بعد سنتين من تأسيسها، استطاعت الفدرالية المغربية لجمعية أرباب المخابز والحلويات العصرية والتقليدية أن تنظم مؤتمرها الأول، مستعرضة المشاكل التي تعتري القطاع، وحصيلة عملها خلال العامين الماضيين. المؤتمر التئم فيه مئات المهنيين من مختلف ربوع المملكة، وقال في افتتاحه نور الدين لفيف، رئيس المجلس الإداري للفدرالية، إن الأخيرة استطاعت خلال السنتين الماضيتين هيكلة ذاتها وتأطير مهنيي القطاع. وأضاف لفيف، في كلمة له خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، أنه تمت هيكلة جميع جهات المملكة وتمثيلية 12 مكتبا، مبرزا أنه "لأول مرة يقع هذا الالتحام وهذا التجاوب". وأورد لفيف أن "تأسيس الفيدرالية جاء لأن المهنيين كانوا لا يجدون محاورا باسمهم، ولا يجدون تنظيما مهنيا يمثلهم على الوجه الأمثل"، معتبرا أن الأمر يتعلق بقطاع له أهميته على الصعيد الوطني، "قطاع مهم وقاطرة من قاطرات الاقتصاد الوطني". وأكد رئيس المجلس الإداري للفدرالية المغربية لجمعية أرباب المخابز والحلويات العصرية والتقليدية أن انضواء المهنيين تحت لواء الفيدرالية "دليل على وعي المهني بأنه لم يعد ذلك الخباز العادي المغلوب على أمره المنغلق في محله، بل أصبح خبازا منفتحا على محيطه بالتزامه ووعيه وإيمانه بأنه يمكننا جماعة العمل على حل المشاكل". وتابع بالقول إن "القطاع يعرف إكراهات لكنها ليست مستعصية الحل، بل يمكن حلها، والفيدرالية فتحت باب الأمل؛ فبينما لم تكن كلمتنا مسموعة ولم يكن هناك أثر لنا، اليوم أصبحنا حاضرين على الساحة"، مؤكدا ضرورة العمل الجماعي للحصول على اعتراف رسمي بأن الفيدرالية هي ممثل القطاع الفعلي. من جانبه، تحدث محمد التوامة، رئيس المكتب التنفيذي للفيدرالية، عن كون غياب التنظيم والتأطير في المهنة هو الذي دفع إلى تأسيس الفيدرالية، التي استطاعت أن توحد المهنيين عبر ربوع المملكة وتمثلهم جميعا. وتحدث التوامة عن ضرورة التوجه لحل مشاكل القطاع، قائلا إنه "أصبح قطاعا متشرذما ويتعرض للهجوم، وأصبح الجميع يتطاول عليه"، مضيفا: "عشنا محنة كبيرة، واليوم يجب العمل بيد واحدة لكي يعم الخير الجميع... لا ننتظر رئيسا يحل مشاكلنا، بل نحلها بشكل جماعي". وتابع قائلا: "قوتنا في تضامننا ووحدتنا، قمنا بالعمل الصعب خلال السنتين الماضيتين ولم يتبق اليوم سوى القليل يمكن إنجازه بالتعاون". وذكر بلاغ الفيدرالية أن تنظيم المؤتمر يأتي في إطار تفعيل مبادئ الدستور المتعلقة بالجهوية الموسعة، وتكريس عمل التمثيليات المهنية والدور المحوري الذي تلعبه كقوة اقتراحية، ومد جسور التواصل بين الفاعلين في القطاع، وبناء الثقة مع الجهات الوصية لإعطاء الانطلاقة الفعلية لورش الدراسة الاستراتيجية الخاصة بالقطاع وبلورة الرؤية الاستراتيجية للفدرالية. ويهدف المؤتمر إلى تقويم وضعية القطاع، بدءا من الحكامة وتوحيد كلمة المهنيين وإعادة هيكلة الفدرالية بما يضمن تمثيلية جميع جهات المملكة، مرورا باقتراح الحلول الموضوعية لمشاكل القطاع، واستشرافًا لمستقبل مشرق ينبعث فيه قطاع المخابز والحلويات ليؤدي دوره المحوري في التنمية والنهوض بالاقتصاد الوطني.