدعوة من (الجامعة العامة للصحة) التابعة للاتحاد التونسي للشغل ، موردة تصريحات للكاتب العام لهذه الهيئة قال فيها إن قرار الإضراب يأتي للمطالبة "بتأهيل القطاع الصحي والعمومي ووضع حد لتدني خدماته عبر اتخاذ جملة من القرارات الاستعجالية". وينضاف إضراب الشغيلة الصحية إلى سلسلة إضرابات عرفتها البلاد و"ارتفعت وتيرتها منذ تولي حكومة الحبيب الصيد مقاليد الحكم" وفق صحيفة (المغرب) التي خصصت ملفها الاقتصادي لموضوع الإضرابات. وجاء في الملف أن البلاد "تعيش منذ فترة على وقع المفاوضات بين الجامعات والهياكل النقابية في مختلف القطاعات تتخللها موجة من الاحتجاجات التي تدفع إليها سلسلة من المطالب المادية والمهنية للطبقة المهنية". ورأت الصحيفة أن حكومة الحبيب الصيد وجدت نفسها "تواجه عاصفة من الإضرابات عن العمل بين الاستجابة لهذه المطالب وتطبيق تعهدات من سبقها من الحكومات وبين رفضها بسبب الظرف الدقيق الذي تمر منه البلاد وارتفاع سقف هذه المطالب التي تعتبرها الأطراف الاجتماعية مشروعة وعاجلة، وهو ما زاد المسألة تعقيدا". من جهة أخرى رصدت صحيفة (الشروق) المشهد السياسي على خلفية ظهور عدد من القادة السياسيين مؤخرا، وذلك في مقال اختارت له عنوان "الرؤساء المؤقتون.. يعودون"، وكتبت فيه أن "الساحة السياسية تشهد منذ مدة عودة رؤساء المرحلة الانتقالية إلى الظهور والنشاط رغم تأكيد بعضهم سابقا أنهم تركوا السياسة بلا رجعة"، معتبرة أن هذه العودة "تطرح الكثير من الأسئلة عن دوافعها وخفاياها". وأوردت الصحيفة أنه خلال الفترة الانتقالية، تداول على السلطة بين قصري قرطاج والقصبة وقبة البرلمان في باردو سبعة رؤساء، معلقة على ذلك بالقول إن "السياسة والسلطة ما زالتا تستهويانهم". وتحت عنوان "بحث عن منقذ أم عن طريق ثالث¿.. سباق لركوب موجة الغضب وخيبات الأمل"، كتبت صحيفة (الصباح) أن "المبادرات السياسية الوطنية" تعددت في الأيام القليلة الماضية، مما اعتبرها سياسيون وإعلاميون بمثابة "حملات انتخابية سابقة لأوانها" تمهيدا لانتخابات رئاسية وبرلمانية جديدة يتوقع كثيرون أن "فشل" الحكومة الحالية قد يؤدي إلى التعجيل بموعدها. وتابعت أن من يقف وراء هذه المبادرات يفسرون الأمر بحرصهم على "بناء قطب سياسي ثالث يضع حدا للاستقطاب الثنائي" بين حزبي (نداء تونس) و(النهضة).