قال عمر بلافريج، النائب البرلماني عن فيدرالية اليسار، إن "النتائج الانتخابية التي حصلت عليها الفيدرالية كانت إيجابية بالمقارنة مع السنوات السابقة، خاصة أن المتعاطفين مع اليسار لم يتوجهوا إلى صناديق الاقتراع أو أنهم غير مسجلين أصلا". واعتبر بلافريج، الذي كان يتحدث مساء أمس الجمعة في لقاء تواصلي نظمته الحركة الشبيبية الديمقراطية بسطات، أن "الانتخابات جزء من النضال، وأن الفيدرالية تأخرت في التحضير للانتخابات، رغم أن التصورات والأفكار موجودة لكنها تتطلب تغيير آليات الاشتغال". النائب البرلماني عن فيدرالية اليسار، أشار إلى أن "هناك تيارين في المغرب التيار الإسلامي الذي يمثله حزب العدالة والتنمية الذي حضّر للانتخابات لمدة 10 سنوات، وتيار الفيدرالية الذي تأخر في التحضير للانتخابات". وبخصوص حركة 20 فبراير اعتبر بلافريج "الفبرايريين" من الوطنيين الجدد مثل عبد الرحيم بوعبيد وجيله، وأن "الحركة كانت لها الجرأة للمطالبة بالتغيير والدفاع عن الكرامة بكل سلمية ومسؤولية، رافعين شعار الملكية البرلمانية"، مؤكدا أن "مشروع الفيدرالية هو المنزل الحقيقي للمناضلين والمناضلات الذين دخلوا السياسة خلال حراك 20 فبراير". وحول الأداء الحكومي، قال بلافريج إن "العدالة والتنمية حزب لم يدافع عن الملكية البرلمانية؛ بل جاء بتصور ليبرالي يتضمن مشكل ازدواجية الخطاب"، إذ أن الحكومة وفق المتحدث "جاءت لتطبيق سياسة ليبرالية متوحشة في المجالات الاقتصادية والاجتماعية". واستشهد النائب البرلماني عن فيدرالية اليسار، بخوصصة التعليم، وإغلاق عدد من المدارس مشترطا إصلاح المدرسة والصحة العموميتين كمدخل للتنمية الحقيقية. وربط المتحدث بناء الطموح والتصور المجتمعي بالديمقراطية، كنمط يجعل الفاعل السياسي يحاسب على سياساته وتعاقداته مع المواطنين، مطالبا بتقييم المخططات الفلاحية والصناعية وغيرها تقييما حقيقيا. كما نوه القيادي اليساري بعودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي معتبرا إياها جد إيجابية، داعيا إلى فتح الحوار مع الجميع سواء الأصدقاء أو الخصوم. وأشار بلافريج إلى أن هناك من سماهم ب"جيوب المقاومة" للإصلاح الحقيقي والتي تظهر كلما أثيرت قضية التوزيع العادل للثروة أو الأداء الضريبي على الثروات. المتحدث اعتبر أن حزب العدالة والتنمية يعارض سنّ الضريبة على الثروة بدعوى أن ذلك يؤدي إلى طرد المستثمر، موضّحا أن ذلك تصور خاطئ بل إن الأمر سيساهم في القضاء على الفوارق الاجتماعية وهناك من الأثرياء المغاربة الذين يقبلون بذلك، حسب تعبيره. وعبّر النائب البرلماني عن فيدرالية اليسار عن أسفه اتجاه "البلوكاج الحكومي" بعدما كان قد اعتبره شيئا عاديا في البداية، بسبب بعض التعثرات في النقاش بين الأحزاب، معتبرا أنه "إذا لم يتحقق تشكيل الحكومة في الأسبوع المقبل، فعلى بنكيران إخبار الملك بعدم قدرته، مع إعادة الانتخابات في جو ديمقراطي يفتح المجال لجميع المغاربة من أجل المشاركة".