انطلقت، أمس الثلاثاء بمدينة مراكش، الأيام العلمية والطبية التي ينظمها كل من المركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس وكلية الطب والصيدلة ومصلحة جراحة الفك والوجه بمستشفى ابن طفيل، بتنسيق مع جمعية "إنقاذ وجه". وبهذه المناسبة، تم إجراء 50 عملية جراحية بالمركب الجراحي بمستشفى ابن طفيل، استفاد منها أبناء الأسر المعوزة الذين كانوا يعانون من تشوهات خلقية على مستوى الوجه، خاصة ما يعرف بزراعة الشفا الأرنبية. وفي هذا الإطار، قالت نادية المنصوري، رئيسة مصلحة جراحة الفك والوجه بمستشفى ابن طفيل، في تصريح لهسبريس، إن "هذه المبادرة غاية تكوينية وإنسانية للأطباء المقيمين ذوي الاختصاص؛ لأنها توفر فرصة لاستعادة نظارة الوجه لأشخاص ولدوا بتشوه خلقي، وعانوا من ذلك في ظل تمثلات خاطئة تسود لدى فئات اجتماعية كثيرة". وأضافت أن "هذه التشوهات يعاني منها أطفال ولدوا لأسر فقيرة عاجزة عن علاجهم، ما يجعلهم يلجؤون إلى حملات عشوائية"، مشيرة إلى أن قسم جراحة الفك والوجه، وبتعاون مع الجمعية المذكورة، "يوفران فرصة علمية ومنظمة للإنقاذ المصابين بهذا النوع من المرض". مصطفى أبوزيد الإدريسي، شاب جامعي من إقليمشيشاوة، حضر للخضوع لعملية زراعة الشفا الأرنبية، قال لهسبريس: "عانيت كثيرا بسبب نظرة المجتمع إلى تشوه لا يد لي فيه"، مؤكدا أنه يتنظر أن تتحسن نفسيته مع ما يحمله من تشوه، وأن يسترجع وجهه نظارته. ولم يخرج تصريح عبد الكريم الرامي، أب لطفلة مستفيدة من مدينة قلعة السراغنة، عما قاله الإدريسي؛ إذ أكد أن طفلته "ما كانت لتعالج من تشوهها لولا هذه المبادرة الإنسانية التي وفرت لنا فرصة نحن عاجزون عن أداء مقابلها المالي في مصحات خاصة". وفي السياق عينه، قال علي جرانجو، طبيب مقيم من باماكو بمالي، في تصريح لهسبريس، إن الحملة التي يحضرها "تشكل فرصة ذهبية بالنسبة لي ولزملائي؛ لأنها توفر لنا خبرات وتكوينات يشرف عليها أطباء جامعيون من كل المراكز الاستشفائية المغربية وأطر طبية فرنسية وإفريقية، ما يساعدنا على صقل الجانب التطبيقي والنظري". يذكر أن الحملة الطبية المذكورة يشرف عليها أساتذة جامعيون من المركزين الاستشفائي ابن سينا بالرباط وابن رشد بالدار البيضاء ومن المستشفى الجامعي محمد السادس، بتعاون مع أساتذة أطباء بفرنسا، وتعطى خلالها حصص تكوينية تعتمد تقنيات التواصل التكنولوجي الحديث.