دعا يوسف العمراني، السفير المغربي لدى جنوب إفريقيا، أمس الثلاثاء، إلى أن تأخذ القارة الإفريقية بزمام أمورها في ظل مناخ دولي يتسم بعدم فاعلية النظام متعدد الأطراف. وأكد العمراني، خلال لقاء بمعهد الدراسات الأمنية، وهو مركز أبحاث يوجد مقرّه في بريتوريا، بحضور باحثين ومختصين في القضايا الإفريقية، أن على إفريقيا "أن توجه زمام مصيرها لصالح التزام متجدد يضع التنمية في قلب الأولويات"، مبرزا السفير أن القارة الإفريقية، وبالنظر إلى عدم فاعلية نظام متعدد الأطراف في الوقت الراهن، "مدعوة إلى الاضطلاع بدور مركزي على الساحة الدولية، من خلال تحديد إستراتيجية شاملة ورؤية مشتركة، وتكليف قيادة قوية". وفي هذا السياق، أكد العمراني أن المغرب، "وبفضل الرؤية الرائدة للملك محمد السادس، واكب القارة الإفريقية من أجل مواجهة كافة التحديات، وتوفير ظروف ملائمة لتحقيق نمو مشترك يضع العنصر البشري في قلب انشغالاته"، مشددا على أنه يتعين على إفريقيا الوفاء بالتزاماتها الدولية، وتحمل نصيبها من المسؤولية من خلال تنفيذ الإصلاحات الضرورية لنهضتها. كما اعتبر أن الأزمات العميقة للنظام متعدد الأطراف وعجز هذا الأخير عن توفير حلول مستعجلة ومناسبة للتهديدات التي يواجهها السلم والأمن، "كل ذلك يمثل تحديات كبيرة يتعين معالجتها على نحو فعال وسريع من أجل مواجهة التحديات العالمية والتهديدات الشاملة التي يواجهها العالم، من قبيل أزمات الهجرة والتغير المناخي والإرهاب والجريمة العابرة للحدود". كما أشار يوسف العمراني إلى أن مجلس الأمن يواجه مصاعب في إيجاد حلول لمختلف الأزمات التي تعصف بالعالم، مشددا على الحاجة إلى إصلاح آليات الأممالمتحدة، على نحو يمكن من تخطي التوازنات الدولية الصعبة الناجمة عن الاختلافات العميقة بين القوى العظمى والتعقيد الجيو-إستراتيجي للمشهد الدولي. وذكر الدبلوماسي المغربي بأن هذا الإصلاح هو مشروع بدأ منذ سنوات عديدة، مؤكدا أن مصداقية النظام متعدد الأطراف تكمن بالتحديد في قدرته على تنفيذ القرارات المتخذة، وتماشيا مع هذا الإصلاح الضروري، يضيف السفير، لا بد مراجعة أدوات نظام "بريتون وودز" (صندوق النقد والبنك الدوليين، المنظمة العالمية للتجارة).